13-يونيو-2023
الهجرة

من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (صورة توضيحية/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أوردت المنظمة الدولية للهجرة، وفق بيانات نشرتها الثلاثاء 13 جوان/ يونيو 2023، أنّ قرابة 3.800 شخص لقوا حتفهم على طرق الهجرة داخل ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الماضي (من جانفي/ يناير إلى ديسمبر/ كانون الأول 2022)، مؤكدة أنها أعلى حصيلة منذ عام 2017 حين تم تسجيل 4.255 حالة وفاة، وفقًا للمنظمة.

المنظمة الدولية للهجرة: قرابة 3.800 شخص لقوا حتفهم على طرق الهجرة داخل ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2022

وقد تم تسجيل 3.789 حالة وفاة تحديدًا في عام 2022، أي بزيادة تقدّر بنسبة 11% عن العام السابق. وشكلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من نصف إجمالي حالات الوفاة عالميًا المسجلة من قبل مشروع المهاجرين المفقودين (6.877).

وأشارت المنظمة إلى أنه على الطرق البرية في شمال إفريقيا، "لا سيما أثناء عبور الصحراء الكبرى  المحفوفة بالمخاطر، تم تسجيل 203 حالات وفاة، بينما حدثت 825 حالة وفاة أخرى على الطرق البرية في الشرق الأوسط. وسجلت ليبيا أكبر عدد من الوفيات على الطرق البرية في شمال إفريقيا، حيث تم تسجيل 117 حالة وفاة، تليها الجزائر (54) والمغرب (13) وتونس (10) ومصر(9).

المنظمة الدولية للهجرة: شكلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من نصف إجمالي حالات الوفاة عالميًا المسجلة من قبل مشروع المهاجرين المفقودين

واعتبرت المنظمة الدولية للهجرة، أنّ ندرة البيانات الرسمية ومحدودية وصول المجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى الطرق البرية، يؤشر إلى أن العدد الفعلي للوفيات على طرق الهجرة داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المرجح أن يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه، وفق بيانها.

وقالت مديرة معهد البيانات العالمي "كوكو وارنر": "تُظهر بياناتنا أن 92% من الأشخاص الذين يموتون على هذا الطريق لا يزالون مجهولي الهوية، والخسائر المأساوية في الأرواح على طرق الهجرة الخطرة تسلط الضوء على أهمية البيانات والتحليل في قيادة العمل".

المنظمة الدولية للهجرة: ندرة البيانات الرسمية ومحدودية وصول المجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى الطرق البرية، يؤشر إلى أن العدد الفعلي للوفيات من المرجح أن يكون أعلى بكثير من المعلن

وتحدث عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن "أن هذا العدد المقلق للوفيات على طرق الهجرة داخل ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتطلب اهتمامًا فوريًا وجهودًا متضافرة لتعزيز سلامة وحماية المهاجرين".

يشار إلى أنّ المجتمع المدني التونسي، وخاصة المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، يدين بشدة، ما يصفه بـ"الصمت الرسمي إزاء مآسي الهجرة وسياسات عسكرة الحدود والتطبيع مع الموت برًا وبحرًا"، داعيًا إلى "مزيد تضامن الشعوب ضد سياسات تصدير الحدود وأمننة قضايا الهجرة وضد عنف الحدود".

وأكد المنتدى وفق بيان بتاريخ 17 ماي/أيار 2023، أنّ المهاجرين يقطعون مسافات كبيرة في مناخ قاس لأسباب متعدد ومعقدة: "هربًا من الحروب والمآسي والظروف الاقتصادية والتغييرات المناخية، وأنهم يواجهون الموت بأجساد هزيلة ويتعرضون لشتى المخاطر وخاصة النساء والأطفال، ويتنقلون في الخوف وتحت رحمة المهربين وقسوة المناخ" وفق نص البيان.

ولفت المنتدى إلى أن ما يعانيه "أبناء قارتنا على الحدود الشرقية لفضاء شنغن وفي الأراضي الأوروبية وعلى الحدود الجنوبية لأوروبا من موت وانتهاكات وترحيل قسري واحتجاز وعنصرية يستوجب أن نرفع أصواتنا عاليًا تنديدًا بسياسات الاتحاد الأوروبي اللاإنسانية وبتواطؤ حكوماتنا وخضوعها للابتزاز ومصادرتهم لحقوقنا".