الترا تونس - فريق التحرير
أكد الناشط بالمجتمع المدني في جرجيس علي كنيس، الخميس 29 ديسمبر/ كانون الأول 2022، تعليقًا على خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد، أنّ "معطيات سعيّد غير دقيقة، فأهالي جرجيس ليسوا متهمين، بل هم من طالبوا بإخراج جثث أبنائهم التي وقع دفنها بمقبرة الغرباء، ولا يوجد عملية تأجيج الأوضاع" وفق تعبيره.
ناشط مدني بجرجيس: سعيّد يطرح ألغازًا بعد 4 أشهر من حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية، وعليه هو أن يجيب عنها
وكان الرئيس سعيّد قد أشار في خطابه إلى أنّ "القارب الذي انتقل عليه المهاجرون غير النظاميون لفظه البحر، وكان مثقوبًا ولا يتسع إلا لسبعة أشخاص، ومع ذلك أصرّ منظم الرحلة على الخروج رغم أن البحارة أخبروه أن الأحوال الجوية لا تسمح، كما تم دفن الضحية الأولى بلا تشريح"، مشددًا على أنه تم إغراق هذا المركب عن طريق أموال مرصودة من الخارج وردت بحسابات بنكية، منها مبلغ بـ100 ألف دينار من فرنسا، وفق قوله.
وتابع كنيس في تصريحه لإذاعة "شمس أف أم" (محلية): "قمنا بجمع تبرعات قانونية من المواطنين بالداخل والخارج عن طريق جمعية البحارة التنموية، وكل شيء موثّق عن طريق مراقب حسابات، لكن سعيّد يطرح ألغازًا بعد 4 أشهر، وعليه هو أن يجيب عنها، فهذه المعطيات غير الواضحة ستزيد من غضبنا واحتقاننا، ونطالب بمحاسبة كل من تورط" وفقه.
ناشط مدني بجرجيس: إغراق هؤلاء المهاجرين غير النظاميين قد يكون له علاقة بجهة رسمية، ونطالب بمحاسبة أي جهة متورطة
ولفت الناشط بالمجتمع المدني إلى أنّ إغراق هؤلاء المهاجرين غير النظاميين قد يكون له علاقة بجهة رسمية، وعلى عكس ما صرّح به سعيّد، فإنّنا لا نعلم إن كان القارب مثقوبًا أم لا، والأحوال الجوية كانت جيدة ليلتها.. لكننا نعتقد أنّ هناك عمليات دفن مشبوهة قد تمت لإخفاء لمعالم الجريمة ومحاولة طمسها".
وطالب علي كنيس مرة أخرى بمحاسبة أي جهة متورطة سواء كانت أمنية أو عسكرية، مشيرًا إلى ضلوع جهات أمنية في قبض مبالغ مالية على عمليات الهجرة غير النظامية، وقال: "مستعدون لإغلاق ميناء جرجيس مرة أخرى، ومستعدون للإضراب العام ولكل الأشكال النضالية الأخرى" وفق تعبيره.
يشار إلى أن جرجيس شهدت طيلة الأسابيع الأخيرة سلسلة من التحركات الاحتجاجية، إثر فقدان 18 من أبنائهم بعد غرق قارب للهجرة غير النظامية منذ 21 سبتمبر/أيلول 2022 والتفطن لدفن جثامين عدد منهم في مقبرة "الغرباء" دون إجراء تحاليل جينية لها.
