18-أكتوبر-2021

قال إن "تداعيات ذلك ستكون خطيرة على التونسيين" (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبر رئيس الهيئة السياسية لحزب "أمل" أحمد نجيب الشابي، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن ما يقوم به الرئيس قيس سعيّد هو خطوة إلى الأمام نحو تعميق الأزمة في تونس، معقبًا: "كان من الممكن تدارك الوضع الذي نحن فيه اليوم لو قبلنا ببعضنا البعض وتحاورنا وبحثنا عن الإصلاحات، فإلغاء الشرعية الدستورية ومسك جميع السلط ليس هو الحل بل إن تداعياته ستكون أخطر على التونسيين"، وفق تقديره.

وأضاف الشابي، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك أف أم"، أن أولى نتائج ما قام به سعيّد هي العزلة الدولية، ثم من المنتظر مزيد انهيار الوضع الاقتصادي، متوقعًا أن "نجد أنفسنا خلال أسابيع قليلة في المستنقع اللبناني"، حسب وصفه، موضحًا أن "الدولة أصبحت عاجزة عن توفير موارد مالية، وستصبح العملة الوطنية والأسعار والفقر في تونس مثلما هو الوضع في لبنان"، على حد توقعاته.

الشابي: أولى نتائج ما قام به سعيّد هي العزلة الدولية ومن المنتظر مزيد انهيار الوضع الاقتصادي وسنجد أنفسنا خلال أسابيع قليلة في "المستنقع اللبناني"

وأكد، في هذا الإطار، ضرورة إيقاف التدهور من خلال حكومة مقتدرة يكون لها برنامج إصلاحي قادر على فك العزلة الخارجية وتكسب ثقة وتأييد التونسيين على امتداد 4 أو 5 سنوات، متابعًا: "من الضروري أيضًا جمع كل الفرقاء في تونس، لأن الجميع يمثلون جزءًا من المشهد السياسي، وليس من حق الرئيس إقصاء أي طرف فمثلما أفرزه الصندوق هم أيضًا أفرزهم الصندوق"، حسب رأيه.

وأردف الشابي أنه "من الضروري أيضًا تشريك الأطراف التي لها تأثير في المشهد ولم تفرزها الانتخابات على غرار الشخصيات الوطنية والمنظمات..."، مؤكدًا أن "تجميعهم من شأنه أن يخلق ديناميكية إيجابية"، وفق تقديره.

واعتبر، في هذا الصدد، أن الاتحاد العام التونسي للشغل من الوزن الثقيل في الحياة الوطنية ودون تشريكه لن يكون هناك حل، مذكرًا أن "الاتحاد لم يكسب هذا الثقل إلا بمواقفه الوطنية"، ومستدركًا أنه لا يتفق معه حول موقفه مما حدث في 25 جويلية/يوليو 2021 باعتبار أن الاتحاد يرى أنه خطوة نحو الإصلاح، بينما يرى هو أنه "خطوة إلى الأمام في الهاوية"، حسب وصفه.

الشابي: الحوار الذي أعلن عنه الرئيس مبهم، ولن يقبل به العالم أجمع لأن فيه انفراد واستبداد بالرأي ومن المتوقع أن تسقط هذه التجربة لأنها تفتقر لمقومات النجاح

واستطرد أحمد نجيب الشابي أن "الحوار الذي أعلن عنه الرئيس مبهم، ولن يقبل به العالم أجمع لأن فيه انفراد واستبداد بالرأي"، متوقعًا أن "تسقط هذه التجربة لأنها تفتقر لمقومات النجاح"، على حد رأيه.

وتابع القول: "سعيّد أصبح له هاجس أن يسمي رئيس الحكومة ويتصرف في الحكومة ليس عن طريق تحوير الدستور، وإنما عن طريق تجميده وإلغائه وحل المؤسسات الدستورية، وهو اليوم الماسك بالسلط الذي يحكم بمراسيم غير قابلة للطعن أمام القضاء ويعطي نفسه الحق في التدخل في مجال التشريع وكل المجالات إلى أجل غير مسمى، يعني بشكل دائم"، حسب تقديره.

وبخصوص الجدل حول التدخل الأجنبي فيما يحدث في تونس، قال الشابي إن "بلدان العالم الديمقراطي يهمها نجاح التجربة الديمقراطية في تونس، وبالتالي عندما ترى فيها انتكاسة أو التفافًا ستتدخل، بما معناه أن المعارضين ليسوا هم من دفعوا كبار الساسة في العالم إلى اتخاذ مواقف مما يحدث في تونس"، وفقه.

الشابي: بلدان العالم الديمقراطي يهمها نجاح التجربة الديمقراطية في تونس، وبالتالي عندما ترى فيها انتكاسة أو التفافًا ستتدخل، بما معناه أن المعارضين ليسوا هم من دفعوا كبار الساسة في العالم إلى اتخاذ مواقف مما يحدث في تونس

وبخصوص تأجيل تاريخ تنظيم قمة الفرنكوفونية التي كان مزمعًا تنظيمها في نوفمبر/تشرين الثاني القادم في جربة، قال الشابي إن لا علاقة للرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي بتأجيلها، وإنما الوضع السياسي في تونس لا يسمح بتنظيمها، لأن هناك أزمة شرعية في تونس وبالتالي يصبح للقمة رهان سياسي داخلي إما تزكية الوضع القائم أو عدم تزكيته"، حسب رأيه.

وانتقد الشابي، في سياق متصل، سحب جواز السفر الدبلوماسي من المرزوقي وعبر عن رفضه لمحاكمته، معتبرًا أن تصريحاته لا ترتقي إلى تهمة التآمر على أمن الدولة الخارجي، مستطردًا القول: "سقطنا إلى شكل من أشكال الاستبداد الذي باستمراره سيقضي على الديمقراطية"، وفق تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشابي: هناك أزمة شرعية دستورية للحكومة في انتظار تزكيتها من السلطة التشريعية

الشابي: هل كان يجب الانقلاب وحلّ الحكومة وإزاحة السلطات من أجل تعديل الدستور؟