يعتقد الكثيرون أن الأطفال هم زينة الحياة الدنيا ومن رزق طفلًا عادة "يطمع" في الثاني والثالث. وكثيرًا ما نسمع عبارات من نوع "إن شاء الله فرحة عازب"، "زيد بنيّة ويزّيك"، "بنيّاتك لازمهم خو"، وكأنّ الفرحة لا تكتمل إلّا إذا ضمّت الأسرة أطفالًا من الجنسين. فمن رزق الأنثى ينتظر بشغف أن يكون مولوده الثاني من الذكور والعكس صحيح.
إلى هنا تبدو المسألة عاديّة ومنطقيّة. ولكن قد تتغيّر المعطيات إذا أصبح الأمر إلزاميًا وتصبح الأم تحت ضغط أسرتها أو أسرة زوجها أو حتى أصدقائها المقرّبين أو جاراتها. وتتحوّل الكلمات من مجرّد أمنية متروكة للخالق إلى حمل ثقيل يجعلها تبحث في الطبّ عمّا يمكن أن يساعدها.
يقال إنّ المرأة الحامل التي تشتهي الحلويات سوف تنجب فتاة أمّا إذا اشتهت الأطعمة الحامضة والمالحة فإنّها ستنجب صبيًّا
اقرأ/ي أيضًا: "#EnaZeda".. عن ذكرى تحرّش جنسي لم تُمح من الذاكر
ومع التطوّر العلمي في المجال الطبي، لم يعد تحديد جنس المولود أمرًا صعب الحدوث وقد أثبتت عديد الدراسات جدوى بعض هذه الطرق فيما أثبتت أخرى خطورتها خاصّة تلك التي تتعلّق بالنظام الغذائي للحامل، ومن هذه الطرق موعد التبويض أو نوعية الطعام أو الجدول الصيني.
فكيف يمكن اختيار جنس الجنين قبل ولادته؟ وما مدى نجاعة هذه الطرق؟ أسئلة يجيب عنها "ألترا تونس" في هذا التقرير.
الحلو للأنثى والمالح للذكر
تنتشر بين النساء الراغبات في إنجاب جنس معين معتقدات شعبية، فمثلًا يقال إنه على المرأة الراغبة في إنجاب ذكر النوم على الجانب الأيمن دائمًا، أما التي تريد إنجاب الأنثى فتنام على الجانب الأيسر طيلة 3 أشهر الأولى من الحمل، كما أن تغيير سرير الزوجية ووضعه ناحية الشمال رمز الذكورة، حتى إن هناك من يعتمد الجدول الصيني ليكون المولود ذكرًا.
ويقال إنّ المرأة الحامل التي تشتهي الحلويات سوف تنجب فتاة أمّا إذا اشتهت الأطعمة الحامضة والمالحة فإنّها ستنجب صبيًّا. وهي من العبارات التي يقع توارثها جيلًا بعد جيل قد يصادف أن يصدق قائلها وقد يحصل العكس.
ورغم انّ عديد الدراسات أثبتت أنّ الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود، إلا أنّ انتشار البرامج والحميات عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعل العديد من النساء تتّبع وصفات شعبيّة أو حميات غذائيّة لتتحصّل على الجنس المنشود.
سندة بركة الله (أخصائية تغذية) لـ"ألترا تونس": من تريد إنجاب أنثى عليها التخلي عن ملح الطعام وأن تتجنّب المنتجات الحيوانيّة المملّحة أو المدخّنة
اقرأ/ي أيضًا: سرطان الثدي.. تونسيات ينتصرن في معركة استئصال الأنوثة
وفي هذا الإطار، تؤكد أخصائية التغذية سندة بركة اللّه أنّ هناك عديد الحميات لاختيار جنس المولود وترتكز هذه الحميات أساسًا على التحكّم في درجة حموضة المهبل وأن تبدأ في تطبيقها قبل ثلاثة أشهر من عملية الإخصاب ولأنّ المسألة صعبة التحديد فهناك العديد من الأخصائيين ينصحون بالانطلاق فيها قبل سنة من قرار الإنجاب. وليكون المولود ذكرًا يجب أن تكون نسبة الحموضة مرتفعة (ph acide)،أما ليكون أنثى فيجب أن تكون أساسيّة (ph basique)، وفق تصريحات الأخصائية.
"من تريد إنجاب أنثى عليها التخلي عن ملح الطعام وأن تتجنّب المنتجات الحيوانيّة المملّحة أو المدخّنة مثل الزبدة واللحوم والأسماك والمواد المعلّبة وأيضًا المنتجات ذات مصدر نباتي مالح مثل الخبر والفول السوداني والمخلّلات"، هكذا فسّرت أخصائيّة التغذية أهم المواد التي تساعد في إنجاب البنت، مضيفة أنّه على المرأة الحامل أن تستهلك الحليب ومشتقاته غير المالحة، بالإضافة إلى الخضر الطازجة كالبروكلي والملفوف والسبانخ والكرّاث. أما بالنسبة لغلال فعليها اختيار العنب والتين والفراولة والتوت، إلى جانب الإكثار من شرب المياه المعدنيّة وأن تتناول الشوفان كل صباح، على حدّ تعبيرها.
أما لإنجاب ولد تقول سندة بركة الله إنّه على المرأة الحامل التركيز على المأكولات الغنيّة بالسوديوم والبوتاسيوم مثل الملح الزائد والفواكه كالموز والمشمش والفواكه المجففة والطماطم واللحوم الحمراء والدجاج والتقليل من تلك التي تحتوي على الماغيزيوم والكالسيوم، وهي مكوّنات تساعد على تغيير نسبة حموضة الإفرازات المهبلية.
يشار إلى أنّ المسألة لا تتعلّق فقط بالطعام ولكنها أيضًا مرتبطة بتوقيت العلاقة الحميميّة بين الزوجين وبعض الخصوصيّات الجينيّة الأخرى.
خطورة بعض الحميات
انتشرت منذ فترة عبر مواقع التوصل الاجتماعي، مجموعات تعنى بالنساء الحوامل وتتبادل فيها الأمّهات تجاربهنّ خلال فترة الحمل. وتشيع بينهن تعليقات متعدّدة في علاقة بتغذية الأم التي تريد إنجاب جنس معيّن أو نجاح وفشل تجارب البعض منهنّ.
وفي هذا السياق، أكّدت أخصائية التغذية سندة بركة الله أنّ هذا النوع من الحميات محفوف بالمخاطر خاصّة على الجنين مندّدة بالمحاولات الفرديّة التي تلتجئ لها النسوة دون الرجوع للأخصائيّة ومعتبرة أن هذا الأمر شديد الخطورة سواء كان ذلك على الأم أو على الجنين.
سندة بركة الله لـ"ألترا تونس": اختيار نظام غذائي معيّن يجب أن يتم تحت مراقبة طبيّة دقيقة خاصّة وأنّه صعب التطبيق
وأضافت أنّ اختيار نظام غذائي معيّن يجب أن يتم تحت مراقبة طبيّة دقيقة خاصّة وأنّه صعب التطبيق بالإضافة إلى أنّه لا يدرّس في المناهج الدراسيّة لاختصاص التغذية، مبينة أنه من المخاطر التي يمكن أن يتسبّب فيها مشاكل في ارتفاع ضغط الدم وإمكانيّة حدوث مرض السكري والفشل الكلوي والتهاب الكلى، لذلك فإنّ متابعة الطبيب مهمّة لتجنّب هذه التعقيدات سواء للطفل أو للأم، بالإضافة إلى أنّ هذا النظام يمكن أن تسبب الإجهاد والضغط، وهو أمر غير مرغوب فيه في فترة الحمل.
وختمت بالتأكيد على ضرورة أن يكون الأكل متوازنًا وهذا الأمر هو أكثر أهمية لصحّة الطفل من جنسه.
اقرأ/ي أيضًا:
"حالة وعي" في حيّ التضامن.. شباب يرسم مستقبلًا بالألوان
الحملات الشبابية المواطنية.. "حالة وعي" في مواجهة الوعي المعلّب