18-نوفمبر-2022
 قيس سعيّد

سعيّد: "بخصوص الهجرة غير النظامية، يجب أن نقضي على الأسباب التي أدت بشبابنا وعائلاتنا إلى ركوب قوارب الموت" (صورة أرشيفية/Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

علق الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، خلال زيارته للقرية التونسية للفرنكوفونية في جزيرة جربة، قبل يوم من انطلاق القمة الفرنكوفونية، على المسيرة الاحتجاجية التي قادها عدد من أهالي جرجيس متجهين نحو جربة، في محاولة لإيصال أصواتهم بعد فاجعة فقدان أبنائهم في هجرة غير نظامية في سبتمبر/أيلول الماضي، وما أحاط بها من ملابسات، اعتبروها تقصيرًا من مؤسسات الدولة.

سعيّد: "هناك من يعمل من أجل مآرب أخرى.. من يريد أن يُتاجر ببؤس ومصائب وأحزان المواطنين ليصل إلى مآرب سياسية يعلمها الجميع"

وقال سعيّد، في تصريح إعلامي، "صبرًا قليلاً يا أهل جرجيس وعزاء لعائلات الشهداء"، مضيفًا "أعتبرهم من الشهداء لأنهم ضحايا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".

واستدرك القول "لكن هناك من يعمل من أجل مآرب أخرى.. من يريد أن يُتاجر ببؤس ومصائب وأحزان المواطنين ليصل إلى مآرب سياسية يعلمها الجميع فلن يصل إليها".

سعيّد: "بخصوص الهجرة غير النظامية، يجب أن نقضي على الأسباب التي أدت بشبابنا وعائلاتنا إلى ركوب قوارب الموت"

وتابع، في ذات السياق، "وقضية الهجرة غير النظامية لا يمكن حلها إلا بتصور مختلف عن الحلول السابقة القديمة الأمنية لكن يجب أن تتحمل الدول الأوروبية مسؤوليتها.. هم كانوا يأتون إلى تونس في وقت من الأوقات.. يجب أن يكون الحل جماعياً بعيدًا عن المقاربات الأمنية ويجب أن نقضي على الأسباب التي أدت بشبابنا وعائلاتنا إلى ركوب قوارب الموت". 

يُذكر أن عددًا من متساكني جرجيس كانوا قد انطلقوا، صباح الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في مسيرة سلمية سيرًا على الأقدام في اتجاه جزيرة جربة التي من المنتظر أن تحتضن القمة الفرنكوفونية السبت والأحد 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حركة احتجاجية رمزية.

وقد اعترضت قوات الأمن المسيرة على مستوى مفترق طريق الزيتون الذي يسبق الجسر الفاصل بين مدينة جرجيس وجزيرة جربة، وعمدت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وفق ما وثقته مقاطع فيديو وما أكده نشطاء من المنطقة.

قاد عدد من أهالي جرجيس مسيرة احتجاجية سلمية متجهين نحو جربة، في محاولة لإيصال أصواتهم بعد فاجعة فقدان أبنائهم في هجرة غير نظامية في سبتمبر الماضي، لكن المسيرة تعرضت لمنع أمني ونتج عنها احتقان في جرجيس

وقد أصدرت 28 جمعية ومنظمة تونسية بيانًا تضامنيًا مع "أهالي جرجيس"، مساء الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مشددين على استنكار قمع التحرك الاحتجاجي لأهالي جرجيس، وفي بيانها، الذي اطلع عليه "الترا تونس"، أكدت الجمعيات الموقعة أن "قوات أمنية ضخمة تمركزت فجرًا في المفترقات الرابطة بين جرجيس وجربة لقمع الاحتجاج السلمي الذي قرر أهالي جرجيس تنظيمه لإيصال أصواتهم المطالبة بكشف الحقيقة في الفاجعة البحرية ليوم 21 سبتمبر"، مضيفة أنه "لم يسلم من هراوات البوليس الكبار والصغار وتم استعمال قنابل مسيلة للدموع منتهية الصلاحية، استهدفت حتى النساء والقصّر بل حتى حرم مدرسة ابتدائية".

وتابعت "كما تم إيقاف العشرات من الشباب وقادة الحراك الاحتجاجي ومقايضتهم بعودة الأهالي إلى جرجيس، كما تواصلت مطاردات المحتجين إلى داخل مدينة جرجيس التي تشهد احتقانًا متصاعدًا".