24-أبريل-2024
سالم الأبيض

سالم الأبيض: من لا يناقش الانتخابات الرئاسية المقبلة فهو خارج الحياة السياسية

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الوزير الأسبق والقيادي بحركة الشعب، سالم الأبيض، الأربعاء 24 أفريل/نيسان 2024، أنّ حركة الشعب لم تحسم بعد موقفها من الترشح للانتخابات الرئاسية، قائلًا إنّ لديها مجلسًا وطنيًا يوم 5 ماي/أيار القادم لتناقش هذا الموضوع، وقال: "من لا يناقش الانتخابات الرئاسية المقبلة فهو خارج الحياة السياسية، على اعتبار أنّ العنصر الوظيفي المتبقي في تونس هي هذه الانتخابات وهي مدخل للإصلاح" على حد قوله.

سالم الأبيض: هناك تيار داخل حركة الشعب، لا يمانع في دعم سعيّد في الرئاسية إذا فتح حوارًا جدّيًا مع الأحزاب السياسية بخصوص مرحلة ما بعد الانتخابات وكيفية التصرّف فيها

وتابع الأبيض في مداخلة له بإذاعة "موزاييك" (محلية)، أنّ موقف حركة الشعب تبلور، فإذا فتح قيس سعيّد حوارًا جدّيًا مع الأحزاب السياسية بخصوص مرحلة ما بعد الانتخابات وكيفية التصرّف فيها، فهناك تيارًا داخل الحركة، لا يمانع في دعمه في الرئاسية، لكنه إذا لم يفتح هذا الحوار، فستبحث الحركة في هذه الحالة عن مرشّح لها دون تكرار تجربة ترشيح شخصية أخرى، وستقدم نفسها كبديل للسلطة"، وفقه.

وأضاف سالم الأبيض: "أنا لا أدعو نفسي للترشح للانتخابات الرئاسية، إذا دُعيت للترشح في نطاق مناخ انتخابي رئاسي شفاف وديمقراطي متفق عليه، فسأضع الأمر للتفكير"، على حد تعبيره. لافتًا إلى أنّه "ربما ما يلام على حركة الشعب بعد المرسوم 117 ودستور 2022 والمرسوم 54، أنها بقيت تساند نوعًا ما هذا المسار، قبل أن تتطور فيما بعد هذه المساندة لتصبح مساندة نقدية".

سالم الأبيض: إذا لم يفتح سعيّد حوارًا مع الأحزاب حول مرحلة ما بعد الانتخابات، فستبحث حركة الشعب في هذه الحالة عن مرشّح لها، وستقدم نفسها كبديل للسلطة

وتحدّث الأبيض عن أنّ "تونس مازالت تبحث عن نفسها، ولم يستقر حالها، ومن يدّعي أننا تجاوزنا المرحلة الانتقالية، أقول له إننا مازلنا في صلبها، إذ لا وجود لعقد اجتماعي حقيقي يجتمع حوله الطيف الغالب من التونسيين" وفق قوله.

وأضاف سالم الأبيض: "قيس سعيّد جاء بمقاربة تبلورت في سياق تطور الأحداث باعتبارها كانت مجموعة من الشعارات مثل الصلح الجزائي والبناء القاعدي، وبالتالي فإنّ التصور السياسي لم يكن واضحًا لكن بعد 3 سنوات من تمركز السلطة بصفة مطلقة في يد سعيّد، وبعد أن أصبح مسؤولاً عن كل كبيرة وصغيرة وصاغ قوانينه بنفسه، يمكن أن نحلّل سوسيولوجيًا هذا النظام السياسي الموجود في تونس" على حد تعبيره.

سالم الأبيض: أنا لا أدعو نفسي للترشح للانتخابات الرئاسية، إذا دُعيت للترشح في نطاق مناخ انتخابي رئاسي شفاف وديمقراطي متفق عليه، فسأضع الأمر للتفكير

وأضاف القيادي بحركة الشعب: "لا مكان للحديث عن تفكيك الدولة، فهناك طرف واحد يستهدفها منذ 2002 وهي التيارات التكفيرية، على أساس مقاربة التوحش وفكرة النكاية التي جاءت من تنظيم داعش الإرهابي، لكن كل القوى السياسية الأخرى في تونس لا تستهدف الدولة ولا ترغب في تفكيكها بل تستهدف السلطة، ومن حقها أن تسعى لذلك ديمقراطيًا".

وأوضح الأبيض أن النظام السياسي لسعيّد بات واضح المعالم ويقوم على 3 عناصر، أولها المقاربة الاستعلامية، أي الاستعلام والاستخبار والتفكير الأمني هو الذي يصنع السياسة ويجعل كل من لا ينخرط في هذه المنظومة يصبح مشبوهًا، وهو مل يستشف من كل التقارير والمحاكمات، وقال: "هناك سلوكات عادية وأمور عادية جدًا تصبح محلّ تتبّع ومجرّمة نتيجة الاستعلام ، وهذه مقاربة في الحكم اعتمدها الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وهي على أنقاض المقاربة السياسية.. سعيّد يستنسخ أشياء كانت موجودة في عهد بن علي من حيث لا يشعر" وفق تقديره.

سالم الأبيض: ما يلام على حركة الشعب بعد المرسوم 117 ودستور 2022 والمرسوم 54، أنها بقيت تساند نوعًا ما هذا المسار، قبل أن تتطور فيما بعد هذه المساندة لتصبح مساندة نقدية

وأبرز الأبيض أنّ "هناك فكرًا يرغب من منع الناس من حقهم في شرف الانتماء السياسي، إذ يقع حرمان السياسيين الذين تم قمعهم والتحقيق معهم اليوم من حقهم في أن يكونوا سياسيين بانتماءاتهم المختلفة".

وأشار سالم الأبيض إلى أنّ "علاقة الرئيس بالشعب هي علاقة عمودية تقوم على إلغاء الوسائط من أحزاب سياسية والمجتمع المدني والنقابات والإعلام باعتبار أن فكرة سعيّد فيها الكثير من الدهاء السياسي، إذ سعى لتفكيك الجماعات نظرًا لأنه لا يمكن للأفراد مقاومة سلطته"، وفقه.


صورة


يشار إلى أنّه إلى حدّ الآن، لم يُفتح بعد باب الترشحات رسميًا للانتخابات الرئاسية المرتقبة في تونس، من قبل هيئة الانتخابات، ولكن من المنتظر وفق ما أعلنت عنه الهيئة سابقًا، أن تُجرى الانتخابات الرئاسية بين موفّى سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2024.

في الأثناء، يشار إلى أنّ عديد الأسماء المعروفة في المشهد العام التونسي، أعربت بشكل غير رسمي عن نيتها الترشح لهذه الانتخابات الرئاسية.