28-مارس-2023
حبوب

نقابة الفلاحين: على الحكومة إيجاد مصادر مياه بديلة وزراعات تتأقلم مع الجفاف (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبّرت النقابة التونسية للفلاحين، الاثنين 27 مارس/آذار 2023، عن عميق انشغالها "لِما آلت إليه مزارع الحبوب والأعلاف خاصة بالولايات المنتجة على غرار الكاف وسليانة وجندوبة وزغوان وباجة نتيجة انحباس الأمطار".

نقابة الفلاحين: "التقييم الأوّلي للمحصول سيكون دون المأمول ولن يتجاوز 4 مليون قنطار كتجميع، أي بنسبة 12,5% من حاجياتنا والمقدّرة بـ 32 مليون قنطار"

وأكدت، في بيان لها، أن "التقييم الأوّلي للمحصول سيكون دون المأمول ولن يتجاوز 4 مليون قنطار كتجميع، أي بنسبة 12,5% من حاجياتنا والمقدّرة بـ 32 مليون قنطار"، وفق تصورها.

كما أشارت نقابة الفلاحين إلى أنها تواكب وضعيات السدود ونسب الامتلاء التي لا تتجاوز في إجمالها 28.9%، مما سيؤثر مباشرة على مياه الشرب والرّي وتقلص المساحات لجلّ المنتجات الفلاحية خاصة منها الخضر والغلال انطلاقًا من هذه الصائفة، حسب توقعاتها.

نقابة الفلاحين: لا بدّ من تسريع الإحاطة بالمزارعين المتضررين والتعجيل بصرف مستحقاتهم من صندوق الجوائح وعلى الحكومة تفعيل البرامج التي من شأنها إيجاد مصادر مياه بديلة وزراعات تتأقلم مع الجفاف

وشددت، في هذا الصدد، على ضرورة تسريع الإحاطة بالمزارعين المتضررين والتعجيل بصرف مستحقاتهم من صندوق الجوائح الذي قالت إنه قد "أمّن به الفلاح نصيبًا ليجده وقت الحاجة كضمان له لمواصلة الإنتاج عند الأزمات".

كما دعت نقابة الفلاحين الحكومة التونسية إلى "تفعيل البرامج التي من شأنها إيجاد مصادر مياه بديلة وزراعات تتأقلم مع الجفاف"، على حد ما جاء في نص البيان.

 

صورة

 

وكان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية قد اعتبر، الاثنين 27 مارس/آذار 2023، أن الموسم الفلاحي الحالي "صعب وكارثي بأتم معنى الكلمة"، متوقعًا ألّا يتجاوز إنتاج تونس من الحبوب 3.5 مليون قنطار، وفقه.

كان عضو باتحاد الفلاحة قد اعتبر أن الموسم الفلاحي الحالي "صعب وكارثي بأتم معنى الكلمة" متوقعًا ألّا يتجاوز إنتاج تونس من الحبوب 3.5 مليون قنطار

وأضاف رجايبية، في تصريح لإذاعة "موزاييك" (محلية)، أن المناطق المنتجة للحبوب قد تقلصت، ولم يبق إلا بعض المناطق التي تضم زراعات كبرى على غرار باجة الشمالية وجندوبة وبنزرت، متوقعًا تراجعًا كبيرًا على مستوى صابة الحبوب، معلقًا: "في العام الفارط قمنا بتجميع حوالي 7.5 مليون قنطار من الحبوب، لكننا في هذا الموسم بالكاد سنصل إلى 3 أو 3.5 مليون قنطار"، حسب توقعاته.

وأرجع عضو اتحاد الفلاحة ذلك بالأساس إلى التغيرات المناخية وقلة المياه وتساقطات الأمطار، ما أثّر تأثيرًا كبيرًا على مستوى إنتاج الحبوب، مذكرًا بأن "95% من المساحات الزراعية في تونس هي مساحات مطرية، وفي ظل غياب الأمطار سيكون هذا الموسم كارثيًا"، وفق توصيفه.

وكانت صابة الحبوب لموسم سنة 2022 قد بلغت 7.511 مليون قنطار، علمًا وأن صابة سنة 2021 كانت في مستوى 8.082 مليون قنطار، وفق بيانات نشرها ديوان الحبوب في تونس، وهو الهيئة الحكومية المعنية بشراء الحبوب.

 

صورة
(المصدر: ديوان الحبوب في تونس)

 

يُذكر أن الإنتاج التونسي للحبوب لا يكفي حاجيات البلد وهو ما يضطرها للتوريد في مناسبات مختلفة من السنة، في ظل أزمة مالية واقصادية وانتظارها منذ فترة التمكن من الحصول على اتفاق قرض نهائي مع صندوق النقد الدولي.

وتعاني البلاد أزمة مائية في ظلّ تراجع مخزون السدود التونسية إلى أدنى مستوياته مع تواصل انحباس الأمطار. وقد بلغت الإيرادات الجملية للسدود بتاريخ يوم 13 مارس/آذار 2023 حوالي 320.5 مليون متر مكعب مسجلة بذلك تراجعًا هامًا بالمقارنة مع الإيرادات المسجلة خلال نفس الفترة من السنة المنقضية والمقدرة بـ874 مليون متر مكعب. وقد بلغ المخزون الجملي للسدود فقد بلغ 743.1 مليون متر مكعب مقابل 1130 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من السنة المنقضية، وفق بيانات المرصد الوطني للفلاحة.