الترا تونس - فريق التحرير
لم تتوقف ردود الأفعال منذ إدلاء النائب عن كتلة ائتلاف الكرامة محمد العفاس بالمداخلة التي أثارت جدلًا واسعًا تحت قبة البرلمان وخارجه، وصلت حدّ اتهام العفاس ونواب "الكرامة" بالترويج لخطاب "داعشي".
وكان محمد العفاس قد انتقد، الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري خلال الجلسة العامة المخصصة لمناقشة مشروع ميزانية وزارة المرأة والأسرة وكبار السن لسنة 2021، أن "حرية المرأة لدى المتاجرين بقضاياها هي حرية الوصول للمرأة و"انحلال وفسوق وفجور"، قائلًا "عندما نتكلم عن الضوابط والحياء يتهموننا بالظلامية والرجعية ... ومكاسب المرأة عندهم هي الأمهات العازبات، والإنجاب خارج إطار الزواج، والإجهاض، وممارسة الرذيلة، والشذوذ الجنسي ... وهذا النموذج خلف المواخير التي تبيع فيه المرأة شرفها وخلف نسب عالية في الطلاق والعنف الزوجي"، وفق تعبيره.
سامية عبو: العفاس يخلط بين جبة رجل الدين وجبة رجل الدولة والدين لا يُختزل في المرأة والجنس
و اعتبرت القيادية بالتيار الديمقراطي والنائب عن الكتلة الديمقراطية سامية عبو، خلال الجلسة المخصصة لمناقششة مشروع قانون المالية لسنة 2021، أن العفاس يخلط بين جبة رجل الدين وجبة رجل الدولة، مشددة على أن رجل الدولة يسهر على تأطير وحماية كل المواطنين دون تمييز مواطن عن آخر.
وتساءلت عبو، في ذات الصدد، عن سبب تركيز العفاس مع المرأة، قائلة إن الدين لا يُختزل في المرأة والجنس.
وأضافت عبو أنه كان حريًا بالنائب عن ائتلاف الكرامة أن يقدم مواعض لنواب كتلته الذين من بينهم من يتلقى الرشوة ومن هو متهم بالتهرب الضريبي ومن يبيض الفساد، على حد قولها.
ومن جهته، اتهم القيادي بحركة الشعب والنائب عن الكتلة الديمقراطية سالم الأبيض، النائب محمد العفاس بتجنيد الناس للقتال لصالح أجندات أجنبية مقابل 30 ألف دولار، مؤكدًا أنه ليست له أي علاقة بالدولة.
سالم الأبيض: العفاس ينتمي إلى منظومة مجرّمة بقوانين الإرهاب ويتبنى خطابًا داعشيًا
وأضاف: "نحن في دولة وطنية ولسنا في دولة داعش"، معتبرًا أن العفاس ينتمي إلى منظومة مجرّمة بقوانين الإرهاب وأنه يتبنى خطابًا داعشيًا، وفق تقديره.
في المقابل، قال النائب عن ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي، إن العفاس عبر عن رأيه بكل حرية واستقلالية ومسؤولية، معتبرًا أن رأي العفاس يعبر عن آراء الكثير من التونسيين المحافظين الذين أبدوا مساندتهم له على منصات التواصل الاجتماعي.
عبد اللطيف العلوي: "دواعش الحداثة" لم تعجبهم هبة المساندة التي حظي بها العفاس، فقاموا بهجمة شرسة ضده
واستدرك العلوي أن من وصفهم بـ"دواعش الحداثة" لم تعجبهم هبة المساندة التي حظي بها العفاس، فقاموا بهجمة شرسة ضده، مشددًا القول: "لن نسمح لأيّ كان بأن يمسّ من حقّنا في التعبير الحرّ" .
وفي ذات الإطار، نددت الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام بتصريحات النائب عن ائتلاف الكرامة، معتبرة أن" ماجاء على لسانه هو من قبيل العنف اللفظي وهو عودة لمسرح بث الفوضى و تغلغل ثقافة التمييز واللاإحترام ضد المرأة".
وأدانت الجمعية، في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل "فيسبوك"، "هذا الاعتداء الصارخ ضد نساء تونس الأحرار ، و هذا التهاون بالقانون وما جاء به من حقوق أو نص عليها وكل ما ناشدت به تونس وطنيًا ودوليًا".
كما دعت النائب محمد العفاس إلى الاعتذار للمرأة التونسية عبر المؤسسات الرسمية للمجلس وضرورة احترام المقامات ومقر البرلمان الذي يمثل صورة تونس.
وبدورهما، عبرت كل من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية "أصوات نساء"، الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن استنكارهما لتصريحات النائب محمد العفاس التي استهدف فيها المرأة التونسية والجمعيات المدافعة عن حقوقها.
ونددت جمعية النساء الديمقراطيات، في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل "فيسبوك"، بـ"تعمد العفاس إلقاء أبشع التهم على النساء في تونس ونعتهنّ بأقبح النعوت وبرميه بتهم الخيانة والعمالة على كل المنظمات المدافعة عن حقوق النساء وعن الحريات متهمًا إياها بالدعوات للفسق والفجور".
ودعت الجمعية مكتب البرلمان إلى إصدار موقف رسمي في بيان يستنكر فيه هذا "الانتهاك الصارخ للدستور وللحقوق والحريات والذي لا يمكن أن يندرج بأية حال من الأحوال تحت غطاء حرية التعبير التي تعلل بها هذا النائب"، وفق نص البيان.
واستنكرت جمعية "أصوات نساء"، في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بشدَّة ما جاء على لسان محمد العفاس من "عنف لفظي ومعنوي مسلط على النساء"، منددة بـ"إلقاء الدستور والقوانين عرض الحائط من قبل نائب شعب لا يعترف إلا بالشريعة وبتطبيق الأحكام الشرعية على النساء العازبات وعلى كل امرأة في تونس لا تلتزم بهذه الأحكام". وطالبت الجمعية النائب بـ"الاعتذار إلى كل النساء التونسيات، واحترام الدستور واحترام القانون عدد 58 المتعلق بمناهضة العنف ضد النساء".
واعتبرت "أصوات نساء" خطابه "اغتيالًا لقيم الدستور وطموحات الثورة التونسية وخاصةً لطموحات التونسيات والتونسيين المناصرة لجمهورية الحرية والمساواة بلا تمييز أو عنف".
اقرأ/ي أيضًا:
استنكرت تصريحات العفاس ضد المرأة: جمعيات تطالب البرلمان بإصدار موقف رسمي ضده