الترا تونس - فريق التحرير
أكد أمين عام حركة تونس إلى الأمام، عبيد البريكي، الأربعاء 1 فيفري/ شباط 2023، تعليقًا منه على إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة أنيس الكعبي، أنّه لم تتضح بعد خلفية إيقافه، إذ ربما يتعلّق الأمر بنشاط مهني لا نقابي، مشددًا على أنّ الحق النقابي مكفول بالدستور، وأضاف: "أدعو اتحاد الشغل إلى الهدوء، فإدارة الأزمات تتطلب الكثير من الحنكة والهدوء لا التصعيد" وفق تعبيره.
وتابع البريكي لدى حضوره بقناة "التاسعة"، أنّ مبادرات الخروج من الأزمة في تونس، قد تعددت، "لكن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل يمكن أن تكون فعلًا أهم مبادرة"، منتقدًا في المقابل غياب منظمات الأعراف عنها، معتبرًا ذلك مشكلًا في تحديد الأهداف.
عبيد البريكي: لا يمكن الذهاب في مسار تأسيس الأمن الاجتماعي بممثّل طرف واحد وهو العمّال، فلماذا رأس المال غائب؟
وقال البريكي: "الهدف من المبادرة هو الجانب الاقتصادي والاجتماعي، والمكوّنان لتحقيق الأمن الاجتماعي في البلاد هما قوّة العمل ورأس المال، فلا يمكن الذهاب في مسار تأسيس الأمن الاجتماعي بممثّل طرف واحد وهو العمّال، فلماذا رأس المال غائب؟" في إشارة إلى ممثّلين عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وكونكت.
وأضاف عبيد البريكي: "ننتظر مآل هذه المبادرة التي ستُطرح على سعيّد، لكن بالنسبة إليّ، المسألة السياسية أخذت مداها، وهناك مسألة أخرى يجب الانكباب عليها حاليًا هي كيف نبني مسارًا آخر اجتماعي واقتصادي يخرج بتونس من أزمتها".
عبيد البريكي حول إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة: الحق النقابي مكفول بالدستور، وأدعو إلى الهدوء والحنكة، لا التصعيد
وتابع البريكي أنّ في خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد من ثكنة الحرس الوطني بالعوينة، تأكيد على أنّ تونس مقبلة على مرحلة جديدة، وأنّ المرحلة الاستثنائية انتهت بغض النظر عن الموقف منها.
وأشار أمين عام حركة تونس إلى الأمام، إلى أنّ 6 من أنصار الحركة فازوا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فيما فشل في ذلك 3 شباب، معتبرًا أنّ الديمقراطية التمثيلية كانت ضعيفة، لافتًا إلى تراجع نسبة المشاركة كل مرة باعتبار أنّ المناخ الدائر في تونس، والوضع العام المنفّر، أثّر سلبًا على نسبة المشاركة، وفق قوله.
في سياق متصل، كان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد قال خلال زيارة، مساء الثلاثاء، إلى مقر ثكنة الحرس الوطني بالعوينة إن "الحق النقابي مضمون بالدستور لكن لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية لم تعد تخفى على أحد"، وفق تعبيره.
وتابع سعيّد أن "من يتولى قطع الطرق أو التهديد بذلك لا يمكن أن يبقى خارج دائرة المساءلة". ولم يوضح حينها من المقصود بكلامه، لكن فٌسرت التصريحات في علاقة بالإضراب المذكور بعد عملية إيقاف كاتب عام نقابة "تونس للطرقات السيارة".
وقد ندد اتحاد الشغل، بعملية إيقاف أنيس الكعبي، من طرف قوات أمنية من مقرّ إقامته، واعتبر، في بيان لمكتبه التنفيذي الذي اجتمع بشكل طارئ برئاسة أمينه العام، أن عملية الإيقاف "تمثّل ضربًا للعمل النقابي وانتهاكًا للحقوق النقابية وخرقًا للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية ولما ورد في دستور الجمهورية التونسية من فصول تنصّ على احترام الحريات النقابية وحقّ الإضراب".
وتشير تصريحات وقرارات الرئيس التونسي الأخيرة إلى توتر في علاقته بالمنظمة الشغيلة الفاعلة في المشهد التونسي (الاتحاد العام التونسي للشغل)، وذلك إثر توجهه لإقالة وزير التربية وتعيين وزير جديد هو من القيادات السابقة في اتحاد الشغل لكنه على خلاف كبير مع الأمين العام الحالي للمنظمة، نور الدين الطبوبي، ثم إثر ذلك حادثة إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة، مما يوحي بما يٌشبه "إعلان حرب" من الرئيس على اتحاد الشغل.