28-يوليو-2020

عُرفت بإدانتها للكيان الصهيوني ودعمها للقضية الفلسطينية (مارك دوفيل/جيتي)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تُوفيّت اليوم، الإثنين 28 جويلية/يوليو 2020، الكاتبة والمحامية اليهودية التونسية الفرنسية جيزيل حليمي عن سنّ تناهز 93 عامًا وذلك بمقرّ إقامتها بباريس، بعد عقود أمضتها في النضال الحقوقي في مواجهة الاحتلال الفرنسي في تونس والجزائر، وفي دعم القضية الفلسطينية، عدا عن نشاطها دفاعًا عن القضايا النسوية.

وُلدت حليمي بتاريخ 27 جويلية/يوليو 1927 في حلق الوادي في تونس العاصمة لوالدين من أصول يهودية، تتلمذت في المدارس التونسية، ثم واصلت تعليمها الجامعي في كلية الحقوق، وبدأت ممارسة المحاماة منذ عام 1949 واستمرت في مهنتها انطلاقًا من باريس منذ عام 1956.

عُرفت جيزيل حليمي بنضالها الحقوقي في مواجهة الاستعمار الفرنسي في تونس والجزائر، وبدعمها للقضية الفلسطينية عدا عن نشاطها دفاعًا عن القضايا النسوية

عُرفت المحامية بالخصوص بدعمها لحقوق المرأة، وبمناهضتها للاحتلال الفرنسي في تونس وكذا في الجزائر. إذ ترافعت عن المناضلة الجزائية في صفوف جبهة التحرير الوطني جميلة بوباشا عام 1960. كما ترأست لجنة التحقيق حول الجرائم الأمريكية في فيتنام.

 واشتهرت بالخصوص بدعمها للقضية الفلسطينية ومعارضتها للكيان الصهيوني. إذ كانت حليمي محامية مروان البرغوثي، أحد الرموز الفلسطينية وأبرز زعامات منظمة "فتح" في الضفة الغربية، الذي اُعتقل عام 2002 إثر نشاطه في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وكانت عضوة في محكمة "راسل" حول فلسطين، وهي محكمة رأي شعبية تأسست في مارس/آذار 2009 من أجل تعبئة الرأي العام حتى تقوم الأمم المتحدة باتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب.

وكتبت حليمي إبان حرب غزة 2014 في صحيفة "الإنسانية" مقالًا للتعبير عن إدانتها للحرب كاتبة: "إن الشعب الفلسطيني بأيديه العارية يذبح. إن الجيش (في إشارة لجيش الاحتلال) يحتجزه كرهينة. لماذا؟ أي قضية يدافع عنها هذا الشعب ولما معارضته؟ أقول إن هذه القضية عادلة وسيتم الاعتراف بها على هذا النحو على مر التاريخ".

وقد استشهد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، في المناظرة الرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بجيزيل حليمي في سياق تمييزه بين اليهودية والصهيونية، ذاكرًا أن والده كان يحملها على دراجته إلى المدرسة أثناء الحرب العالمية الثانية حتى يحفظها من النازيين زمن وجودهم في تونس عام 1943.

 استشهد رئيس الجمهورية قيس سعيّد بالمحامية والناشطة جيزيل حليمي في سياق تمييزه بين اليهودية والصهيونية

خاضت الناشطة الحقوقية والنسوية غمار العمل السياسي، إذ كانت عضوة في المجلس التشريعي الفرنسي بين 1981 و1984 ضمن "المجموعة الاشتراكية"، ثم عملت لسنة وحيدة كسفيرة لفرنسا لدى اليونسكو من (أفريل/نيسان 1985 إلى سبتمبر/أيلول 1986)، قبل أن تنتقد أداء الرئيس الجمهورية وقتها الاشتراكي فرانسوا ميتيران واصفة إياها بأنه "ميكيافيلي".

أصدرت جيزيل طيلة مسيرتها النضالية عدة مؤلفات من أهمها "فاطمة بوباشا" بالاشتراك مع سيمون ديبفوار، وقد رسم أيقونة الفن التشكيلي بابلو بيكاسو غلاف هذا الكتاب. وآخر مؤلفاتها هو "قصة شغف" الصادر عام 2011.

وفيما يتعلق بحياتها الخاصة، تزوّجت جيزيل من بول حليمي الذي حملت لقبه العائلي، ثم تزوّجت بكلود فو وهو السكرتير السابق للفيلسوف الشهير جون بول سارتر. ولها 3 أبناء من بينهم سيرج حليمي وهو مدير الصحيفة الشهيرة "لومنتد ديبلوماتيك".

 

اقرأ/ي أيضًا:

اليهود في الحياة السياسية التونسية.. حضور محتشم ومحاولات للتوظيف

ميلود بن ناجح.. بطل تونسي غار على الصهاينة ليلة الطائرات الشراعية