31-يناير-2023

عز الدين سعيدان: أصبحت تونس مصنّفة كبلد ذي مخاطر عالية جدًا

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المختص في الاقتصاد عز الدين سعيدان، الثلاثاء 31 جانفي/ يناير 2023، أنّ التخفيض الجديد في الترقيم السيادي لتونس، يجعل وصول تونس إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي صعب المنال، وأنه لم يحدث تأجيل النظر في ملف تونس كما روّج البعض لذلك مغالطةً، بل تم رفض ملف تونس لأسباب موضوعية مهمة جدًا منها بالخصوص عدم قدرة تونس على تعبئة الموارد الضرورية لتمويل ميزانية 2023 وتمويل برنامج الإصلاحات" وفق قوله.

عز الدين سعيدان: التخفيض الأخير في الترقيم السيادي لتونس، يجعل وصول تونس إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي صعب المنال

وتابع سعيدان في تصريحه لإذاعة "شمس أف أم" (محلية): "لم يقع برمجة ملف تونس في الأيام الأولى من شهر جانفي/ يناير كما روّج البعض، وملف تونس رُفض في وقت تزامن مع تواجد قيس سعيّد في واشنطن" وفق تأكيده.

وقال سعيدان: "التخفيض الأخير في الترقيم السيادي لتونس يعدّ التخفيض العاشر على التوالي منذ 2011، وسلّم وكالة (موديز) يحتوي على 20 درجة، نزول تونس إلى الدرجة 18 يعني أنّها أصبحت مصنّفة كبلد ذي مخاطر عالية جدًا، والتصنيف الجديد عبارة عن تنبيه للمؤسسات المالية والاقتصادية في كل العالم بأنّ التعامل مع تونس فيه مخاطر كبيرة للغاية" وفق قوله.

عز الدين سعيدان: التخفيض الأخير في الترقيم السيادي لتونس يعدّ التخفيض العاشر على التوالي منذ 2011، وستكون المراجعة القادمة نحو المرتبة 19 وهي مرتبة الإفلاس

وأشار سعيدان إلى أنّ وكالة موديز تصنّف 111 دولة حول العالم كلّه، وترتيب تونس هو 100 من أصل 111، وتصنيفنا أصبح Caa2 مع توجّه سلبي بما يعني أنّه في غياب إصلاحات عميقة في وقت وجيز، ستكون المراجعة القادمة نحو المرتبة 19، وهي مرتبة الإفلاس وعدم القدرة على تسديد الديون الخارجية، وفق تأكيده.

وقال سعيدان: "مرتبتنا اليوم هي مرتبة نادي باريس، ونجلاء بودن استقبلت رئيس نادي باريس مؤخرًا في غياب وزيرة المالية ووزير الاقتصاد ومحافظ البنك المركزي، أي الثالوث الذي شارك في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وقد طُرحت تساؤلات كبرى: لماذا هذا الاستقبال عشية الإعلان عن التصنيف الجديد لتونس من طرف موديز؟" وفق تساؤله.

عز الدين سعيدان: يجب تجنّب الدخول في دوامة إعادة جدولة الدين الخارجي، مع ضرورة تهدئة الحياة السياسية والمرور إلى مؤسسات دستورية حقيقية

ولفت المختص في الاقتصاد إلى "مرتبة الإفلاس غير المعلن"، قائلًا إنّ تونس في 2022 تعثرت في تسديد كل مستحقات الدين الداخلي للبنوك ومؤسسات التأمين وقامت بإعادة جدولة كل تلك الديون إلى مواعيد لاحقة تصل إلى 2033، فيها ديون بالعملة الأجنبية.

وأوضح عز الدين سعيدان أنّ طريقة عمل وكالات التصنيف، تعتمد على 50% على أساس الوضع السياسي، الذي إذا لم يسمح بالمرور إلى إصلاحات عميقة وضرورية ولديها مقبولية، فإنّ النتيجة ستكون تخفيض التصنيف، مشددًا على "ضرورة تجنّب الدخول في دوامة إعادة جدولة الدين الخارجي، وعلى ضرورة تهدئة الحياة السياسية والمرور إلى مؤسسات دستورية حقيقية تشتغل في تونس" وفقه.

وكانت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، قد أعلنت الجمعة 27 جانفي/يناير 2023، تخفيض التصنيف السيادي لتونس من "caa1" إلى "caa2" مع آفاق سلبية.  كما خفضت موديز تصنيفها للبنك المركزي التونسي المسؤول قانونيًا عن المدفوعات المتعلقة بكل سندات الخزينة، إلى "caa2" مع آفاق سلبية.

ويعني التصنيف في خانة "Caa2" أن الحكومة التونسية والبنك المركزي معرضين إلى مخاطر عالية على مستوى إمكانية عدم القدرة على الإيفاء بالالتزامات المالية.