الترا تونس - فريق التحرير
اختار التونسيون أستاذ القانون الدستوري والمترشح المستقلّ للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها قيس سعيّد ليكون رئيسًا للجمهورية التونسية، وهو الرئيس السابع للجمهورية التونسية منذ الاستقلال والرابع منذ الثورة التونسية.
ولئن أثار صعود قيس سعيّد وتحصّله على ثقة عدد كبير من التونسيين "مفاجأة" للكثيرين، فإن نجم سعيّد قد سطع بعد الثورة واشتهر بمداخلاته الأكاديمية المتميزة والمتعلّقة بإشكالات قانونية طُرحت إبان انتفاضة الشعب التونسي وفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إلى جانب إتقانه اللغة العربية.
كان قيس سعيّد طيلة فترة عمله متفانيًا لدرجة أنه لم يغب يومًا عن التدريس إلا مرة واحدة وذلك إثر حدوث فيضانات حالت دون وصوله
ولد قيس سعيّد يوم 22 فيفري/ شباط من سنة 1958، وهو أستاذ للقانون الدستوري بالجامعة التونسية، وهو متحصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، ودبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو بإيطاليا. وشغل كذلك منصب الأمين العام للجمعية التونسية للقانون الدستوري بين عامي 1990 و1995، وتولى منصب نائب رئيس المنظمة منذ سنة 1995.
كما عمل قيس سعيّد كرئيس قسم القانون في جامعة سوسة، وكان خبيرًا قانونيًا في جامعة الدول العربية والمعهد العربي لحقوق الإنسان. كما كان عضوًا في لجنة الخبراء التي دُعيت لتقديم تعليقاتها على مشروع الدستور التونسي عام 2014.
ودرّس رئيس الجمهورية المنتخب في كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة وبكلية العلوم القانونية والسياسية والقانونية بتونس. وكان طيلة فترة عمله متفانيًا لدرجة أنه لم يغب يومًا عن التدريس إلا مرة واحدة وذلك إثر حدوث فيضانات حالت دون وصوله إلى الجامعة التي يدرّس فيها. وهو كذلك حرص على مواصلة التعليم رغم تعرّضه لوعكة صحية منذ حوالي ثلاث سنوات غير عابئ بتوصيات الأطباء.
ابتعد قيس سعيّد عن الانتماءات السياسية والإيديولوجية الضيقة واختار لنفسه خطًا ثالثًا
وقد استطاع قيس سعيّد الذي أثر على آلاف الطلبة الذين يتعلّمون مبادئ القانون الدستوري على يديه، اكتساب ثقة عدد هام من التونسيين ويدخل قلوبهم بصدقه وعفويته وحبّه لتونس التي طالما صرّح أنها تستحق أن تكون في أعلى المراتب. ولعلّ ما جعل الشباب يثق في قيس سعيّد، هو خطابه الصريح والمباشر والذي لا يخلو من الطرافة أحيانًا، فهو صاحب المقولة الشهيرة "الدستور أكله الحمار".
كما تميّز سعيّد خلال إطلالاته الإعلامية بعد الثورة بتقديم قراءات موضوعية لمسائل تهم القانون الدستوري، وهو الملمّ بتفاصيله والمطّلع على خباياه، بعيدًا عن أية انتماءات سياسية أو إيديولوجية، وهو الرجل الذي لم يعرف له انتماء لأي حزب أو اتجاه أو تيار فكري قبل الثورة أو بعدها، وهو خيار طالما عبّر عنه في أكثر من مناسبة حتى قبل أن يعلن ترشحه، إذ أكد في عديد التصريحات أن انتماءه الوحيد هو الوطن وأن الأحزاب ستزول وأن ستبقى تونس دونهم.
ابتعد قيس سعيّد عن الانتماءات السياسية والإيديولوجية الضيقة، واختار لنفسه خطًا ثالثًا فعمل خلال الآونة الأخيرة على التقرّب من الشباب الذي بات الإحباط يغتال أحلامه وأحيانًا يسرقه من الحياة، استمع إليهم وقدّم إليهم طرحًا وجدوه منفذًا للقطع مع المنظومة القائمة التي لم تنصفهم يومًا ولم تكلّف نفسها حتى عناء الاستماع إليهم. فكان هذا الخط الثالث متنفسًا لأغلبية ظلّت صامتة لسنوات واختارت القيام بـ"ثورة ناعمة" هزّت أركان منظومة اهترأت مقوماتها.
اقرأ/ي أيضًا:
نسب الإقبال على التصويت إلى حدود الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال
منظمات ملاحظة الانتخابات الرئاسية: خروقات منها توزيع أموال وشراء ذمم للناخبين