منذ الإعلان عن الإصابات الأولى بفيروس كورونا المستجد في تونس، تكرر سؤال التونسيين عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة النقل للتصدّي لهذا الفيروس في وسائل النقل العمومي التي تستقطب أعدادًا كبيرة من المسافرين يوميًا، وهو ما يعزز فرضية انتشاره فيها بسرعة.
ومع بلوغ عدد الحالات المصابة بكورونا في تونس السبع، شدّدت السلطات التونسية إجراءات الوقاية في الفضاءات العامة عبر تعقيمها وتطهيرها لقطع الطريق أمام العدوى السريعة للفيروس، ومن بين هذه الفضاءات محطّات النقل والحافلات وعربات المترو.
اقرأ/ي أيضًا: حينما ينعش فيروس "كورونا" تجارة الأقنعة الطبية في السوق السوداء
- حزمة من الإجراءات الوقائية
وفي هذا السياق، تدعو وزارة النقل واللوجستيك أصحاب قطاع النقل العمومي غير المنتظم للأشخاص إلى التحري في الأشخاص المشبوه في اصابتهم بالفيروس والإبلاغ عنهم عند الاقتضاء، ومنعهم من استعمال وسيلة النقل إلى جانب مزيد العناية بوسيلة النقل في علاقة بالنظافة واستعمال المواد التطهيرية الضرورية قبل تأمين كل عملية نقل، وفق بلاغ أصدرته الوزارة الأربعاء.
وتدعو الوزارة أيضًا إلى تجنب سياقة العربات من طرف سواق لا تتوفر فيهم الشروط الصحية اللازمة، وتوفير الوسائل الوقائية اللازمة للسواق قبل القيام بنقل المسافرين، والتنسيق مع مصالح وزارة الصحة لتوفير وسائل الكشف عن الحالات المشبوهة بالمحطات الرئيسية للنقل العمومي غير المنتظم للأشخاص، ووضع علامات تحسيسية بجميع المحطات وكافة وسائل النقل.
وزارة النقل: توفير المواد الضرورية للتنظيف والتطهير على مستوى جميع الأماكن العمومية من وسائل نقل ومحطات ومقرات
وفي بلاغ ثان، لفتت الوزارة إلى ضرورة تطبيق جملة من الإجراءات بالتنسيق بين الرؤساء المديرين العامين للشركات الوطنية والجهوية للنقل إلى العمل بالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة، ومن بينها وضع آليات قيس الحرارة على مستوى المحطات الرئيسية.
ومن الإجراءات الأخرى، توفير المواد الضرورية للتنظيف والتطهير على مستوى جميع الأماكن العمومية من وسائل نقل ومحطات ومقرات لفائدة الحرفاء والمسافرين (السائل المطهر، الصابون السائل، نظافة الوحدات الصحية، تطهير الأرضيات والمعدات ذات الاستعمال المشترك...)، ودعم آليات للتخلص السليم من الفضلات المنتجة واحترام توقيت إخراجها.
وفي السياق ذاته، تدعو وزارة النقل إلى توفير لوازم العمل الضرورية وشروط السلامة المهنية للأعوان وخاصة القفازات وتزويد ورشات العمل والمستودعات بالوسائل الصحية والحرص على نظافة وسائل النقل برًا وبحرًا وجوًا، وإجراء عملية التعقيم عند الاقتضاء وتكثيف الحملات التوعوية بتشريك ممثلين عن الإدارات الجهوية للصحة والمجتمع المدني بهدف توجيه أعوان المؤسسات، خاصة التي لها علاقة مباشرة مع الحرفاء، نحو اعتماد الممارسات الصحية للوقاية من هذا الوباء وتجنب انتشاره.
وتدعو أيضًا إلى استغلال أجهزة الفيديو الموجودة بوسائل النقل وبالمحطات لتمرير ومضات تحسيسية وتوعوية بالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة، وتأجيل التظاهرات والملتقيات وورشات العمل المبرمجة وإحداث فرق يقظة على مستوى محطات النقل الرئيسية للتحري حول الحالات المشتبه في إصابتها والإبلاغ عنها عند الاقتضاء.
اقرأ/ي أيضًا: "سوسيولوجيا النكتة".. عندما أضحى فيروس "كورونا" مادّة للنكات
- كيف تفاعلت شركة نقل تونس للخطة الوقائية؟
من جهته، يقول المتحدث باسم شركة نقل تونس، محمد الشملي، إن الشركة شرعت في توعية أعوانها في إطار تدعيم الخطّة الوطنية للوقاية من الفيروس الوبائي كورونا، بالتنسيق مع وزارة الصحة وبالتوازي مع الإجراءات المعلن عنها من قبلها.
ويشير الشملي في تصريح لـ"ألترا تونس" إلى تكثيف المحامل التوعوية في محطّات النقل وفي المستودعات والفضاءات الخاصة بالمواطنين إلى جانب تحسيس الأعوان بضرورة اتباع الاجراءات الضرورية للاحتياط من الفيروس وذلك من قبل أطباء الشغل في كافة مواقع العمل، وفق قوله.
محمد الشملي لـ"ألترا تونس": نحن نتعامل مع فيروس كورونا حسب درجة التأهب التي تعلن عنها وزارة الصحة
ويضيف محدّثنا أن شركة نقل تونس وزعت السائل المطهّر على أعوانها ورفعت درجات الوقاية في علاقة بتنظيف العربات وتعقيمها، لافتًا إلى أنّ مصالح بلدية تونس بادرت إلى تعقيم المحطّات الرئيسية وركّزت آلات لتوزيع سائل مطهّر لغسل اليدين.
ويتابع بالقول "نحن نتعامل مع فيروس كورونا حسب درجة التأهب التي تعلن عنها وزارة الصحة وأعواننا يتعاملون مباشرة مع الحرفاء وهم في واجهة الفيروس لذلك وجبت الحيطة والوقاية"، مشيرًا إلى أن أعوان شبكتي الحافلات والمترو الخفيف يعدون 3605 عون يتعاملون يوميًا مع أكثر من 500 ألف حريف، على حدّ تعبيره.
يشار إلى أن إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط التابعة لبلدية تونس ركزت وحدات صحية لغسل الأيدي في محطات النقل ببرشلونة والباساج وتونس البحر. كما عقّمت عدة فضاءات عمومية ومساحات تجارية كبرى بالمدينة والتي تتواجد بها أعداد كبيرة من المواطنين.
اقرأ/ي أيضًا: