23-أبريل-2024
العياشي زمال حركة عازمون الانتخابات الرئاسية

العياشي زمال: أطالب بالتسريع في محاكمة كل الموقوفين من السياسيين

 

كشف رئيس حركة عازمون والنائب السابق العياشي زمال، أن اللقاءات والنقاشات مع عدد من الأطراف والشخصيات الحزبية لم تنجح في الاتفاق على مرشح للانتخابات الرئاسية 2024 في تونس، مبينًا تفاصيل هذه الاختلافات، كما عبّر عن أنّ الديمقراطية السليمة لا يمكن أن تكون دون أحزاب، داعيًا الرئيس التونسي قيس سعيّد، إلى تنقية الأجواء الانتخابية من أجل انتخابات نزيهة وشفافة. 

هذه المواضيع وغيرها تقرؤونها في الحوار التالي:

  • هل حسمت حركة عازمون قرارها بشأن اختيار مرشح للانتخابات الرئاسية 2024؟

نحن في حركة "عازمون" قلنا منذ البداية إننا أسسنا لحزب سياسي رفقة عدد من الكفاءات بعد 25 جويلية/يوليو 2021 رغم نفور التونسيين من الأحزاب والحياة السياسية لأننا نؤمن بأن الحياة السياسية السليمة الديمقراطية لا تُبنى إلا بالأحزاب.

العياشي زمال: نحن معنيون بالانتخابات الرئاسية، لكن رغم كل المجهودات واللقاءات مع عديد الأطراف السياسية، لم نتفق بعد على مرشح واحد

وطالما أننا حزب سياسي فنحن معنيون بالانتخابات الرئاسية، وفي البداية اعتمدنا على التمشي التالي المتمثل في مشاركة الأطراف السياسية من خلال اللقاءات والحوارات والأفكار لنجد حلًا من خلال مرشح له حظ وافر لمنافسة الرئيس قيس سعيّد، لكننا اكتشفنا -للأسف- أننا اختلفنا طيلة تلك الفترة فقد كانت الأطراف الأخرى تبحث عن شخص ترشحه أما نحن في حركة عازمون فنبحث عن البرنامج الذي سيترشح به الشخص. ورغم كل المجهودات واللقاءات العديدة لكن للأسف لم نصل لنتيجة.

  • من هي الأطراف التي التقيتم بها؟

تقابلنا مع أغلب الشخصية الموجودة في الساحة السياسية بما فيها حتى التي انسحبت لكني لا أستطيع ذكر الأسماء لأني لم أستشرهم في ذلك، لكن أود أن أوضح أننا التقينا مع الجميع إلا الأحزاب الإيديولوجية.

  •  لكن الأحزاب إيديولوجية بطبعها فهل هناك حزب بلا مرجعية؟

أقصد الأحزاب التي تتمسك بالماضي وبمعاركها الإيديولوجية القديمة ونحن لا تعنينا هذه المعارك فقد نكون نحن أيضًا حزبًا ذا مرجعية إيديولوجية وهو البراغماتية، متحررًا من الماضي وينظر إلى المستقبل وهدفنا حياة ديمقراطية سليمة واقتصادية تمكّن التونسي من العيش بكرامة في بلاده. نحن نؤمن أننا لا يمكن أن نبني دولة ديمقراطية دون نجاح اقتصادي وترابط اجتماعي.

  • بعد انسحابكم من هذه المبادرة ماذا قررتم كحزب سياسي؟ من هو مرشحكم؟

لأننا نحترم المؤسسات، فنحن في انتظار روزنامة الانتخابات التي سيتم الإعلان عنها خلال هذا الأسبوع وبعدها سنعلن عن مرشح حركة عازمون بصفة رسمية وهو مبدئيًا قد يكون العياشي زمال.

  • لماذا تهرولون نحن الانتخابات الرئاسية في حين تقاطعون المواعيد الأخرى؟

هناك أحزاب ترفض المشاركة حتى في الانتخابات الرئاسية القادمة على أساس أنها جاءت بعد تغيير الدستور. في المقابل هناك من الشخصيات السياسية من يرى أن الانتخابات الرئاسية هي نهاية العهدة بدستور 2014 وبالتالي فسيشاركون فيها.

العياشي زمال: ننتظر روزنامة الانتخابات التي سيتم الإعلان عنها خلال هذا الأسبوع وبعدها سنعلن عن مرشح حركة عازمون بصفة رسمية وهو مبدئيًا قد يكون العياشي زمال

أما نحن فإننا لسنا عدميين رغم أننا لسنا متفقين مع مسار 25 جويلية/يوليو، وعبّرنا عن ذلك مرارًا وشاركنا في الاستفتاء وقلنا "لا" للدستور ولم نشارك في الانتخابات التشريعية والمحلية لأننا نرى أن البرلمان الوظيفي لا يمكن أن يحل مشاكل التونسيين وأن المجلس المحلي لا يمكن أن ينجح في تونس وغير صالح لها. وأعتقد أن نسب المشاركة في هذه المواعيد برهنت صحة رؤيتنا فقد كانت نسبًا ضعيفة.

أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية، فهي أولًا نهاية العهدة وهي الإمكانية الوحيدة للتغيير بعد إرساء دستور 2022 والنظام الذي أسسه. التونسيون يطلبون التغيير في ظل وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي غير مرضيّ بالنسبة إليهم وهذا لا يمكن إلا بالانتخابات الرئاسية فإما أن يجدّد الشعب العهدة للرئيس قيس سعيّد أو أن يختار التونسيون شخصية أخرى قادرة على التغيير.

  • هل هناك شخصية قادرة على إقناع التونسيين والإطاحة بقيس سعيّد؟

في السياسة كل شي ممكن، والرأي العام يمكن أن يتغير في لحظات، فالانتخابات الرئاسية هي شخص مع فريق مع برنامج.. وكل هذه المكونات ستسعى لإقناع التونسيين بمصداقيتهم ومدى نجاعة برنامجهم.

العياشي زمال: لسنا عدميين رغم أننا لسنا متفقين مع مسار 25 جويلية، والانتخابات الرئاسية هي نهاية العهدة وهي الإمكانية الوحيدة للتغيير 

ففي سنة 2019، لم يكن أحد يتوقع تقريبًا أن يفوز قيس سعيّد بالانتخابات الرئاسية، لكن الشعب اختاره لذلك، فكل شي ممكن ونحن نحاول.. ولدينا قناعة أن برنامجنا وفريقنا قادرين على إقناع التونسيين.

  • هناك عدد من الأسماء أعلنت عن ترشحها للانتخابات الرئاسية هل فيهم من هو قادر على منافسة قيس سعيّد؟ أيّهم أكثر حظًا؟

التونسيون أذكياء سياسيًا، وأثبتوا ذلك عبر كل المحطات التاريخية بعد 2011، فقدا أرادوا أن يغيروا نظام الحكم فقاموا بثورة وانتخبوا حركة النهضة، لكنّ هذه الأخيرة لم تلبّ مطالب الشعب فعاقبها في 2014 وعاد لما يعتبره هيبة الدولة وأهل الخبرة في السياسة والدولة وانتخب الباجي قايد السبسي.

وفي 2019، قيّم الشعب التونسي أنه أساء الاختيار وأن الباجي قايد السبسي ونداء تونس لم يلبّيا طموحاته فقرر أن يغيّر وصوّت للأستاذ قيس سعيّد النظيف من خارج المنظومة ولم تلوثه السياسة.

العياشي زمال:

وفي 2024، أنا مقتنع أن الشعب التونسي هو الوحيد المخول ليقوم بعملية التقييم وأنا أفضّل أن أعطي رأيي عندما يكتمل المشهد لكني احترم كل المترشحين وخاصة الشخصيات الجدية والموجودة في الساحة منذ فترة طويلة وليسوا من المترشحين الفلكلوريين، والشعب التونسي هو الذي سيختار.

  • حركة عازمون.. ما هو مشروعها الذي سيلبّي طموحات الشعب التونسي؟

أنا مهندس صاحب خلفية اقتصادية ولم أكن سياسيًا، فقد استثمرت في المناطق الداخلية في تونس.. في المناطق التي نسيتها الدولة وعشت تجربة فريدة في تونس وجعلتني أفكر في تغييرها.. فبعد تخرجي -وأنا ابن المدرسة العمومية والجامعية التونسية العمومية- قررت أن أطور عمل والدي وهو عمل فلاحي تقليدي وآمنت بأبناء منطقتي وقريتي الموجودة في العمق التونسي المنسي في "المنصورة" بكسرى بولاية سليانة التي يغيب فيها الاستثمار، ورغم ذلك تمكننا من تثمين منتجات لا قيمة لها ومتروكة كـ"ضلف الهندي" و"الخبيزة" و"الحريقة" وغيرها من النباتات المهملة ونجحنا في تركيز مخبر من أكثر المخابر تطورًا في تونس ووحدة بحث وتطوير متطورة جدًا وأصبحنا نصدّر هذه المنتجات إلى أكثر من 38 دولة عبر الذكاء التونسي وبخبرات تونسية ونجحنا في تشغيل أبناء هذه المناطق المنسية، ونجحنا في إدخال العملة الصعبة للبلاد.

تجربتي هذه جعلتني أقتنع أن تونس قادرة على النجاح عن طريق "المادة الشخمة" فرغم كل الهنات، فإن تونس تمتلك عقولًا وإمكانيات رهيبة. تونس تصدّر سنويًا أكثر من 6500 مهندس و1000 طبيب في السنة وهذا أكبر دليل على قيمة العقول التونسية.

العياشي زمال: أي طرف سياسي إذا فاز في الانتخابات عليه أن يعول على الكفاءات، ونحن ندعوهم إلى تصدر المشهد بعد أن تراجعوا إلى الوراء

وأعتقد أننا وصلنا إلى نهاية مرحلة ولا بدّ من أن نبدأ مرحلة جديدة عمادها الشباب برؤية جديدة وطاقة جديدة لكن أيضًا في ظل ترابط الأجيال بين بناة الدولة وتمرير المشعل لأجيال جديدة.

  • رئيس الجمهورية انطلق في بناء قاعدي يؤكد فيه على أن أهدافه هو المناطق المنسية التي تحدثتم عنها فالكل تحدث عن "المادة الشخمة" والجهات الفقيرة فما الجديد الذي تحمله حركة عازمون؟

نحن في حزبنا منذ أول إعلان لنا أكدنا على أهمية الكفاءات والنخبة والمثقفين، فهم الذين سيحملون البلاد إلى الطريق الصحيح وإن كنا نؤمن بالديمقراطية التشاركية وهو المعنى الحقيقي للديمقراطية لكن الكفاءات هي التي تجمع الأفكار وتضع البرامج وتخطط للمستقبل ونحن ندعوهم إلى تصدر المشهد بعد أن تراجعوا إلى الوراء. فأي طرف سياسي إذا فاز في الانتخابات عليه أن يعول على الكفاءات، وأنا أؤمن بالعمل الجماعي وأؤمن بالتخطيط وبالكفاءة.

العياشي زمال: أدعو سعيّد إلى السعي من منطلق موقعه ومسؤوليته إلى تنقية الأجواء الانتخابية كي نذهب في تهدئة سياسية وتوفير كل الظروف حتى تكون الانتخابات نزيهة لا يمكن الطعن فيها

فمثلًا نحن في تونس لدينا 2.5 مليار دينار اعتمادات مرصودة لدعم الصحة في تونس منذ 2017 فيها مستشفى الملك سلمان في القيروان وفي مكثر وحفوز وجلمة وغار الدماء، لكن لم تُنجز لأننا غيّبنا الكفاءات لأن الإطارات العليا غادرت الإدارة إما بالتقاعد المبكر أو بالاستقالة وأصبحت الإدارة مكبلة وفارغة.

وكل الحكومات التي تعاقبت كانت حكومات تصريف أعمال "غاطسة في اليومي" لا وجود لاستشراف ولذلك عشنا مثلًا في السنة الفارطة أزمة مياه. فالحكومة عبارة عن حماية مدنية تذهب لتطفئ الحريق فقط.

كل هذا جعلني أدخل للمجال السياسي لأني لاحظت غياب التخطيط ولا وجود لحلول جذرية بل مسايرة الواقع وحل المشاكل اليومية إلى جانب الصراع السياسي بين الأحزاب وهو ما جعل التونسيين ينفرون من الحياة السياسية. إلى جانب غياب الجرأة والرؤية والإرادة لتقديم الحلول الجذرية وهو ما عملنا عليه وما سيعلنه حزب عازمون بعد أن قمنا بالتشخيص ولدينا حلول عملية سنعرضها على التونسيين إذا ما ترشحت للانتخابات الرئاسية وسنكون حزبًا براغماتيًا وحزبًا عمليًا وحزب الحلول.

العياشي زمال: لدينا حلول عملية سنعرضها على التونسيين إذا ما ترشحتُ للانتخابات الرئاسية وسنكون حزبًا براغماتيًا وعمليًا وحزب الحلول

والحلول ليست شعارات كالتي تطلقها بعض الأحزاب والشخصيات السياسية فهي ليست عناوين بل لا بدّ أن تكون واضحة ومرقمنة وقابلة للتطبيق.

  • هل أنتم مع استكمال البناء القاعدي؟

هناك إصلاحات عديدة لا بدّ أن نقوم بها وإن كنت مع النظام الرئاسي وهو ما بيّنته التجربة فهو الأصلح لتونس، لكني مع نظام رئاسي تحترم فيه المؤسسات والتي يجب استكمال إرسائها وأولها المحكمة الدستورية والتعامل بكل شفافية، وأن يكون البرلمان سلطة والقضاء سلطة والإعلام سلطة والجميع تحت الرقابة والمسؤولية والمساءلة وهذا في اعتقادي النظام الديمقراطي.

  • أنت واحد من رجال الأعمال والمستثمرين وتدعو إلى تصدّر الكفاءات الساحة فأين منظمة الأعراف؟ لم نسمع لها صوتًا، هل هناك استقالة لرجال الأعمال؟

من المؤكد أن اتحاد الصناعة والتجارة لم يقم بدوره وهي منظمة عريقة ووطنية وكان لها دور منذ الاستقلال إلى اليوم لكن لا بدّ أن نفصل بين المكتب التنفيذي وبين اتحاد الصناعة والتجارة.

وإن كانوا فعلًا غائبين عن القيام بدورهم ولا يمكن أن ننكر ذلك ولا بدّ أن يوجه إليهم السؤال. لكن برأيي في تونس أغلب رجال الأعمال وطنيون، رغم الهرسلة التي حدثت لهم فمن السهل أن تضع الجميع في سلة واحدة وتتهم الجميع باللاوطنية وبالفساد.

العياشي زمال: أنا مع نظام رئاسي تحترم فيه المؤسسات والتي يجب استكمال إرسائها وأولها المحكمة الدستورية، وأن يكون البرلمان سلطة والقضاء سلطة والإعلام سلطة

 لكني شخصيًا أقول إنه بدأ يتبين أن رجال الأعمال ككل التونسيين هم وطنيون وقاموا ويقومون بدور كبير رغم الهزات والهنات ومازالوا يحتفظون بمكانتهم في الإنتاج وفي التصدير.. إلخ وإن كنا قادرين على الأفضل. فالقطاع الخاص يشغل 2.5 مليون تونسي ولهم دور كبير في جلب العملة الصعبة لكنهم مطالبون بالاستثمار في البلاد وفي المناطق الداخلية حتى نضمن التضامن بين الطبقات والجهات والأجيال ولا بدّ أن تتحاور السلطة مع رجال الأعمال من أجل حثهم على القيام بدورهم الاجتماعي دون جلدهم.

لأن الجلد والاتهامات لن تقدم أي نتيجة وها نحن نرى انكماش الاستثمار وارتفاع نسبة البطالة والفقر إلى جانب التضخم والعملة الصعبة غير المتوفرة بالقدر الكافي.

  • في الختام ما هي الشروط لتوفر مناخ انتخابي سليم برأيكم؟

نحن مقبلون على انتخابات رئاسية ربما هي الأهم في تاريخ تونس، ولهذا أتوجه إلى رئيس الجمهورية وأدعوه إلى السعي من منطلق موقعه ومسؤوليته إلى تنقية الأجواء الانتخابية كي نذهب في تهدئة سياسية وتوفير كل الظروف حتى تكون الانتخابات نزيهة لا يمكن الطعن فيها.

ومن هذا المنطلق، أطالب بالتسريع في محاكمة كل الموقوفين السياسيين الذين أعبر عن تضامني الكلي معهم جميعًا والتسريع في البت في قضاياهم بما سيكون له الوقع الإيجابي في الانتخابات الرئاسية القادمة.

كما أطالب هيئة الانتخابات بالمسارعة بتوضيح كل ما يشغل الرأي العام عمومًا والسياسي بشكل خاص من روزنامة الانتخابات والنصوص الترتيبية.