الترا تونس - فريق التحرير
أكد أمين مال المجلس الوطني لهيئة الصيادلة وليد محفوظ، الثلاثاء 9 أوت/ أغسطس 2022، أنّ "فقدان الأدوية يمكن أن يكون لأسباب تقنية، كأن يوقف مصنع ما الترويج نهائيًا، أو عطب أو صيانة، أو أن يحصل فقدان عالمي في أي مكوّن، أو تعطيلات بخصوص رخصة الترويج، لكن في تونس تتضافر هذه الأسباب مع سبب رئيسي آخر" وفق قوله.
أمين مال هيئة الصيادلة: أصل المشكل في الصيدلية المركزية مادي بالأساس، فالقطاع العام يأخذ الأدوية ولا يدفع، على عكس القطاع الخاص الذي يدفع بانتظام
وفسّر محفوظ لدى تدخله بإذاعة "IFM" (محلية)، أنّ الأدوية في تونس تنقسم إلى صنع محلي يغطي 60%، واستيراد أجنبي يغطّي قرابة 40%، قائلًا: "الدواء المصنوع محليًا عرف اضطرابًا في الآونة الفارطة نظرًا لانعكاسات جائحة كورونا على السوق العالمية فضلًا عن ارتفاع كلفة النقل"، وفقه.
وبخصوص الأدوية المستوردة قال وليد محفوظ إنّ الصيدلية المركزية تجلبها بعد مفاوضات جعلت من الدواء في تونس هو الأرخص في الحوض المتوسطي ككل، كما أنّها تلعب دورًا هامًا في دعم الأدوية بما يقارب 200 مليون دينار من ميزانيتها الخاصة، وقد تحملت تقلبات أسعار الصرف، لكن أصل المشكل في الصيدلية المركزية مادي بالأساس، فهي تزوّد القطاعين الخاص والعام، فيدفع القطاع الخاص ومزوّدي الأدوية بالجملة بانتظام على عكس القطاع العام الذي يأخذ الأدوية ولا يدفع، وهذا أصل المشكل" وفق تقديره.
أمين مال هيئة الصيادلة: أصبحت الصيدلية المركزية عاجزة عن سداد المزودين الأجانب الذين يدينون لها بأكثر من 700 مليون دينار
وأوضح أمين مال المجلس الوطني لهيئة الصيادلة أنّ "المستشفيات والصندوق الوطني للتأمين على المرض يدينون للصيدلية المركزية بأكثر من 1100 مليون دينار، وقد أصبحت الصيدلية المركزية عاجزة عن سداد المزودين الأجانب الذين يدينون لها بأكثر من 700 مليون دينار" حسب تأكيده.
وقال محفوظ إنّ "الحل يكمن على مستوى وزارة الصحة، لكن هناك بطء في إحداث الوكالة الوطنية للأدوية التي يمكن أن تعمل على استقطاب مصانع للمواد الأولية وتوفير امتيازات لبعث مصانع جديدة، فضلًا عن خلية يقظة لحل أي إشكال طارئ"، مضيفًا: "كما يمكن انتداب أكثر عدد من الصيادلة لتغطية الخطوط الأولى والثانية والثالثة مع رقمنة جميع مراحل التوزيع، ولهذا يجب أن يتم سداد مستحقات الصيدلية المركزية" وفقه.
أمين مال هيئة الصيادلة: أرجو أن تقع برمجة مبلغ مالي محترم في ميزانية 2023 للصيدلية المركزية لتسديد ديونها لاسترجاع ثقة المزودين الأجانب
وبيّن وليد محفوظ أنّه "في غياب الإصلاح الجذري والعميق للصناديق الاجتماعية الذي تأخر كثيرًا، لا يمكن أن نترك الحال كما هو عليه، كما لا يمكن تحديد عدد الأدوية المفقودة لكنه عدد كبير، وأرجو أن تقع برمجة مبلغ مالي محترم في ميزانية 2023 للصيدلية المركزية لإعادة الثقة تجاه المزودين الأجانب، بعد تخلّف الصيدلية 14 شهرًا عن تسديد ديونها" وفق قوله.