22-أبريل-2023
فاطمة مبارك

تبتكر التونسية فاطمة مبارك أطباقًا مستحدثة غنية بالفيتامينات وتستجيب للقواعد الصحية

 

فكرة مشروعها بدأت من قصة معاناتها من نقص في الفيتامينات ومشاكل صحية عانت منها منذ طفولتها خاصة وأنّ الأدوية لم تعطِ مفعولها، فخلصت إلى أن الحل والعلاج في الأطباق التي تتناولها.

من هنا بدأت فاطمة مبروك مشروعها، هكذا تقول لـ"الترا تونس". وهي أصيلة ولاية نابل درست اختصاص المالية واشتغلت لفترة ما في إحدى مؤسسات القطاع الخاص، لكن لسوء الحظ أغلقت الشركة أبوابها، ووجدت نفسها عاطلة عن العمل في وقت كانت تعد أطباقًا خاصة بها وتجرب خلطات غذائية تجمع فيها أكثر ما يمكن من الفوائد الصحية.

فكرة مشروع الشابة التونسية فاطمة مبارك بدأت من قصة معاناتها من نقص في الفيتامينات ومشاكل صحية عانت منها منذ طفولتها لتقرر ابتكار أطباقٍ مستحدثة غنية بالفيتامينات وتستجيب للقواعد الصحية

ولأنها كانت تحب مشاركة أطباقها مع عائلتها وكل المقربين بها فإن الجميع أبدوا إعجابهم بما تصنعه وشجعوها على أن تنطلق في إنتاج وبيع هذه المنتجات، وفق ما تؤكده لـ"الترا تونس".

وتضيف: "في حياتنا اليومية نتناول كميات كبيرة من السكر وهو أمر غير منصوح به صحيًا سواء للأطفال أو بقية الشرائح العمرية، وكنت ممّن يلتهمون  مربى الشوكولاتة بشراهة، وهو ما أضر بصحّتي في وقت أعاني فيه من نقص من عدة فيتامينات".

 

صورة
تعدّ فاطمة مبارك منتجات طبيعية صحية بطرق تقليدية

 

واستطردت محدثة "الترا تونس" قائلة: "لذلك قررت أن أعوّض تلك المادة بأخرى لذيذة المذاق وصحية وفيها ما يحتاجه الجسم، وبدأت أختبر الوصفات إلى أن توصلت إلى نوع من المربى يتكون من عشبة المورينجا والعسل والسمسم"، مشيرة إلى أن "المحيطين بها انبهروا بهذا المربى لتنطلق رحلتها الفعلية مع هذا المنتج".

فاطمة مبارك لـ"الترا تونس": أعدّ منتجات طبيعية صحية بطرق تقليدية مراعية كل الشروط الصحية السليمة بعيدًا عن المواد الكيميائية والملونة من بينها مربى من المورينجا التي تعرف بـ"شجرة الحياة"

وأشارت فاطمة مبارك، في ذات الصدد: "صرت أحاول أن أجد المنتجات المفقودة في السوق والمطلوبة من قبل أُناس إمَّا يعانون من مشاكل صحية أو يعتمدون على نظام غذائي صحي في حياتهم أو يريدون تربية أبنائهم على تقاليد صحية سليمة"، لافتة إلى أنها "أنشأت علامة تجارية خاصة بها وتعدّ منتجات طبيعية صحية بطرق تقليدية مراعية فيها كل الشروط الصحية  السليمة بعيدًا عن المواد الكيميائية والملونة".

 

صورة
أنشأت فاطمة مبارك لمنتجاتها علامة تجارية خاصة بها

 

وأكدت محدثة "الترا تونس" أنها شاركت بمنتجاتها في عدة مسابقات محلية ودولية ووصلت للنهائيات إلى أن فازت سنة 2021 بجائزة أفضل مبادرة في شمال إفريقيا، على حد قولها.

وحاولت فاطمة مبارك خلال تلك المشاركات إثراء معارفها بتجارب الآخرين وظلت تبحث عن خصوصية المنتجات وتقرأ حتى عن تاريخها وأسرارها وأصول بذورها. 

 

صورة
من بين الوصفات الغذائية التي ابتكرتها "الشوكولاتة الحارة" 

 

ولأنها من ولاية نابل "عاصمة الهريسة"، فإن فاطمة لاحظت أنها أينما ذهبت داخل البلاد تتذوق الهريسة وجميعها تحت عنوان "هريسة نابل" لكنها في الحقيقة لم تكن الوصفة النابلية الأصلية، ومن هنا انطلقت في إعداد وبيع الهريسة النابلية بوصفتها السرية التقليدية، لتشارك في مسابقة عالمية حول التثمين والابتكار والتجديد في التراث الغذائي معلنة عن " الشوكولاتة الحارة" وهو منتج "نال إعجاب لجنة التحكيم المتكونة من أجانب"، على حد قولها.

 

فاطمة مبارك لـ"الترا تونس": من بين الوصفات الغذائية التي ابتكرتها "الشوكولاتة الحارة" التي نالت إعجاب لجنة التحكيم في مسابقة عالمية في التراث الغذائي ومربى بطحالب البحر الذي يلاقي طلبًا من حرفائي

 

 

الشابة التونسية ابتكرت وتبتكر عدة وصفات غذائية من بينها أيضًا مربى البرقوق بطحالب البحر، وهو يلاقي طلبًا وإعجابًا من حرفائها. وتواصل، في مطبخها الذي حولته إلى مختبر لمنتجاتها، ابتكاراتها الغذائية الصحية بتمويل ذاتي مواجهة صعوبات فقدان المواد الأساسية المستعملة إما لقلّتها أو بسبب فقدان مواد ذات جودة وصحية.

 

صورة
أعدت فاطمة مبارك مربى يتكون من عشبة المورينجا والعسل والسمسم

 

"فقدان المواد لا يفضي إلى قلة الكميات المنتجة فقط، بل أيضًا هو ينعكس على نوعيتها الجيدة المستجيبة للجودة وللسلامة الصحية"، تؤكد فاطمة لـ"الترا تونس".

تطمح المبتكرة التونسية فاطمة مبارك إلى تصدير منتجاتها والانفتاح إلى السوق الخارجية لكنها تجد عراقيل بسبب القوانين. تقول لـ"الترا تونس": "القوانين لا تعترف إلا بالمصانع والشركات الكبرى"

التونسية المبتكرة تطمح إلى أن تصدر منتجاتها وتنفتح على السوق الخارجية، لكن القوانين التي لا تتغير تكبل أحلامها وتعيق طموحها. تقول في هذا الصدد: "ما زالت القوانين لا تعترف إلا بالمصانع والشركات الكبرى، وتنسى تمامًا المشاريع الصغرى"، متسائلة: "لماذا ترفع شعارات دعم الشباب وأصحاب الأفكار والابتكارات في وقت لم تتغير التشريعات؟"، وفق تعبيرها.