الترا تونس - فريق التحرير
سجّل المحيط المدرسي في تونس سنة 2021، جملة من حوادث العنف التي هزّت هذا المحيط، ومسّت من حرمة هذه المؤسسة المحورية في عملية التنئشة الاجتماعية للتلاميذ. "الترا تونس" يلقي الضوء على خمس حوادث أثارت الجدل الكبير والاستياء الواسع.
اعتداء تلميذ على أستاذه بساطور، ومحاولة آخر الاعتداء على أستاذة بسيف، وإلقاء ثالث ملابس داخلية على أستاذه داخل القسم.. من بين أبرز الاعتداءات المسجلة في المحيط المدرسي سنة 2021
1- تلميذ يعتدي على أستاذه بساطور وسكين
تعرّض أستاذ التاريخ والجغرافيا الصحبي بن سلامة، بمعهد ابن رشيق بالزهراء/ مندوبية بن عروس إلى "اعتداء وحشي غير مسبوق بواسطة ساطور وسكين داخل الحرم المدرسي، حوّله إلى غرفة الإنعاش في حالة صحيّة حرجة" وفق بيان الجامعة العامة للتعليم الثانوي، بتاريخ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
هذه الحادثة دفعت الجامعة إلى الدخول في إضراب احتجاجي، مندّدة بـ"تراخي الوزارة المتعمد في التصدي إلى هذه الاعتداءات وسلبيتها في التعاطي معها"، قبل أن يتم إصدار في حق التلميذ المعتدي، بطاقة إيداع بإصلاحية المروج، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية ببن عروس عمر حنين، بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، في تصريح لـ"الترا تونس".
2- تلميذ يلقي ملابس داخلية نسائية على أستاذه داخل القسم
كما أثار فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل والاستياء بعد أن ظهر في هذا الفيديو، تلميذ يقوم بإلقاء ملابس داخلية نسائية على أستاذه داخل القسم، وهو ما خلق ردود فعل وانتقادات واسعة، ليصرّح مدير المعهد الخاص بعد ذلك بتاريخ 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أنه تم طرد التلميذ، قائلاً: "وقع إقصاؤه لأنه لا مجال لأن يواصل في المعهد مهما كانت الأسباب حتى لاعتبارات معنوية".
وقال الأستاذ محمد البديري الذي تعرّض إلى هذا الموقف من جهته إنّه يزاول مهنة التدريس منذ ما يزيد عن 35 سنة، لكنها المرة الأولى التي يتعرض فيها إلى حادثة كهذه، متابعًا: "في ذلك الموقف، سلّمت أمري لله وقلت لنفسي لا داعي لرد فعل عنيف، إذ كان يمكن أن يصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه" على حد وصفه.
واعتبر الأستاذ أن هذه الحادثة ليست سوى "حلقة أخرى من حلقات العنف داخل الوسط المدرسي"، حسب رأيه.
اقرأ/ي أيضًا: ثقافة العنف وأبعادها السوسيولوجية في نفسية الطفل..حادثة "معهد الزهراء" نموذجًا
3- وليّ أحد التلاميذ يعتدي على مدير معهد بسيدي بوزيد
على خلفية الشكاية التي تقدم بها مدير معهد ثانوي بسيدي بوزيد، ومفادها تعرضه إلى اعتداء بالعنف بمكان عمله من قبل ولي يعمل عون أمن، أفاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد جابر الغنيمي، بتاريخ 6 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أنّ النيابة العمومية أذنت بإحالة هذا الأمني بحالة تقديم.
ويشار إلى أنّ الدروس قد تعطلت بتاريخ 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بكامل معهد 9 أفريل بسيدي بوزيد، إثر الاعتداء على مديره ما استوجب نقله إلى المستشفى من قبل الحماية المدنية، ويرجع سبب الخلاف بين الوليّ ومدير المعهد، وفق ما علمته "الترا تونس"، إثر قرار إدارة المعهد معاقبة التلميذ وعرضه على مجلس التأديب بسبب تعمده إخفاء دفتر المناداة الخاص بالقسم الذي يدرس به. ويُذكر أنّ وزير التربية فتحي السلاوتي، قد أدان هذه الحادثة قائلًا إنه "اعتداء همجي وعنيف جدًا" وفق تعبيره.
4- بن عروس: إيقاف تلميذ منقطع عن الدراسة حاول الاعتداء على أستاذة بسيف
أفاد مدير المرحلة الإعدادية والثانوية التابع لمندوبية التربية ببن عروس إدريس محمدي، بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المدرسة الإعدادية عبد الله فرحات برادس شهدت محاولة اعتداء تلميذ منقطع عن الدراسة على أستاذة بسيف في المحيط الخارجي للمؤسسة التربوية.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: الفضاء التربوي والجامعي والأسري يعرف 18.8% من حجم العنف المرصود، بعد احتكار الفضاء العام على النسبة الأكبر من أحداث العنف المسجلة خلال شهر نوفمبر
وأوضح محمدي، أن التلميذ كان يتواجد خارج أسوار المؤسسة، وافتعل بعض الفوضى، كما حاول الاعتداء على الأستاذة حين همت بمغادرة المدرسة الإعدادية بعد إنهاء عملها، مشيرًا إلى أن السلط الأمنية تنقلت على عين المكان وألقت القبض على التلميذ، وفق روايته، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات جديدة في صالح المؤسسة، تتعلق بإجبارية حمل البطاقة المدرسية لكل من يتواجد في محيط المدرسة الإعدادية، وكل من لا يحمل بطاقة مدرسية يتعرض للتتبع الأمني، على حد قوله.
5- سوسة: الاحتفاظ بطفل وتقديم 4 أطفال آخرين لشبهة التخطيط لحرق مؤسسة تربوية
تم الاحتفاظ بطفل وعرض 4 أطفال آخرين بحالة تقديم على قاضي التحقيق المختص في قضايا الأطفال في إطار التحقيق في شبهة الإعداد والتحضير المادي للاعتداء على مؤسسة تربوية ومحاولة إضرام النار بها، وفق المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية سوسة 1 والناطق الرسمي باسمها معز اليوسفي، بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وأوضح اليوسفي أنه "تم إعلام النيابة العمومية لدى المحكمة الابتدائية بسوسة 1 بهذه الحادثة، وتم في الحين الإذن بفتح بحث تحقيقي ضد الأطفال المظنون فيهم، وتعهيد الملف لقاضي التحقيق المختص في قضايا الأطفال لإجراء الاستقراءات اللازمة وتقرير ما يراه صالحًا من الناحية القانونية بخصوص شبهة محاولة إضرام النار بمحلّ غير معدّ للسكنى طبق موجبات الفصل 308 من المجلة الجزائية"، وفق تصريحه.
يشار إلى أنّ تقرير المرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بتاريخ 7 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أنّ الفضاء التربوي والفضاء الجامعي والمسكن (الفضاء الأسري) يعرف كل منهم 18.8% من حجم العنف المرصود، بعد احتكار الفضاء العام من شارع ووسائل نقل، على النسبة الأكبر من أحداث العنف المسجلة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، أين شهدا نسبة 33.4% من مجموع العنف.
اقرأ/ي أيضًا:
السكين والساطور يعوّضان السبّورة والطبشور.. هل مازال للمدرسة حرمة في تونس؟