09-نوفمبر-2022
جثة موت

كان الشاب ربيع الشيحاوي الذي كان مودعًا بالسجن قد توفي بتاريخ 2 نوفمبر ولا يزال سبب وفاته غير معلوم (صورة توضيحية/Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

طالبت شقيقة الشاب ربيع الشيحاوي الذي كان مودعًا بسجن المدني بالمرناقية وتوفي في ظروف غامضة أثناء نقله إلى المستشفى، مريم الشيحاوي، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بكشف الحقيقة كاملة لوفاة شقيقها ومحاسبة كل من يثبت تورطه في "قتله تحت التعذيب" إذا ثبت ذلك، وفق تصريحها.

وعادت الشيحاوي، في مداخلة لإذاعة "موزاييك" (محلية)، على أطوار إيقاف شقيقها ثم إيداعه بالسجن، مصرحة: "تم إيقاف أخي إثر عراك حصل بينه وأحد أبناء المنطقة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي، ثم صدرت في 29 أكتوبر/تشرين الأول ذاته بطاقة إيداع بالسجن في حقه، وتم إيداعه بسجن المرناقية"، وفقها.

شقيقة ربيع الشيحاوي: نطالب بكشف الحقيقة كاملة لوفاة شقيقها ومحاسبة كل من كانت له يد في "قتله تحت التعذيب" إذا ثبت ذلك

وأشارت إلى أنها قامت بزيارته إثر ذلك بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول بالسجن ولم تكن تظهر عليه أي آثار تعنيف مثلما ظهر عليه جثمانه، مذكرة بأنه توفي بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتم إعلام العائلة بتاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني من قبل عون أمن صديق وليس حتى من قبل السلط المعنية، وتم تسليم جثمانه إلى العائلة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لدفنه، وفق روايتها.

وقالت مريم الشيحاوي إنه قد ظهرت على جثمان شقيقها علامات إصابات على مستوى وجهه وصدره وأحد معصميْ يديه وقدميه وركبتيه، معلقة: "أنا متأكدة أن أخي تعرض للتعنيف"، ومضيفة: "لدينا معلومات بأن الشاب الذي تشاجر معه أخي قبل دخول السجن لديه عمه يعمل بالسجن وكان قد توعّد بالثأر لابن أخيه"، على حد قولها.

وأشارت مريم إلى أن العائلة لم تتحصل بعد على التقرير الأولي للطب الشرعي، معقّبة: "نحن لا نريد إلا معرفة الحقيقة كاملة لملابسات وظروف الوفاة، وإذا تبين أن أخي توفي مقتولًا تحت التعذيب فلا بدّ من محاسبة كلّ من كانت له يد في ذلك"، حسب ما جاء على لسانها.

شقيقة ربيع الشيحاوي: أنا متأكدة أن أخي تعرض للتعنيف إذ ظهرت على جثمانه علامات إصابات على مستوى وجهه وصدره وأحد معصميْ يديه وقدميه وركبتيه

يذكر أن الناطقة الرسمية باسم المحكمة الابتدائية بمنوبة، سندس النويوي كانت قد أفادت، مساء الاثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، بأن قاضي التحقيق الأول بالمكتب الأول بالمحكمة أصدر الاثنين إنابة قضائية كتابية لفائدة أعوان الفرقة المركزية الثانية ببن عروس، للتحقيق في ظروف وملابسات وفاة الشاب ربيع الشيحاوي المودع بسجن المرناقية أثناء نقله للمستشفى.

وكانت قد ضجت عديد الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، عشية الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري،  بصور وتدوينات عن تحركات احتجاجية ومواجهات بين عدد من متساكني منطقتي السيدة المنوبية وحي هلال مع القوات الأمنية على خلفية وفاة شاب يبلغ من العمر 23 سنة كان مودعًا بالسجن المدني بالمرناقية. واتهم المحتجون أعوان السجون بالتسبب في وفاة الشاب، وفق المنشورات المتداولة، ونقل نشطاء صورًا قالوا إنها للفقيد تظهر عليها علامات التعرض للعنف. 

كانت الهيئة العامة للسجون قد نفت "قطعًا" تعرّض الفقيد ربيع الشيحاوي إلى أي نوع من أنواع العنف أو التعذيب أو التقصير أو الإهمال خلال فترة إيداعه بسجن المرناقية

في المقابل، نفت الهيئة العامة للسجون والإصلاح، ليل الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، "قطعًا" تعرّض الفقيد إلى أي نوع من أنواع العنف أو التعذيب أو التقصير أو الإهمال خلال فترة إيداعه بسجن المرناقية، وفق ما صرح به المستشار رمزي الكوكي رئيس إدارة فرعية بالهيئة العامة للسجون و الإصلاح.

وقال الكوكي، في تصريح لإذاعة موزاييك، إن المتوفي تم إيداعه للسجن المدني بالمرناقية بتاريخ 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وتعرّض بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى توعّك صحي مفاجئ أذن على إثره طبيب السجن بإخراجه إلى قسم الاستعجالي بمستشفى الرابطة أين وافته المنيّة، مشيرًا إلى أن التفقدية العامة للسجون والإصلاح تولت فتح بحث إداري في الغرض وانطلقت في إجراء السماعات، حسب روايته.