14-يونيو-2020

اختص الإعلامي المصري أحمد موسى في تقديم خطاب عنيف مؤخرًا حول الشأن التونسي (صورة أرشيفية)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

تداولت قنوات مصرية وإماراتية بشكل لافت، خلال اليومين الأخيرين، مقاطع فيديو تدعو للتظاهر في تونس الأحد 14 جوان/ يونيو 2020، وتحرض حتى على الفوضى، معتمدة خطابًا عنيفًا يدعو لحل البرلمان وإسقاط الحكومة وإعادة الانتخابات وحل حركة النهضة، أحد الأحزاب المكونة للائتلاف الحاكم في تونس، وغير ذلك من المطالب التي أثارت استهجان الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن في الأمر تدخلًا في الشأن التونسي وسعيًا إلى توتيره وإلى تقسيم التونسيين.

أبدى الكثيرون على منصات التواصل استياءهم من الخطاب العنيف والتحريضي الذي تستعمله عديد القنوات التلفزية المصرية والإماراتية للحديث عن الشأن التونسي، متخوفين من مساعيهم للدفع نحو الانقسام والفوضى

على منصات التواصل الاجتماعي، دعا عديد النشطاء الإعلام المصري خاصة إلى الاهتمام بالداخل المصري والتركيز على مشاغله ومن ذلك قضية سد النهضة مع أثيوبيا وانعكاساتها الخطيرة على مستقبل مصر، إذ كتب الصحفي التونسي سيف الدين الطرابلسي على تويتر "هجوم غير مسبوق في الإعلام المصري على البرلمان التونسي ودعوات لإسقاطه في تجاوز لكل الأعراف الدبلوماسية، يبدو أن السيسي سيصب جام غضبه من سد النهضة الإثيوبي على حزب النهضة التونسي".

وفي ذات السياق، كتب جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، "أحمد موسى وبقية إعلام المخابرات وفضائيات التضليل يملؤون الفضاء حاليًا جعيرًا وصراخًا وهجومًا على حركة النهضة في تونس ويطالبون التونسيين بإسقاط الحركة، مشكلة مصر مع سد النهضة وليس حركة النهضة، مصيبة مصر في إثيوبيا وليس في تونس، نقطة ومن أول السطر!".

أما الصحفي التونسي بقناة "بي بي سي" بسام بونني فاستغرب اهتمام الإعلام المصري وتركيزه لأيام على الدعوة للتظاهر في تونس بدرجة تتجاوز بشكل واضح أي تغطية إعلامية تونسية للموضوع. يقول بونني "تبدو وسائل الإعلام في مصر مهتمة أكثر من نظيراتها في تونس بالدعوات للتظاهر لحل البرلمان. بعض تلك القنوات لا تقف عند مجرد نقل الخبر بل تحضّ التونسيين على الخروج للشارع مع خطاب تخويني لقادة حركة النهضة وتصفهم بالإرهابيين".

ويُشاطره هذا الاستغراب والاستياء أيضًا الطبيب التونسي ذاكر لهيذب، الذي ذكر على صفحته في موقع فيسبوك "عندما كانت قلوبنا "مقطعة" (حزينة) على أصحابنا في مصر الذين يقاومون الوباء (كورونا) ويستشهدون في المعركة بكل شرف، إعلام المجاري المصري يطلب أن نخرج للشارع ونسقط حكومة وبرلمانًا انتخبناهم منذ ستة أشهر. ربي يشفيك يا محروسة من الوباء ومن إعلام مريض".

 

اقرأ/ي أيضًا: "الغد الإماراتية" تنشر تقريرًا مفبركًا عن تونس.. استياء وتنديد واسع

في الأثناء، حذرت قيادات سياسية، من أحزاب عدة منها قيادات من الحزب الجمهوري (وسط يسار) ومن حركة النهضة وأحزاب أخرى، من مآلات هذه الدعوات على المباشر في القنوات التلفزيونية المصرية والإماراتية ومن خطورتها على المسار الديمقراطي في تونس، ودعت بعضها السلطات في تونس للرد "لحماية الديمقراطية ومؤسسات البلد". 

في هذا السياق، يقول عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري، على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك "لم يعد مقبولاً ولا مبررًا سكوت السلط العمومية في تونس على التجاوزات الخطيرة التي يأتيها الإعلام المصري الموجه من قبل الطغمة العسكرية والممول إماراتيًا في حق تونس وثورتها". 

وأضاف الشابي "سقطت الأقنعة وباتت التحركات بوجوه مكشوفة وبتهور غير مسبوق. ليعلم هؤلاء أن للديمقراطية شعبًا يحميها ومؤسسات تدافع عنها ولن تعجزها بيوتًا أهون من بيوت العنكبوت".

عصام الشابي: "لم يعد مقبولاً ولا مبررًا سكوت السلط العمومية في تونس على التجاوزات الخطيرة التي يأتيها الإعلام المصري الموجه من قبل الطغمة العسكرية والممول إماراتيًا في حق تونس وثورتها". 

أما جلال الورغي، أحد أعضاء مجلس شورى النهضة، فقد غرد في تويتر "إعلام السيسي يحرض على تونس واستقرارها. نظام السيسي الانقلابي، حول مصر العظيمة إلى سجن كبير، وأخرجها من المشهد الإقليمي والدولي. نظام مارق يستهدف تونس الدولة ويخرب ليبيا الثورة. إعلام مأجور يراهن على مفلسين عبير موسي وحفتر ومصيره الخيبة".

وأورد علي العريض، رئيس الحكومة السابق والقيادي في حركة النهضة على حسابه الرسمي في فيسبوك، "من حق التونسيين أن يعبروا عن آرائهم وأن يمارسوا احتجاجهم بكل حرية في إطار القانون ومراعاة الأمن العام، غير أن ما يقع في تونس منذ مدة أمر مختلف تمامًا. فقد عمد أفراد ومجموعات إلى شن حملات تدعو إلى العنف وتنشر الأكاذيب والافتراءات وتحرض على الفوضى وتقسيم التونسيين واستقووا في حربهم هذه بوسائل إعلام أجنبية تقف وراءها جهات معروفة بحملاتها المتكررة ضد تونس وثورتها ومؤسساتها السيادية".

وأوضح العريض "يمثل هذا السلوك المتكرر اعتداءً على تونس وأمنها وتدخلاً في شؤونها الداخلية وانتهاكًا لسيادتها الوطنية واستهدافًا لنظامها وثورتها. إن خطورة هذه الأفعال تستوجب من التونسيين والتونسيات الانتباه الى الأهداف التخريبية لهذه المجموعات والقنوات والمواقع الإعلامية والجهات التي تقف وراءها وإفشال كل مساعيها مهما كانت المساحيق والشعارات التي تختفي وراءها".

علي العريّض: "يمثل هذا السلوك المتكرر اعتداءً على تونس وأمنها وتدخلاً في شؤونها الداخلية وانتهاكًا لسيادتها الوطنية واستهدافًا لنظامها وثورتها"

وأشار، في ذات السياق، إلى أن "خطورة هذه الأفعال تقتضي من السلطات الرسمية التونسية تحمّل مسؤولياتها وإصدار المواقف وإجراء الاتصالات الضرورية دفاعًا عن حرمة تونس وسيادتها. كما تقتضي إعلام الرأي العام بالضالعين في هذه الحملات في الداخل والخارج وإثارة التتبعات القانونية لتحميل المسؤوليات، أما الأحزاب والمنظمات فإن الواجب الوطني يدعوها الى التنديد بهذه التدخلات في الشأن التونسي وهذا الاستهداف لأمنها ومؤسساتها الجمهورية وقياداتها الشرعية. حرية التونسيين والتونسيات مقدسة، أما التدخلات الأجنبية أو الاستقواء بها فإفشالها والتنديد بها واجب".

في الأثناء، لا يبدو أن لهذه الدعوات للتظاهر صدى واسعًا في الشارع التونسي وإن كانت متداولة في بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وخاصة في بعض الصفحات التي تُدار من الإمارات ومنها صفحة "حراك الإخشيدي" أكبر الصفحات الداعية للتظاهر والتي تتداول بشكل خاص مقاطع الفيديو من القنوات المصرية والإماراتية وتُروج لها. 

وتعرف تونس بعد تحسن الوضع الصحي بها إبان تراجع انتشار فيروس كورونا، استياء الكثيرين من الركود الاقتصادي وعدم تحسن الوضع اجتماعيًا إضافة إلى عدد من الاحتجاجات والمناوشات بالجهات الداخلية طلبًا للحد من البطالة وتوفير مواطن الشغل وعدد من التحركات القطاعية الأخرى. وهي استحقاقات قديمة تعرفها حكومة الفخفاخ جيدًا وتؤكد تجندها بعد انحسار الوباء لمعالجتها.

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

صفحة على فيسبوك تدعو لحل البرلمان في تونس وتُدار من الإمارات!

اعتبروه مخالفة للأعراف الدبلوماسية..حضور سفير الإمارات في ندوة لحزب يثير جدلًا