11-يونيو-2023
قيس سعيّد صفاقس

وذلك قبل يومٍ من الزيارة المبرمجة لرئيسة المفوضية الأوروبية إلى تونس

الترا تونس - فريق التحرير

 

أدى الرئيس التونسي قيس سعيّد، السبت 10 جوان/يونيو 2023، زيارة فجئية إلى ولاية صفاقس عاين خلالها أوضاع المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء هناك، وذلك قبل يومٍ من الزيارة المبرمجة لرئيسة المفوضية الأوروبية إلى تونس رفقة رئيسيْ وزراء إيطاليا وهولندا، والتي من المنتظر أن تخصص لبحث الدعم المادي لتونس وأيضًا معالجة موضوع الهجرة غير النظامية والتخوف الأوروبي من تواصل ارتفاع أعداد المهاجرين القادمين من البحر المتوسط وخاصة تونس.

قيس سعيّد: لا يمكن أن نقوم بالدور الذي يُفصح عنه البعض ويخفيه البعض الآخر بأن نكون حراسًا لدولهم والحل لا يجب أن يكون على حساب الدولة التونسية

وقال سعيّد، على هامش هذه الزيارة وفق مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية، "لا يمكن أن نقوم بالدور الذي يُفصح عنه البعض ويخفيه البعض الآخر بأن نكون حراسًا لدولهم"، مؤكدًا: "الحل لا يجب أن يكون على حساب الدولة التونسية"، وفق تعبيره.

وأضاف: "هذا الوضع الذي تعيشه تونس غير طبيعي ولا بدّ من وضع حدّ له"، معتبرًا أن عدد المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس أكبر بكثير من 10 آلاف شخص وأن الإحصائيات بشأنهم مغلوطة، إذ أن أعدادًا كبيرة منهم تأتي بشكل يومي وتتوجه خاصة إلى صفاقس، حسب قوله.

قيس سعيّد: تونس تعيش الكثير من التحديات ونحن عازمون على رفع التحديات كلها ولا بدّ أن نعوّل على أنفسنا قبل أن نعوّل على أي أحد من الخارج إذ لدينا من الثروات الطبيعية الكثير

وتابع قيس سعيّد: "في هذه المرحلة تونس تعيش الكثير من التحديات ونحن عازمون على رفع التحديات كلها"، معقبًا: "يمكن أن نصنع التاريخ بإمكانياتنا الذاتية ولا بدّ أن نعوّل على أنفسنا قبل أن نعوّل على أي أحد من الخارج ولدينا من الإمكانيات ومن الثروات الطبيعية الكثير فدولتنا تعجّ بالخيرات لكنها فقيرة على مستوى خزائنها"، على حد قوله.

واستطرد الرئيس التونسي قائلًا: "كثيرون لا يزالون يحنّون إلى الماضي، لكن الماضي لن يعود أبدًا"، وفق تعبيره.

 

 

ويأتي خطاب قيس سعيّد هذا، قبل يوم من الزيارة الموعودة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، رفقة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ونظيرها الهولندي  مارك روته.

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الجمعة 9 جوان/يونيو 2023، إن زعماء إيطاليا وهولندا والمفوضية الأوروبية سيعلنون عن حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي عند زيارتهم تونس يوم الأحد 11 جوان الجاري، وفق ما نقلته رويترز.

يأتي خطاب قيس سعيّد قبل يوم من زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية إلى تونس رفقة رئيس وزراء هولندا ورئيسة وزراء إيطاليا التي تقود تحركات منذ فترة لدعم حصول تونس على تمويلات غربية في ظل وضعها الاقتصادي المتردي

وتأتي هذه الزيارة في إطار تحركات ميلوني منذ فترة لدعم حصول تونس على تمويلات غربية في ظل وضعها الاقتصادي المتردي وخاصة مع رفض الرئيس التونسي قيس سعيّد ما يسميها "إملاءات" صندوق النقد الدولي من أجل ضمان قرض من الصندوق. وكانت ميلوني قد التقت سعيّد في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

 

ونقلت رويترز عن مانحين أن "الحكومة التونسية لا تقدم مقترحات جديدة لاتفاق بديل مع صندوق النقد الدولي".

يذكر أن حكومة نجلاء بودن تجد صعوبات في توفير التمويل اللازم لشراء بعض وارداتها الرئيسية، مما يؤدي إلى نقص المعروض، وتحذر وكالات التصنيف الائتماني من احتمال تخلف تونس عن سداد ديونها السيادية.

وكان قد انخفض احتياطي تونس من العملات الأجنبية هذا الأسبوع لمستويات تكفي لتغطية واردتها لمدة 91 يومًا فقط مقارنة مع 123 يومًا قبل عام. وتخشى الحكومات الأوروبية من احتمال انهيار المالية العامة في تونس، مما يؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط.

وكانت قد توصلت الحكومة التونسية لاتفاق مبدئي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار لدعم إجراء بعض "الإصلاحات" التي تشمل خفض الدعم وتقليص أجور موظفي القطاع العام وإعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة.

ويرفض سعيّد هذه الإجراءات التي اقترحتها حكومته ويصفها بأنها تنذر بخطر تأجيج اضطرابات اجتماعية وأنها تشبه "عود ثقاب يشتعل إلى جانب مواد شديدة الانفجار". وبدلاً عنها، يقترح سعيّد رفع الضرائب على الأثرياء لكن أي اتفاق جديد على هذا الأساس يجب أن يجري التفاوض عليه مع صندوق النقد الدولي، وهي عملية قد تستغرق شهورًا، وفق ما رجحته رويترز.