22-ديسمبر-2020

إثر حديث صحيفة أمريكية عن أن تونس قد تنضمّ لاتفاقيات التطبيع (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

شدد الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان نشره الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، على "مواقف تونس المدافعة عن الحقّ الفلسطيني والرافضة للكيان الصهيوني الغاصب"، وعلى "إدانته الدّائمة للمجازر التي يقترفها ضدّ الشعب الفلسطيني الأعزل وتنديده بالانتهاكات التي يرتكبها في حقّ الأرض الفلسطينية ومقدّساتها وإرثها التاريخي والثقافي".

يأتي ذلك على خلفية ''ترويج أنباء عن ترتيبات تجري في الكواليس ولقاءات غير معلنة تمّت مؤخّرًا برعاية فرنسية وأمريكية من أجل دفع الدولة التونسية للتطبيع مع الكيان الصهيوني على غرار دول عربية أخرى مقابل تحفيزات ومساعدات في شكل رشوة لضرب المواقف الوطنية لتونس وإجبارها على تغيير سياساتها الدولية والعربية''، وفق نص البيان.

اتحاد الشغل: القوى الوطنية وكافّة الشعب التونسي سيتصدّون لأيّ محاولة لجرّ تونس إلى مستنقع التطبيع

وأضاف الاتحاد، في ذات الصدد، أنّه كما كان "سبّاقًا لمقاومة التطبيع وكشف خيوطه، آخرها المبادلات التجارية السرّية التي تقوم بها شركات ومؤسّسات تونسية مع شركات شحن وتجارة صهيونية"، فإنّه يحّذر السلط من "أيّ خطوة تطبيعية"، مؤكّدًا أنّ "القوى الوطنية وكافّة الشعب التونسي سيتصدّون لأيّ محاولة لجرّ تونس إلى مستنقع التطبيع".

كما جدّد مطالبة البرلمان بالمصادقة على المبادرة الخاصّة بسنّ قانون تجريم التطبيع، مذكرًا'بأنّ "بين تونس وشعبها والعدوّ الصهيوني دم سال على أرضها في الغارة الإرهابية على حمّام الشط التي اختلط فيها دم التونسيين بدماء الفلسطينيين''، مشدّدًا على أنّ ''الذاكرة التونسية لن تنسى العمليات الإرهابية التي اقترفتها عصابات الموساد الصهيونية في تونس عندما اغتالت أبا جهاد خليل الوزير وأبا إيّاد صلاح خلف ومحمّد الزواري''، وفق ما جاء في نص البيان.

وجددت المنظمة الشغيلة رفضها لأيّ تعامل مع الكيان الصهيوني تحت أيّ ذريعة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو أكاديمية أو غيرها، معتبرة أن "التبريرات التي يسوّق إليها البعض والمتّصلة بإغراءات الاستثمار والتشجيع على السياحة وتقديم الدعم المالي إنّما هي أوهام يزرعها دعاة التطبيع لضمان مصالحهم مع الكيان الصهيوني والدول الراعية له ولن ينال التونسيات والتونسيين منها غير مزيد التفقير والاستغلال ونهب ثروات بلادهم"، وفق البيان.

بدوره، نشر الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي تدوينة على صفحته الخاصة بموقع التواصل "فيسبوك" اعتبر فيها أن المقال الذي نشرته "نيويورك تايمز" والذي قالت فيه إن تونس تستعد للاعتراف بـ"دولة إسرائيل"، هو محاولة لاختبار مدى استعداد التونسيين للتطبيع مع العدو الصهيوني.

عصام الشابي: ننتظر ردًّا رسميًا في حجم التحدي نُفهم من خلاله العالم أجمع أن الشعب التونسي ودولته و رئيسه لن يقترفوا جريمة الخيانة العظمى

وأضاف الشابي، في السياق ذاته، أنه "إذا كانت الدبلوماسية التونسية قد أعتبرت أن تطبيع بعض الدول العربية شأن داخلي لتلك الدول، فها هي اليوم بلادنا تتعرض لاختبار جدي لا تنفع معه سياسة النعامة"، لافتًا إلى أن "الأصابع الأمريكية تشير إلى أن دولتنا قد ترتكب الخيانة العظمى على حد توصيف الرئيس قيس سعيّد".

وتابع القول: "إننا ننتظر ردًّا رسميًا في حجم التحدي، نُفهم من خلاله العالم أجمع أن الشعب التونسي ودولته و رئيسه لن يقترفوا جريمة الخيانة العظمى وأن طريق التطبيع مسدود ..مسدود ..مسدود"، وفق نص تدوينته.

في محاولة لاختبار مدى استعداد التونسيين للتطبيع مع العدو الصهيوني، نشرت "النيويورك تايمز" الامريكية مقالا أكدت فيه ان...

Publiée par Issam Chabbi sur Mardi 22 décembre 2020

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد أوردت في مقال لها، نشر بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن "تونس وسلطنة عمان قد تنضمان لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل على خطى الإمارات والبحرين والسودان والمغرب".

المشيشي: فرضية الانقياد خلف موجة التطبيع مع إسرائيل غير مطروحة بالنسبة إلى تونس

ولئن تحدث المقال عن الصعوبات التي قد تواجهها هذه الاتفاقيات، فإن هذه هي المرة الأولى التي يُذكر فيها اسم تونس ضمن قائمة الدول التي تتفاوض معها إدارة ترمب سرًّا، ليكون ذلك بمثابة "بالون اختبار" عن مدة تقبّل الرأي التونسي للفكرة.

يذكر أن رئيس الحكومة هشام المشيشي كان قد أكد، في حوار أجرته معه القناة الفرنسية "فرانس24" وتم بثه بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن فرضية الانقياد خلف موجة التطبيع مع إسرائيل على خطى دول عربية أخرى، آخرها المغرب، غير  مطروحة بالنسبة إلى تونس.

كما نفى رئيس الحكومة، في السياق ذاته، سعي إدارة ترامب لدفع تونس نحو الانسياق خلف موجة التطبيع مع إسرائيل، على حد تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المشيشي: التطبيع مع إسرائيل غير مطروح بالنسبة إلى تونس

دويتو يجمع تونسيًا بإسرائيلي..نقابة المهن الموسيقية تندد وتعتبره سلوكًا مخزيًا