الترا تونس - فريق التحرير
أهابت مجموعة من المنظمات والجمعيات المغاربية، الاثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، بالديناميات المدنية والنقابية في المنطقة المغاربية وبالخصوص في تونس والمغرب بـ"العمل سويًا على إيقاف التصعيد والدفع نحو العودة إلى المسار التاريخي المبني على التضامن والعمل المشترك والمعارك الحقيقية من أجل التنمية والديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وضد الاستبداد".
منظمات وجمعيات مغاربية تدعو لـ"التصدي لمحاولات جرّ الشعوب المغاربية إلى صراعات خدمة لأنظمة لا همّ لها إلا التمسّك بالسلطة ولو بافتعال أزمات وتحالفات لا تخدم الشعوب"
ودعت، في بيان مشترك لها، القوى المدنية والنقابية والحركات الاجتماعية والشبابية لـ"التصدي لكل محاولات جرّ الشعوب المغاربية إلى صراعات خدمة لأنظمة لا همّ لها إلا التمسّك بالسلطة ولو بافتعال أزمات وتحالفات لا تخدم الشعوب ولا إقامة منطقة للسلم والتضامن والتنمية المشتركة"، كما دعت الصحفيين لإيقاف ما وصفتها بـ"الهجمات" والدفع نحو تجاوز الأزمة وتقوية التضامن في احترام للاختلاف في الرأي.
كما أكدت المنظمات الموقعة على البيان بالتزامها بـ"العمل جماعيًا بأكثر تشاركية لاستعادة الثقة بين شعوب المنطقة المغاربية، والتي تضررت بفعل الانظمة والسلط، والتصدي للحملات والصراعات التي لا تخدم شعوبنا وبمزيد تشبيك نضالاتنا وتقاطعها من أجل مغرب للشعوب حرّ ومتضامن"، وفق ما جاء في نص البيان.
وأكدت، في ذات الصدد، ضرورة "العمل على خلق تنمية حقيقية بالمنطقة المغاربية ووضع أسس بناء مغرب الشعوب الذي يشكّل ضرورة تاريخية لا مناص منها، وعلى احترام حقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها وجعلها إطارًا لتشييد فضاء مغاربي تسوده قيم التسامح والديمقراطية والتضامن"، وفق تصوّرها.
كما جددت المنظمات المطالبة بـ"فتح الحدود بين الدول المغاربية واحترام حرية التنقل كخطوة نحو بناء الوحدة المغاربية"، مشددة على أن "التحديات التي تجمعنا تستوجب منا مزيدًا من التشاور والحكمة والعمل المشترك والتضامن في الدفاع عن الحقوق والحريات ومقاومة الاستبداد وصياغة بدائل تنموية بعيدًا عن سياسات وممارسات أنظمة اثبتت فشلها في تحقيق الحرية والعيش الكريم لشعوبها".
منظمات وجمعيات مغاربية تدعو لـ"العمل جماعيًا بأكثر تشاركية لاستعادة الثقة بين شعوب المنطقة المغاربية، والتي تضررت بفعل الانظمة والسلط، والتصدي للحملات والصراعات"
ويأتي ذلك على خلفية التطورات الأخيرة التي رافقت انعقاد القمة الإفريقية اليابانية تيكاد 8 بتونس والخلاف بين الأنظمة في تونس والمغرب حول مشاركة جبهة البوليساريو "وما رافق ذلك من سجال عنيف امتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية ضرب عرض الحائط التاريخ العريق للصداقة والتضامن بين الشعبين التونسي والمغربي وبين شعوب المنطقة المغاربية"، حسب ما ورد في ذات البيان.
وذكرت المنظمات في هذا الصدد بالنزاع حول الصحراء الذي شكّل العائق الأساسي للوحدة المغاربية، مثمنة "المسار النضالي المدني التضامني الذي سطّرته الفعاليات المدنية والنقابية والاجتماعية منذ إعلان تأسيس المنتدى الاجتماعي المغاربي في 2006 والعمل المشترك من أجل بناء منطقة مغاربية متضامنة وديمقراطية تحترم الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية"، وفق البيان ذاته.
وكان استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد، خلال فعاليات القمة اليابانية الإفريقية في تونس، لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في مطار تونس قرطاج ثم في قصر قرطاج مع إدراج علم الجبهة رفقة العلم التونسي، قد أثار حفيظة المغرب التي استدعت سفيرها من تونس وهو ما قابلته الدبلوماسية التونسية بالمثل إضافة إلى تتالي البيانات بين خارجيتي البلدين، وقد تلى ذلك انسحابات مغربية من مسابقات رياضية في تونس إضافة إلى حملات كراهية على منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام توسعت لتشمل نشطاء من دول أخرى.
يُذكر أنه لحل "خلاف الصحراء"، تقترح المغرب حكمًا ذاتيا موسعًا في إقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم. وكانت الدبلوماسية التونسية تؤكد لعقود سابقة التزامها "الحياد الإيجابي في الملف".