07-نوفمبر-2023
السل الأبقار تونس

عميد الأطباء البياطرة لـ"الترا تونس": فرضية أن تكون كامل الذبيحة مصابة بالسل واردة (صورة توضيحية/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نشر المركب الفلاحي الأخماس بسليانة، التابع لديوان الأراضي الدولية، إعلانًا بجريدة الشروق، يتعلق بالبيع المشروط لـ9 أبقار وعجل، كلها مسقطة مصابة بمرض السل، عن طريق العروض بالظروف المغلقة، على أن يتم الذبح بالمسلخ البلدي بسليانة، الأمر الذي خلق جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

جدل في تونس بعد نشر ديوان الأراضي الدولية، إعلانًا بصحيفة، يتعلق بالبيع المشروط لـ9 أبقار وعجل، كلها مسقطة مصابة بمرض السل

وقد تداول نشطاء صورة هذا الإعلان وتساءلوا عن مغزى هذه العملية ومدى قانونيتها، خاصة وأنّه تمت الإشارة صراحة إلى أنّ هذه الأبقار مصابة بمرض السل، الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بسهولة.

"الترا تونس" اتصل بعميد الأطباء البياطرة أحمد رجب، مساء الثلاثاء 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لتقديم الإيضاحات اللازمة.

 

 

  • عميد الأطباء البياطرة لـ"الترا تونس": القانون يجب أن يُطبّق لا أن يأوّل

أكد أحمد رجب، بداية، أنّ تساؤلات المواطنين في محلها، فهناك مشكل في هذا الإعلان، وهو غير بريء، وفق وصفه. مستعرضًا القانون المنظم لهذه العملية، حيث ينص الفصل 28 من القانون عدد 95 لسنة 2005 المؤرخ في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2005، الذي يتعلق بتربية الماشية وبالمنتجات الحيوانية، على أنّه "يحجّر على كل مالك أو مربٍ أو متّجر في الحيوانات أن:

1 ـ يترك، رغم التحجيرات الصحية، حيوانات يعلم بأنها مصابة بمرض حيواني خاضع لتراتيب، تحتك بحيوانات سليمة،

2 ـ يتجر في حيوانات يعلم أنها مصابة بمرض حيواني خاضع لتراتيب،

3 ـ يترك جثث حيوانات مصابة بمرض حيواني خاضع لتراتيب بالمستغلة الفلاحية أو بالطريق العام دون أخذ التدابير اللازمة لمنع تسرب العدوى،

4 ـ يتسبب عمدًا، في ظهور مرض حيواني خاضع لتراتيب أو في تسريبه إلى الحيوانات السليمة،

5 ـ يورّد حيوانات أو منتجات حيوانية يعلم أنها مصابة بمرض حيواني خاضع لتراتيب.

عميد الأطباء البياطرة لـ"الترا تونس": هناك مشكل في هذا الإعلان، وهو غير بريء، ويحجّر الاتجار في حيوانات يعلم أنها مصابة بمرض حيواني خاضع لتراتيب

وأشار رجب بالتالي إلى أنّ "القانون يجب أن يُطبّق لا أن يأوّل"، لافتًا إلى أنه يُقصد بالأمراض الحيوانية الخاضعة لتراتيب، تلك التي تتميّز بسرعة العدوى وتتسبب في خسائر اقتصادية فادحة ويمكن أن تنتقل للإنسان، وهو ما ينطبق على مرض السل.

وميّز أحمد رجب بين نوعين من السل لدى الإنسان، الأول هو سل رئوي، والثاني يكون خارج الرئة، يصيب الأمعاء أو الجهاز الهضمي أو العصبي أو العقد اللمفاوية، إذ أكدت المنظمة العالمية للصحة على أن 80% من السل الذي يصيب العقد اللمفاوية لدى الإنسان هو من أصل حيواني.

عميد الأطباء البياطرة لـ"الترا تونس": لا يوجد ضمان على أن تُذبح هذه الأبقاء بالمسلخ المشروط، ونقل هذه الحيوانات من الضيعة إلى المسلخ يجب أن يكون مؤمنًا

ولفت رجب إلى أنّ القانون نصّ صراحة على تحجير الاتجار بهذه الحيوانات المصابة، أي البيع والشراء، موضحًا أنّ نقل هذه الحيوانات من الضيعة إلى المسلخ يجب أن يكون في مكان مخصص لذلك كي لا نساهم في انتشار المرض، في إشارة إلى ما يُعرف بـ"الأمن البيولوجي".

واستبعد عميد البياطرة أن يقوم مشتري هذه الأبقار بتعقيم الشاحنة، بل قد ينقل فيها حيوانات أخرى ما يساهم في انتشار العدوى، خاصة وأنّ الجرثومة يمكن أن تبقى لحوالي 6 أشهر في الشاحنة، متحدثًا أيضًا عن أنّ 99% من المسالخ تشكو عديد الصعوبات وتعرف نقصًا فادحًا في الأطباء البياطرة بسبب وقف الانتدابات، فضلًا عن أنه لا يوجد ضمان على أن تُذبح هذه الأبقاء بالمسلخ المذكور.

عميد الأطباء البياطرة لـ"الترا تونس": كان على ديوان الأراضي الدولية أن يوصل هذه الأبقار المريضة للمسلخ في سيارة خاصة ويقوم بعملية تعقيمها، قبل أن يذبح هذه الحيوانات ويفحص لحمها

وقال أحمد رجب إنه كان على ديوان الأراضي الدولية أن يوصل هذه الأبقار المريضة للمسلخ في سيارة خاصة ويقوم بعملية تعقيمها، قبل أن يذبح هذه الحيوانات ويفحص لحمها، فيحرق الجزء المصاب بالسلّ منها، ويبيع الأجزاء غير المصابة، مؤكدًا أنّ فرضية أن تكون كامل الذبيحة مصابة واردة، وبالتالي، يكون الضرر حاصلًا للمشتري.

ولفت عميد البياطرة في هذا السياق إلى خطورة هذا الأمر على أمن التونسيين الغذائي والصحي، خاصة وأنّ نسبة المصابين بمرض السل مرتفعة نسبيًا في تونس، ما يستدعي ضرورة الوقاية.