07-يونيو-2023
تعلم عوم عمر العبيدي

كانت هيئة الدفاع قد طالبت بتوجيه التهمة نحو القتل العمد ضد الأمنيين المتورطين في مقتل عمر العبيدي

الترا تونس - فريق التحرير
 

عقدت هيئة الدفاع عن عمر العبيدي، ندوة صحفية، الأربعاء 7 جوان/ يونيو 2023، أعلنت فيها أنّ جلسة استئنافية ستنعقد يوم الجمعة القادم، 9 من الشهر الجاري، للنظر في طلبات الاستئناف، بعد أن استأنفت النيابة العمومية رسميًا، الحكم الابتدائي الصادر ضد 14 أمنيًا متّهمين في قضية "شهيد الملاعب الرياضية".

محام في قضية عمر العبيدي: جلسة استئنافية ستنعقد يوم الجمعة 9 جوان الجاري، للنظر في طلبات الاستئناف

وقد تحدّث عضو هيئة الدفاع، في حملة "تعلم عوم" المحامي صلاح الدين الحجري عن هذه القضية، فذكّر بأنّها "ليست قتلًا على وجه الخطأ، لأنّ أعوان الأمن استغلوا خروج دفعة من الجماهير ودفعوها عن قصد أن تذهب في اتجاه وادي مليان الذي كان السلاح القاتل في هذه الجريمة، باعتبار أنّ درجة السيولة بهذا الوادي يومها كانت على غاية من الخطورة" على حد تعبيره.

وتابع الحجري: "لدينا اليوم معركة قضائية قانونية مع النيابة العمومية، وما دوّنه ممثل النيابة العمومية ببن عروس بخصوص محضر القضية يتعارض تمامًا مع المعاينة التي أجراها الطبيب الشرعي لجثة الهالك عمر العبيدي.. نحن متضررون من الوصف القانوني للجريمة بكونها قتلًا على وجه الخطأ".

محام في قضية عمر العبيدي: نحن متضررون من الوصف القانوني للجريمة، فهذه القضية ليست قتلًا على وجه الخطأ

وعبّر المحامي عن أمله في أن يتمتع القضاة بالجرأة القضائية التي غابت في هذا الملف، وفق تقديره، مستنكرًا أن تتم الاستعانة بقانون يتعلق بحماية الأمنيين من الرأي العام ببعض الجرائم التي يرتكبوها لدى قيامهم بوظائفهم، لمنع وسائل الإعلام وأهل الضحية من حضور الجلسات.

وقد صرّح المحامي التومي بن فرحات، من جانبه، بأنّ هيئة الدفاع ستتمسك بالمطالبة بأن تكون الجلسة علنية بحضور الإعلام وأهالي الفقيد، بعد أن تمسكت الدائرة بسرية الجلسات في وقت سابق، وذهبت عند المرافعة في الاحتكام إلى القانون عدد 82 المنظم للأمن، الذي منع حتى العائلة من الحضور.

محام في قضية عمر العبيدي: هيئة الدفاع ستتمسك بالمطالبة بأن تكون الجلسة علنية بحضور الإعلام وأهالي الفقيد بعد أن تم التمسك بسرية الجلسات في وقت سابق

وقال بن فرحات إنّ "جرائم الإفلات من العقاب عديدة.. وقد أصبح الفصل 217 من المجلة الجزائية امتيازًا وتحيلًا إجرائيًا من النيابة العمومية لإنقاذ بعض أعوان الدولة"، مؤكدًا أنّ الحكم الابتدائي ذهب في تهمة وحيدة وهي القتل على وجه الخطأ بعد أن طالبت الهيئة بتوجيه التهمة نحو القتل العمد.

وعلّق المحامي نبيل السبعي، بدوره، على مسألة تغييب للشهود، ومسألة الزمن القضائي الذي طالب بضرورة اختصاره، وقال: "هذه القضية التي انطلقت منذ مارس/ آذار 2018، مرّ عليها اليوم 5 سنوات ونصف تقريبًا، رغم أنها قضية لا تتطلب استقراءات كثيرة لأنّ الأدلة فيها ثابتة تتمثل في كاميرات مراقبة وشهادات شهود ومعاينة مكان الحادث وخاصة التقرير الطبي"، مؤكدًا أنّ هيئة الدفاع ستطالب بنقض الحكم في خصوص تهمة عدم الإنجاد القانوني.

 

 

وكانت حملة "تعلم عوم" قد أصدرت، الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنّ الحكم الصادر في حق 12 عون أمن "من قتلة عمر العبيدي، هو بمثابة نكران للعدالة ولحق الفقيد وعائلته وأصدقائه وكل ضحايا العنف الأمني وضحايا جرائمهم والعنف الهيكلي الممنهج"، وفق البيان.

يذكر أنه كان قد صدر، مساء الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حكم ابتدائي يقضي بالسجن لمدة عامين في حق 12 عون أمن بتهمة القتل غير العمد وعدم سماع الدعوى في حق اثنين آخرين فيما يتعلق بقضية عمر العبيدي". وعبرت هيئة الدفاع عن عمر العبيدي عن استيائها من هذا الحكم إذ طالبت بأن يقع اعتبار الجريمة قتلًا عمدًا، وفق ما أكده المحامي التومي بن فرحات الذي أشار إلى أن الهيئة ستستأنف الحكم.

وتتعلق القضية التي تعود أطوار أحداثها إلى سنة 2018، حين لاحقت عناصر أمنية الشاب محب النادي الإفريقي عمر العبيدي من ملعب رادس إلى وادي مليان بعد مواجهات بين جماهير النادي وقوات الشرطة. وانتهت المطاردة بغرق عمر العبيدي في مياه الوادي. ومنذ تاريخ 31 مارس/آذار 2018، انتشرت عبارة "تعلم عوم" وتحولت إلى شعار وحملة احتجاجية ضد الممارسات الأمنية والإفلات من العقاب.