الترا تونس - فريق التحرير
ضجّت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة على خلفية توريد تونس خضرًا شكّك نشطاء في مدى استيفائها لشروط السلامة الصحية، فضلًا عن توجيه انتقادات للسلطات إثر تناقل خبر مفاده توجه الحكومة التونسية توريد ما يعرف بـ"الموز البلدي" من مصر.
- "شكوك" حول سلامة الخضر الموردة
وكان المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بمدنين عمار الجمايعي قد أفاد، يوم 11 مارس/آذار 2023، بأنه قد انطلقت عبر معبر رأس جدير الحدودي الفاصل بين تونس وليبيا، عمليات توريد منتجات فلاحيّة في إطار توجّه وزارة الفلاحة لتغطية الحاجيات الوطنية اليومية من هذه المنتجات خلال شهر رمضان.
مندوب الفلاحة بمدنين: توريد أطنان من الخضروات على خلفية النقص المسجّل في الإنتاج المحلي نتيجة شح المياه والجفاف المتواصل وترشيد استعمال مياه الري
وتتمثل كميات الخضر المورّدة في "ألف طن من البطاطا، و81 طنًّا من الطماطم، و16 طنًّا من الفلفل الأخضر، و26 طنًّا من الثوم، و236 طنًّا من القرع"، وفق ما أكده الجمايعي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، مشيرًا إلى أن "جملة هذه الواردات من المنتجات الفلاحية المبرمجة بمناسبة شهر رمضان ينتظر أن تصل إلى ما لا يقل عن 3 آلاف طن من البصل في شكل رؤوس، و3 آلاف طن من البطاطا.
وأشار المسؤول الفلاحي، في ذات الصدد، إلى أن "توريد هذه المنتجات الفلاحية يأتي على خلفية نقص الخضروات المسجّل نتيجة شح المياه والجفاف المتواصل وترشيد استعمال مياه الري".
وسرعان ما ضجّت منصات التواصل الاجتماعي إثر ذلك بتدوينات تشكك في مدى سلامة الخضر المورّدة، وحول ما إذا كانت تخضع للرقابة على المستوى الحدودي من قبل السلطات التونسية.
وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنيس خرباش، الجمعة 17 مارس/آذار 2023، "لقد تواصلنا مع وزارتي التجارة والفلاحة وأكدتا لنا أن كل الخضروات التي توردها تونس سليمة ولا تشوبها شائبة"، على حد قوله.
نائب رئيس اتحاد الفلاحة: وزارتا التجارة والفلاحة أكدتا أنه يتم إخضاع الخضروات الموردة على التحاليل التي أثبتت أنها سليمة ولا تشوبها شائبة
وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "أم أف أم" (محلية)، أن الوزارتين أكدتا أن عيناتٍ من المواد التي توردها تونس تخضع للتحاليل وتم التأكد بأنها صحية وليس فيها أي إشكالية على صحة المواطن، وفقه.
واستدرك المسؤول النقابي قائلًا: صحيح أنه ليس هناك وثائق مكتوبة تثبت لنا قول الوزارتين وأنه تم إعلامنا بذلك شفاهيًا، لكننا نأمل أن يكون ذلك صحيحًا، حسب ما صرح به.
في المقابل، تفاعل مرصد "رقابة" مع ذلك، في بيان أصدره الجمعة 17 مارس/آذار 2023، معبرًا عن "استغرابه من التصريحات التي تدعي أن وزارة الفلاحة قامت بالإجراءات الصحية اللازمة لمراقبة الخضر الموردة على مستوى الحدود البرية عبر ليبيا، وتأكدت من كونها صالحة للاستهلاك وخالية من كل الشوائب بعد إجراء التحاليل اللازمة".
مرصد رقابة يعبر عن "استغرابه من التصريحات التي تدعي أن وزارة الفلاحة قامت بالإجراءات الصحية اللازمة لمراقبة الخضر الموردة" مؤكدًا أن "مراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية الموردة ليست من مشمولاتها"
وذكر، في هذا الصدد، أن "مراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية الموردة ليست من مشمولات وزارة الفلاحة منذ تفعيل "الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية"، مؤكدًا بالتالي أن "الجهة الوحيدة المخولة بتأكيد مدى سلامة الخضروات الموردة من دولة مصر ومدى صلاحيتها للاستهلاك هي الهيئة المذكورة"، ومعتبرًا أن "صمتها يدفع للشك بعدم إجراء التحاليل اللازمة لمراقبة المنتجات الموردة".
وحمّل مرصد "رقابة"، في بيانه، المسؤلية لرئيس لهيئة المذكورة ولكل الهياكل المتداخلة في صورة الإقدام على تسويق خضروات موردة دون إجراء التحاليل اللازمة، مذكرًا أنه "تم في السابق حجز دفعات من الخضراوات المستوردة من نفس البلد الشقيق بعد ثبوت عدم صلاحيتها للاستهلاك"، وفق ما جاء في البيان ذاته.
- موز مورّد من مصر يثير الجدل
ولم يتوقف الجدل عند شروط السلامة الصحية للخضر المورّدة من مصر، بل إنه تطوّر إثر تناقل خبر عن توريد شحنة من الموز تقدر بـ70 طنًا من مصر.
وقد ذكرت إذاعة "موزاييك" (محلية) أنها تحصلت على معطيات تفيد بأن "شحنة من الموز قادمة من مصر دخلت تونس عبر المعابر الحدودية الجنوبية الخميس 16 مارس/آذار 2023"، مشيرة إلى أنها "من المنتظر أن تدخل الطور الاستهلاكي انطلاقًا من يوم الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023.
وأشارت إلى أنه "تقرّر أن تباع هذه الكميات في المساحات التجارية بسعر 5 دنانير للكيلوغرام الواحد، وذلك تطبيقًا للتسعيرة التي حدّدتها وزارة التجارة التونسية في بلاغها الصادر يوم 8 مارس/آذار الجاري.
وقد أثار ذلك جدلًا وانتقادات واسعة، واعتبر نشطاء أن الموز فاكهة غير ضرورية لتستوجب توفيرها في الأزمات، مؤكدين أن مصر ليست بالأساس "دولة مصدّرة للموز وإنتاجها محدود"، فضلًا عن أن المناخ المصري لا يمثل المناخ المفضل والمناسب لإنتاج الموز الذي ينمو بالأساس في المناطق الاستوائية.
أثار استيراد تونس لـ"الموز البلدي" من مصر انتقادات واسعة واعتبر نشطاء أن الموز فاكهة غير ضرورية لتستوجب توفيرها في الأزمات لا سيما وأن تونس تعاني عاجزًا تجاريًا متفاقمًا
وانتقد آخرون الذهاب إلى استيراد الموز على الرغم من أنه ليس من المواد الغذائية الأساسية، بينما تعاني البلاد من عجز تجاري متفاقم.
وللإشارة فإن العجز التجاري لتونس بلغ 23.6 مليار دينار خلال الشهرين الأولين من سنة 2023، وفق آخر إحصائيات نشرها المعهد الوطني للإحصاء، السبت 11 مارس/آذار 2023.
وقد بلغ العجز التجاري لتونس مع مصر خلال الفترة ذاتها 242 مليون دينار، علمًا وأن صادرات تونس إلى مصر قد تراجعت بنسبة 18,1%، فق معهد الإحصاء.