15-أبريل-2022
فيسبوك

إثر صور نشرتها المدرسة الإعدادية النموذجية بمقرين (فيسبوك)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثارت تدوينة نشرتها صفحة "المدرسة الإعدادية النموذجية بمقرين"، بتاريخ 13 أفريل/ نيسان 2022، الكثير من الجدل على السوشال ميديا، بعد أن أظهرت الصور المرافقة، ما عدّه الناشطون "تمييزًا ولا مساواة"، بين من تحصّل على شهادة ومن لم يفعل، منتقدين فكرة "المعاهد النموذجية" في حدّ ذاتها، فيما طالب كثيرون بإلغائها.

أظهرت صور الإعدادية النموذجية بمقرين، ما عدّه ناشطون "تمييزًا ولا مساواة"، بين من تحصّل على شهادة ومن لم يفعل، منتقدين فكرة "المعاهد النموذجية" في حدّ ذاتها

وجاء في نص التدوينة التي نشرتها الإعدادية النموذجية بمقرين وحملت إمضاء المديرة: "نتائج باهرة حققها تلاميذ المدرسة الإعدادية النموذجية بمقرين خلال الثلاثي الثاني إذ تحصل 340 تلميذًا على معدل يفوق 15، تحية تقدير لكل من ساهم في هذا التميز".

وقد نشر الناشط في المجتمع المدني وفي مجال حقوق الإنسان والمهتم بالشأن السياسي مهاب الخرشاني في تدوينة له، إحدى هذه الصور وطالب بـ"إلغاء نموذج (النموذجي)، أكبر سقّالة تمييز اجتماعي/معرفي وأبلد نموذج لتفكيك/لتجفيف المعرفة"، منتقدًا القولبة وإعادة تقديم المعلومات بالطريقة التي تحددها أيديولوجيا الدولة سلفًا بالشكل الذي تكافئه عليه بشهائد"على اجتيازه امتحان المقاولات"، وفقه.

واعتبر مهاب الخرشاني أنّه قد حان الوقت "للثورة ضد المدرسة بوصفها ميكانيكيا"، مستنكرًا كيف لها أن تساهم في "تصدئة العواطف البشرية" وفق وصفه.

 

واعتبر الناشط محمد الهادي التوكابري، في تدوينة مطوّلة نشرها، أنّ "المعاهد النموذجية من أسوء ما حدث للمنظومة التعليمية في تونس"، وقال إنّ بعضًا من أصدقائه الذين درسوا بالمعاهد النموذجية، احتاجوا الذهاب إلى أطباء نفسيين نتيجة ما عانوه بهذه المعاهد، وفقه.

وقدّر التوكابري إنّ المعاهد النموذجية "تحوّل المبدعين والأذكياء إلى آلات في منافسة طول عمرها لإثبات الذات، وإنه لا متعة في تصنيف التلاميذ كصنف أول وثان، باعتبار أنّ كليهما سيواجه في الأخير الغباء البيداغوجي نفسه" وفق وصفه.

 

 

وعلّقت الإعلامية والمعلقة الصوتية عبير لومير، من جانبها بقولها إنّ هذه الصورة "تلخص العقد النفسية للمنظومة، وتحكي معاناة الإنسان داخل نظام رسكلة أصابه الصدأ، فالنجاح ليس مشروطًا باتباع أساليب التعليم البدائية، بل إنّ البدائيين كانوا مبدعين أكثر في التعلم".

وتساءلت: "لماذا يُصنّف الإنسان ذكيًا وغبيًا بمعيار نظام تعليمي أحمق وتافه؟"، وشبّهت المعاهد بالمصانع التي تفرز أفرادًا معقّدين، وفق قولها.

 

 

واعتبرت الصحفية صبا بن غربية أنّ "نشر صور التلاميذ بتمييز واضح بين من تحصّل على شهادة ومن لم يتحصل، في المدرسة الإعدادية النموذجية بمقرين، أمر مقزز ومقرف، ولم أجد تفسيرًا له"، حسب رأيها.  

 

 

وعلّق أحد النشطاء بكون "المعاهد النموذجيّة تقتل الإبداع والذكاء لأنها تجعل التلاميذ كآلات في منافسة مع الزمن ومع الأعداد ومع زملائهم، والكثير من أصدقائي عانوا من ضغوط نفسيّة كبيرة بسبب كثرة الفروض والتمارين التي لا تترك لهم أصلًا فسحة لممارسة هواياتهم السابقة"، وفقه.

وتابع محمد بن جراد، أنّ هذه الصورة "لا يمكن إلا أن تكون عارًا على المنظومة التربويّة في بلادنا"، وأضاف: "انظروا الحزن في عيني الطفل الذي لم يحصل على شهادة، المنظومة الظالمة تحطّم الكثير من المراهقين، فلنلغي هذه المعاهد ولنجعل التلاميذ على قدم المساواة بلا أمراض نفسيّة.." حسب تدوينته.