الترا تونس - فريق التحرير
أكد رئيس جمعية البحار بجرجيس ورئيس الشبكة التونسية للصيد البحري التقليدي المستدام شمس الدين بوراسين، الاثنين 6 فيفري/شباط 2023، أن الرئيس التونسي قيس سعيّد قدّم معطيات مغلوطة في خطابه الأخير بخصوص فاجعة جرجيس المتعلقة بغرق مركب للهجرة غير النظامية وفقدان راكبيه.
رئيس جمعية البحار بجرجيس: قيس سعيّد قدم معطيات مغلوطة وهناك مساعٍ لطمس معالم الجريمة بإيقاف البحث في حادثة جرجيس ونشك بأن ذلك موجه لحماية الأشخاص الذين قاموا بالجريمة
وقال بوراسين، في ندوة صحفية انعقدت بتونس العاصمة بخصوص ملف جرجيس، إن "هناك شكًا بأن البحث في الملف موجه لحماية الأشخاص الذين قاموا بالجريمة"، معقّبًا: "نظن أن هناك عملية مفبركة من أجل طمس معالم الجريمة بإيقاف البحث في الملف، ونعتقد أن ذلك تم عمدًا لأنه خلال العمليات البحرية التي قام بها الأهالي لم يجدوا أي دليل على وجود مركب غارق"، حسب تأكيده.
ومن جهته، قال الناشط بالمجتمع المدني بجرجيس، علي كنيس، خلال الندوة الصحفية ذاتها، إن "عددًا من الجثث التي تم العثور عليها تحمل آثار ضربات وكسور أسنان وغيرها، وهو ما يدل على أن هناك قرائن بأن هناك شبهة جريمة في علاقة بحادث غرق المركب تم ارتكابها ضد أبناء جرجيس"، حسب تصوره.
الناشط المدني علي كنيس: عدد من الجثث التي تم العثور عليها تحمل آثار ضربات وكسور أسنان وغيرها، وهو ما يدل على أن هناك شبهة جريمة في علاقة بحادث غرق المركب والسلطة تعمل على طمس معالم الجريمة
وأضاف: "عملية إخفاء المعطيات وطمس الحقيقة والدفن خارج إطار القانون ودون إعلام العائلات، تدل على أن من ارتكب الجريمة عمل على التغطية على معالمها، وهنا نتحدث عن السلطة على المستوى المحلي والجهوي"، مشيرًا إلى أن "المعتمد السابق بالمنطقة كان قد قدم مغالطات وأضاع على أهالي جرجيس الكثير من الوقت لما صرح بأن المفقودين عثر عليهم في ليبيا".
وأشار علي كنيس إلى أنه إلى حد الآن لا يزال هناك 10 جثث مفقودة من بينها رضيع و9 بين أطفال وشباب.
وتابع قائلًا: "مطلبنا لا يزال معرفة مصير بقية المفقودين، ونشك أن هناك عملية إخفاء الجثث، كما نطالب بفتح تحقيق بخصوص مقبرة الغرباء التي أصبحت تشكل لغزًا"، وفق ما صرح به.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد قال خلال زيارة أجراها، مساء الثلاثاء، إلى مقر ثكنة الحرس الوطني بالعوينة، في تعليق له على ما يعرف بـ"فاجعة جرجيس" المتعلقة بغرق قارب للهجرة غير النظامية منذ سبتمبر/أيلول 2022 وفقدان جثث المفقودين، إن "عديد القرائن المتظافرة التي تكاد ترتقي إلى مرتبة الأدلة تشير إلى أنّ فاجعة جرجيس كانت مقصودة"، وفق تعبيره.
وذكّر الرئيس بأنه "عاهد أهل جرجيس بمعرفة الحقائق كاملة، بيد أنّ الوقت مرّ والإجراءات طالت، ولم تبرز الحقيقة، رغم أنّ جملة من القرائن تشير إلى أنّها كانت عبارة عن عملية إغراق وعملية اغتيال"، على حد قوله.
وقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية ، الأربعاء 1 فيفري/شباط 2023، أنه تقرر على إثر زيارة قيس سعيّد للإدارة العامة للحرس الوطني بالعوينة، إعفاء المدير العام لحرس الحدود، وعدد من الإطارات الأمنية بجرجيس.
