الترا تونس - فريق التحرير
قالت منظمة "استغاثة الإنسانية" الدولية (منظمة حقوقية غير حكومية)، الخميس 22 فيفري/شباط 2024، إنّ "عام 2023 كان الأسوأ من ناحية الوفيات في عرض البحر الأبيض المتوسط"، محذّرة من أنه من المرجح أنّ عدد الوفيات سيزداد أكثر.
منظمة حقوقية دولية: عام 2023 كان الأسوأ من ناحية عدد الوفيات في عرض البحر الأبيض المتوسط ومن المرجح أنّ يرتفع عددهم أكثر
وقالت ماري ميشيل، خبيرة سياسات الهجرة بالفرع الإيطالي لمنظمة "استغاثة الإنسانية" (Sos Humanity) الألمانية غير الحكومية، في تصريح نقلته وكالة "آكي" للأنباء الإيطالية، إن "عدداً كبيراً من الأشخاص قد غرقوا في عرض البحر الأبيض المتوسط في عام 2023 مقارنة بالعام السابق"، وفقها.
وأضافت ميشيل أنه "بدلاً من تعزيز قدرات الإنقاذ، تسببت الحكومة الإيطالية بتفاقم الكارثة الإنسانية على طريق الهجرة الأكثر فتكاً في العالم، معيقة نشاط منظمات البحث والإنقاذ غير الحكومية"، حسب تأكيدها.
منظمة حقوقية دولية: بدلاً من تعزيز قدرات الإنقاذ، تسببت الحكومة الإيطالية بتفاقم الكارثة الإنسانية على طريق الهجرة الأكثر فتكاً في العالم، معيقة نشاط منظمات البحث والإنقاذ
وأضافت الناشطة بالمنظمة الحقوقية أنه "بعد مرور عام على دخول القانون الذي وافقت عليه حكومة جورجيا ميلوني حيز التنفيذ، نشرت 22 منظمة غير حكومية مشاركة بمهام الإنقاذ البحري، بياناً للفت الانتباه إلى تدهور أوضاع المهاجرين".
وحثت ماري ميشيل "الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على احترام القانون البحري الدولي وحقوق الإنسان والتوقف عن إعاقة عمل المنظمات المنقذة للحياة في البحر الأبيض المتوسط"، وفق تصريحها.
وقد أشارت المنظمات الحقوقية، في بيانها وفق ما نقلته الوكالة، إلى أن "عام 2023 كان العام الأكثر دموية في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2017، حيث غرق أو فقد خلاله 2500 شخص".
منظمة حقوقية دولية تحث "الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على احترام القانون البحري الدولي وحقوق الإنسان والتوقف عن إعاقة عمل المنظمات المنقذة للحياة في البحر الأبيض المتوسط"
يشار إلى سنة 2023 شهدت تواصل رحلات الموت في عرض البحر الأبيض المتوسط، وقد قال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (الذي يعنى بقضايا حقوقية من بينها الهجرة غير النظامية) إنّ المقاربة الأمنية المكثفة لم تمنع الموت على السواحل التونسية، حيث بلغ عدد الموتى والمفقودين على السواحل التونسية 1313 شخصًا أغلبهم من الجنسيات التونسية، في حين بلغ عدد الموتى والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط الاوسط 1793 شخصًا.
ومن حين لآخر يشهد البحر الأبيض المتوسط حوادث غرق مراكب للهجرة غير النظامية، لعلّ آخرها غرق مركب في منتصف فيفري/شباط الجاري يضمّ 52 مهاجرًا من جنسيات أجنبية مختلفة قرب سواحل جرجيس، بعد تعرضه لعطب وتسرب المياه إليه، وقد ذكرت إدارة الحرس الوطني أنّه تم العثور على 9 جثث، وشخص في حالة حرجة، وفقه.
منظمات حقوقية دولية: "عام 2023 كان العام الأكثر دموية في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2017، حيث غرق أو فقد خلاله 2500 شخص"
كما تم في 7 فيفري/شباط ذاته انتشال 13 جثة لمهاجرين من السودان وإنقاذ اثنيْن آخرين بعد غرق مركبهم قبالة سواحل الشابة من ولاية المهدية، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية فريد بن جحا.
وأضاف بن جحا، في تصريح لإذاعة "موزاييك" (محلية)، أن القارب خرج من سواحل جبنيانة من ولاية صفاقس وكان على متنه 42 مهاجرًا يحملون جميعهم الجنسية السودانية ومتحصلين على بطاقة لجوء من مفوضية شؤون اللاجئين.
وقبل ذلك، تم فقدان أثر حوالي 40 مهاجرًا غير نظامي تونسيًا من معتمدية الحنشة من ولاية صفاقس منذ الليلة الفاصلة بين 10 و11 جانفي/يناير 2024، وسط قلق ومخاوف تخيم على أفراد عائلتهم ودعواتهم المستمرة للسلطات للتحرك والكشف عن مآلهم المجهول. وإلى اليوم رغم مرور شهرين ونصف على فقدانهم لم تتوصل العائلات إلى أيّ معطيات بشأنهم.
يشار إلى أنّ ملفّ المهاجرين غير النظاميين المفقودين يعدّ من أبرز الملفات العالقة، نظرًا لتواصل ارتفاع عدد المفقودين السنة تلو الأخرى الذي يقابله عدم جدية السلطات الرسمية في التعاطي مع الموضوع، وفق ما يؤكده الناشطون الحقوقيون المتابعون لملف الهجرة غير النظامية.