10-يناير-2023
ريان مناعي

ريان مناعي شاب تونسي يبلغ من العمر 22 سنة نجح في اختراع حذاء ينتج الطاقة الكهربائية (أسماء البكوش/ الترا تونس)

 

ريان مناعي شاب تونسي يبلغ من العمر 22 سنة ينجح في اختراع حذاء  ينتج الطاقة الكهربائية فيتمكن منتعله من شحن الهواتف الجوالة والساعات الذكية واللوحات الإلكترونية.

هو أيضًا فنان تشكيلي مختص في  فن الغرافيك، زاول تعليمه بالمعهد النموذجي للفنون بالعمران وقرر مغادرته في السنة الثالثة إعلامية  ليتحصل في مرحلة أولى على شهادة في فن الغرافيك، ثم اتجه  للمركز القطاعي للتكوين في تقنيات الجلد والأحذية بمقرين ليتلقى تكوينًا في هذا الاختصاص.

ريان مناعي شاب تونسي يبلغ من العمر 22 سنة نجح في اختراع حذاء ينتج الطاقة الكهربائية فيتمكن منتعله من شحن الهواتف الجوالة والساعات الذكية واللوحات الإلكترونية

"أردت أن أختصر الطريق ولم أرد الحصول على البكالوريا والتوجه إلى الجامعة، لم يكن قرارًا سهلًا خصوصًا وأن عائلتي ككل العائلات التونسية تعتبر امتحان البكالوريا أهم فرحة ينتظرها الجميع، لكنني كنت مقتنعًا أن ما أرغب فيه وأعشقه هو فن الابتكار في الجلد، وقررت أن أتوجه للتكوين المهني وأدرس في هذا المجال وسأتخرج هذه السنة"، يقول ريان مناعي لـ"الترا تونس"، معقّبًا: "أنا سعيد جدًا ولم أندم  بعد أن نجحت في هذا الاختيار".

صورة
قبل انطلاق ريان في تنفيذ فكرته أجرى استطلاع رأي على 100 شخص (أسماء البكوش/ الترا تونس)

 

انطلقت فكرة الشاب التونسي بدعم من أستاذته فاتن بالليل التي أطّرته، وقبل الشروع في تنفيذها أجرى ريان استطلاع رأي على عينة من 100 شخص،  فكانت إجابة الأغلبية أنهم يحتاجون إلى شحن هواتفهم الجوالة خلال يومهم وتجوالهم، وفق ما قصّه الشاب لـ"الترا تونس".

ريان مناعي لـ"الترا تونس": الحذاء الذكي مُصمَّم للرجال والنساء وهو فعّال بالنسبة للعاملين في الغابات والصحاري ولكل من لا يجد مكانًا لشحن هاتفه الجوال

"بعد هذا الاستبيان انطلقت في تنفيذ فكرتي المتمثلة في صناعة حذاء من الجلد ينتج طاقة كهربائية يمكن من خلالها شحن الهاتف الجوال أو الساعة الذكية...إلخ، وهو حذاء مصمم للرجال والنساء، واخترت أن يكون لونه أسود حتى يتماشى مع كل الألوان التي يرتديها منتعله"، يقول مناعي، مستطردًا: "هذا الحذاء  فعّال للعاملين في الغابات والصحاري ولكل من لا يجد مكانًا لشحن هاتفه الجوال".

 وعن كلفة هذا الحذاء، يقول محدّث "الترا تونس": كلّفنا صنع الحذاء ما يقارب 80 دولارًا، ويمكن بيعه بسعر يناهز 150 دولارًا"، حسب تقديره.

 

صورة
ريان مناعي: الحذاء مناسب لكل من لا يجد مكانًا لشحن هاتفه الجوال (أسماء البكوش/ الترا تونس)

 

وأشار الشاب إلى أنه سيطور هذا الحذاء الذكي في مرحلة مقبلة من خلال التخلي عن وصلة الشحن ليصبح عن طريق البلوتوث، بشكل يجعل من الهاتف يُشحن من الحذاء وهو في جيب صاحبه، على حد قوله. كما قال إنه لن يستعمل الجلد حفاظًا على الثروة الحيوانية وحماية للبيئة، بل سيستعمل الألياف النباتية.

ريان مناعي لـ"الترا تونس": سأطور هذا الحذاء الذكي في مرحلة مقبلة من خلال التخلي عن وصلة الشحن ليصبح عن طريق البلوتوث بشكل يجعل من الهاتف يُشحن من الحذاء وهو في جيب صاحبه

ريان مناعي الفائز بالجائزة الأولى في الدورة 30 من المسابقة الأورومتوسطية الكعب الكريستالي "إبداعات 2022" التي نظمتها وزارة الصناعة، سيواصل مشروعه بما يمتلكه من إمكانيات متمنيًا أن يجد من يدعمه ويستثمر في هذا المجال لكن شرطه الوحيد أن يكون المشروع في تونس.

صورة
تحصل ريان مناعي على الجائزة الأولى في المسابقة الأورومتوسطية الكعب الكريستالي "إبداعات 2022"

 

"أنا لا أريد أن أغادر بلادي مهما كانت الإغراءات لأنني مؤمن بأن هذا الوطن دفع لأجله كثيرون دمهم ليحيا ولهذا لا يمكن أن نضحي بهذا الثمن الباهض ونهجره بل يجب أن نبنيه ونجتهد ونسعى لأجله ونثمن تاريخه".

ريان مناعي لـ"الترا تونس: كلّفنا صنع الحذاء ما يقارب 80 دولارًا ويمكن بيعه بسعر يناهز 150 دولارًا وآمل أن أجد من يدعمني ويستثمر في هذا المجال

ويواصل ريان حديثه: "في هذا السياق أريد أن أشير إلى أنني تحصلت مؤخرًا على جائزة أحسن فكرة  مشروع في مسابقة نظمتها وزارة التكوين المهني والتشغيل تحت عنوان "مشروعك"، لافتًا إلى أن "المشروع  سيرى النور أواخر هذا الشهر وهدفه تثمين التراث المادي واللامادي والكنوز البشرية الحية"، موضحًا: "شركتنا مختصة في ترويج صناعة وترويج المنتوجات الحرفية".

 

صورة
حذاء من الجلد ينتج طاقة كهربائية من ابتكار الشاب ريان مناعي (أسماء البكوش/ الترا تونس)

 

اكتشفنا أيضًا خلال لقاء الشاب ريان مناعي أنه كتب كلمات أول أغنية باللغة القرطاجية البونية، فقد تعلم هذه اللغة من الباحث في اللغة الكنعانية الفلسطيني جورج حنظل لمدة سنتين. وقد غنتها مريم العريض.

 

ريان مناعي لـ"الترا تونس": أنا متأثر جدًا بما فعله القرطاجيون في مواجهة الرومان، فقد صنعوا من أثاثهم سفنًا ومن ذهب النساء سيوفًا ومن لباسهم أشرعة، أثروا في تفكيري وفي تكويني ولهذا أنا مصرّ على تحقيق أهدافي

"لطالما كنت ولا زلت مولعًا بالقرطاجيين ودائمًا كنت أتمنى أن أستمع لأغنية قرطاجية، لكن الاكتشافات لم تعثر على أي منها فقررت أن أتعلم اللغة وأن أكتب الأغنية"، يقول ريان مضيفًا: "أنا متأثر جدًا بما فعله القرطاجيون في مواجهة الرومان، فقد صنعوا من أثاثهم سفنًا ومن ذهب النساء سيوفًا ومن لباسهم أشرعة وحلقوا شعورهم ليصنعوا الأقواس، وحتى وهم يعلمون أنهم سيقتلون كانوا يدافعون باستماتة ولم يركعوا".

ويختم الشاب التونسي حديثه مع "الترا تونس" بالقول: "هذا ما تقوله كتب التاريخ عن القرطاجيين الذين أثروا في تفكيري وفي تكويني وفي شخصيتي، ولهذا أنا مصرّ على تحقيق أهدافي ومصرّ أكثر على أن أكون مبتكرًا ومخترعًا وناجحًا في بلادي تونس".