31-مارس-2023
العمرة الحج

قضوا 30 ساعة في مطار جدّة بلا طعام ولا شراب وفق شهادات عدد من المعتمرين (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

لم يتوقف الحديث في تونس خلال الأيام القليلة الماضية عن معتمرين تونسيين عالقين في مطار جدّة بالمملكة العربية السعودية، وعدم تمكنهم من العودة إلى أرض الوطن، في ظروف وصفها البعض منهم، في شهادات نقلتها وسائل إعلام محلية، بـ"السيئة" دون أكل ولا شراب فضلًا عن اضطرارهم للنوم على أرضية المطار، وفقهم.

وقد توجّه عدد من المُعتمرين العالقين في مطار جدّة الدولي بنداء عاجل للسلطات التونسية،  عبر وسائل إعلام محلية، مُطالبين المسؤولين بالتّحرك للنظر في الإشكال الذي عطّل رحلة عودتهم من العمرة إلى تونس.

عودة معتمرين تونسيين إلى تونس بعد أن ظلوا عالقين لحوالي 30 ساعة بمطار جدة في ظروف شبهوها بـ"الذلّ" بعد أن فاتتهم رحلتهم علمًا وأن الخطوط التونسية حمّلتهم مسؤولية ذلك

وقد صرّح أحد المعتمرين، في شهادة له نقلتها إذاعة جوهرة (محلية)، إن المعتمرين ظلوا عالقين لنحو 30 ساعة بمطار جدة في "ذلّ"، بلا طعام ولا شراب، حتى أن البعض منهم اضطروا إلى الشرب من حنفيات دورات المياه من العطش، فضلًا عن افتراشهم أرضية المطار للنوم هناك، على حد روايته.

وعن حيثيات القصة، قال المعتمر إنه تم نقلهم الخميس على الساعة السابعة مساء بتوقيت جدة الخميس 30 مارس/آذار بعد حوالي 25 دقيقة من أذان المغرب إلى المطار، ووصلوا هناك في حدود الساعة 9.30 مساء، مردفًا: "ظللنا ننتظر رحلتنا في قاعة انتظار، وفيما بعد تم إدخالنا إلى بهو المطار وبقينا ننتظر هناك لساعات ولم يأتنا أحد، ولما احتججنا على ذلك قالوا لنا لقد جئتم متأخرين والطائرة عادت إلى تونس"، وفقه.

وتابع قائلًا: "تواصل معنا مسؤول من الخطوط التونسية وألقى المسؤولية على كاهلنا وقال لنا إنه خطأنا نحن، وأن هناك من أخطأ في باب المطار"، معقبًا: "وعندما سألناهم عن الحلّ ردّوا بأنه ليس لنا إلا أن نصبر وأنه مادام خطؤنا نحن فنتحمل مسؤوليته بأنفسنا، مما تسبب في حالة احتقان"، حسب تأكيده.

أحد المعتمرين: ظللنا عالقين لـ30 ساعة بمطار جدة بلا طعام ولا شراب حتى أن البعض منا اضطر إلى الشرب من حنفيات دورات المياه من العطش، فضلًا عن افتراشنا أرضية المطار للنوم

واستطرد المعتمر قائلًا: جاءنا فيما بعد مسؤول عرّف نفسه بأنه قنصل تونس هناك، وقال إنه سيتم نقلنا إلى نزل لنظل هناك حتى يقع الإتيان بطائرة تقلنا للعودة إلى تونس، هناك من المعتمرين ممن هم مصابون بالسكري وضغط الدم قبلوا ذلك لأن وضعيتهم الصحية حرجة بينما رفض حوالي 137 معتمرًا ذلك، فما كان من المسؤول إلا أن قال بأن من يرفض التنقل للنزل لن يقع تمكينه حتى من قارورة مياه، وهو ما حصل فعلًا"، على حد روايته.

وأشار، في ختام حديثه، إلى أنه تمّت في الأخير العودة بهم إلى تونس بعد حوالي 30 ساعة قضوها عالقين في مطار جدة، وفقه.

وكان المدير بالإدارة العامة لشركة الخطوط التونسية، كريم جفال، قد أعلن، عشية الخميس 30 مارس/آذار 2023  في تصريح لإذاعة "موزاييك" (محلية)، أن طائرتين ستقلعان في الساعة الواحدة من صباح الجمعة من مطار جدة في المملكة العربية السعودية للعودة بالمعتمرين التونسيين العالقين، وذلك بعد أن وجهوا نداء عاجلًا للسلطات التونسية للتدخل.

مسؤول بالخطوط التونسية: التعطيل الذي حصل يعود إلى أن عددًا من المعتمرين التونسيين أخطؤوا وجهتهم إذ توجهوا إلى القاعة الشمالية في مطار جدة عوض قاعة الحجيج

وقال المسؤول بالتونيسار إن "التعطيل الذي حصل يعود إلى أن عددًا من المعتمرين التونسيين أخطؤوا وجهتهم إذ توجهوا إلى القاعة الشمالية في مطار جدة عوض قاعة الحجيج، فضلًا عن ضعف التنسيق والتواصل بين ممثل الخطوط التونسية والمشرفين في مطار جدة بسبب الاكتظاظ الكبير بمناسبة العمرة"، على حد روايته.

يشار إلى منصات التواصل الاجتماعي ضجّت، خلال اليومين الأخيرين، تونسيًا على خلفية رواج قصة المعتمرين التونسيين العالقين بمطار جدة، وعبّر نشطاء عن استيائهم من حدوث ذلك مع معتمرين عدد كبير منهم من كبار السنّ ومنهم من هم مصابون بأمراض مزمنة.