12-أبريل-2023
 جامع الزيتونة

الواعظ علي العلايمي لـ"الترا تونس": "لقد حرص الملوك الحفصيون على إعطاء مواكب أختام صحيح البخاري المكانة الجليلة" (صورة توضيحية/ناصر طلال/الأناضول)

 

إن كانت أغلب مساجد المسلمين تعرف تلاوة القرآن الكريم وختمه في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فإن ما لا يعلمه البعض أن تونس تميزت إلى جانب ختم القرآن الكريم في مساجدها بختم الأحاديث النبوية في شهر رمضان من خلال اعتماد قراءة وسرد كتاب "الشفا" للقاضي عياض أو "موطأ" للإمام مالك أو "صحيح البخاري" أو "صحيح مسلم" أو "الشمائل المحمدية".

ما يميز مساجد تونس، إلى جانب ختم القرآن، القيام بختم الأحاديث النبوية في شهر رمضان من خلال اعتماد قراءة وسرد كتاب "الشفا" للقاضي عياض أو "موطأ" للإمام مالك  أو غير ذلك

وتعود عادة "الأختام الرمضانية" إلى العهد الحفصي أي إلى القرن السابع هجري، يقول الواعظ أول فوق الرتبة الدكتور علي العلايمي لـ"الترا تونس"، ويضيف "لقد حرص الملوك الحفصيون على إعطاء مواكب أختام صحيح البخاري المكانة الجليلة وهو ما يدل على رفعة رواية الحديث عندهم".

فقد كان السلطان يحضر بنفسه موكب ختم الحديث بجامع الزيتونة واستمرت عادة رواية الحديث في جامع الزيتونة من 1681م/1093هجري إلى يومنا هذا، وفقه.

الواعظ الدكتور علي العلايمي لـ"الترا تونس": "لقد حرص الملوك الحفصيون على إعطاء مواكب أختام صحيح البخاري المكانة الجليلة وهو ما يدل على رفعة رواية الحديث عندهم"

واعتمد رواة الحديث بتونس على طريقتين، بحسب الدكتور علي العلايمي، الأولى الرواية المجردة للحديث بنية التبرك وذلك بتسميع وإملاء الكتب الحديثة في المساجد والجوامع والزوايا والمدارس من غير شرح لألفاظ الحديث أو لمعانيه، والثانية سرد الحديث ثم شرحه والتعليق عليه وهو ما يسمى بالدراية.

ولم تتوقف دروس الحديث النبوي إلا إثر الاحتلال الإسباني واستأنفت بعد حلول العثمانيين لكنها انحصرت في الرواية بلا تفسير أو تعليل.

الواعظ علي العلايمي لـ"الترا تونس": اعتمد رواة الحديث بتونس على طريقتين الأولى الرواية المجردة للحديث بنية التبرك والثانية سرد الحديث ثم شرحه والتعليق عليه وهو ما يسمى بالدراية

ومنذ سنة 2019، توجه الدكتور علي العلايمي بطلب لوزارة الشؤون الدينية من أجل إحياء هذه المجالس فتمت الاستجابة لمقترحه.

ويقول محدث "الترا تونس" "من هذه المجالس ختم كتاب "الشفا" بجامع الزيتونة المعمور (مع الشيخ محمد كمال سعادة رحمه الله)، ومجالس "الشمائل المحمدية" بجامع صاحب الطابع بتونس (الواعظ علي العلايمي)، وبجامع "عقبة بن نافع" بالقيروان (الشيخ المنذر العلاني)، وبالجامع الكبير بولاية صفاقس (الشيخ عصام السبوعي)، وبالجامع الكبير بجرزونة ببنزرت (الشيخ جهاد الشيخ علي).

ومنذ سنة 2022، تم تعميم مجالس سرد الحديث على كامل الجمهورية التونسية ليبلغ عددها 1130 مسجدًا وينطلق الختم خلال شهري رجب وشعبان ويتواصل إلى يوم 28 رمضان أي بعد يوم من ختم القرآن الكريم ليلة 27 من رمضان.

منذ سنة 2022، تم تعميم مجالس سرد الحديث وينطلق الختم خلال شهري رجب وشعبان ويتواصل إلى يوم 28 رمضان أي بعد يوم من ختم القرآن الكريم

وتعقد مجالس الحديث عادة قبل صلاة العصر بربع ساعة يجتمع فيها المصلون ويسرد فيها الحديث ويشرح، بحسب تصريح الدكتور العلايمي لـ"الترا تونس".

ويختم صحيح البخاري والشفاء بهذا الدعاء:

"بذاتك يا ذا العــلا والجـلال * ومـن قد حبي بسني الخلال

محمــد الهـاشمي الــذي * بـه لا يخيب لديك السـؤال

وآي البخاري مـعا مسلـــم * وكـل أحاديث خير الرجـال

وآي (الشفا) وكتاب (الشفا) * وما عد فيه له من خصــال

تكرم علينـا ببرء السقـــام * ونيل الذي نرتجي في المـآل

وكن حصننا من جميع الهموم * أيـا خير كاف ويـا خير وال

وفـرج كـروبا لقــد أثقلت * لنا الظـهر يا من إليه السؤال

فيـا أرحــم الراحمين ويـا * كـريمـا يحب السخا والنوال

إليك بسطنـا أكـف الـرجـا * فـرحماك يا أرحم الراحمين

فمـا خـاب عبـد إليك آلتجا * وسيلتـه سيــد المـرسلين".