06-يونيو-2020

الصورة الرئيسية للصفحة وهي توظف صورة الرئيس قيس سعيّد وشعاره خلال الحملة الانتخابية

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

طالما نفى الداعون لعدد من التحركات الاحتجاجية الأخيرة في تونس أي علاقة لتحركاتهم بدول أجنبية، وخاصة بأي تمويل إماراتي سعودي، رغم اشتراكهم كلياً أو جزئيًا مع ساسة هذه الدول في ذات الخطاب المناهض للمسار الديمقراطي والداعي للفوضى والعنف، لكن منصة فيسبوك تُثبت من جديد عكس ذلك.

"حراك الإخشيدي" مثال عن ذلك، وهي صفحة تونسية على فيسبوك، تُعالج حصريًا الشأن التونسي وبلهجة محلية وهذا رابطها. تضع هذه الصفحة صورة قيس سعيّد في واجهتها بما يوحي أنها تتبع أنصاره، وتعتمد في تسميتها "الإخشيدي" وهي كنية للرئيس سعيّد، الذي اعتاد الاستشهاد بمقولات للإخشيدي خاصة خلال حملته الانتخابية.

تأسست الصفحة في 19 ماي/ أيار الماضي، وهي بالتالي صفحة حديثة التأسيس ومنذ ذلك تختص في الدعوة للتظاهر في تونس، ومن ذلك الدعوة لمظاهرات يوم 14 جوان/ يونيو القادم في تونس، ضد المنظومة الحاكمة ولحل البرلمان، كما تُروج.

تُدار صفحة فيسبوك "حراك الاخشيدي" من شخصين في الإمارات ويُثير ذلك شبهات عديدة حول حجم التدخل الإماراتي في الشأن التونسي

بالتثبت والعودة لتفاصيل الصفحة المتاحة من قبل فيسبوك، يتبين أنها تُدار من شخصين في الإمارات العربية المتحدة. ويُثير ذلك شبهات عديدة حول حجم التدخل الإماراتي في الشأن التونسي ومن ذلك محاولات التأثير على قناعات التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر صفحات مشابهة لهذه الصفحة "حراك الاخشيدي". 

اقرأ/ي أيضًا: الإخشيدي و"قيس بوك" و"نظام قيس".. طرائف ومنحوتات لغويّة تفاعلًا مع قيس سعيّد

 

ويبدو أن الصفحة تحاول توظيف الرصيد الرمزي لرئيس الجمهورية قيس سعيّد وشعبيته الواسعة بين التونسيين خدمة لأجندتها وذلك من خلال اعتماد كنيته التي اشتهر بها وربط الدعوة للاحتجاج بالرئيس.

المتثبت أيضًا في هذه الصفحة يُلاحظ أن اسمها المختصر، في أعلى الصفحة، هو bdidathameur123 ما يُحيلنا على اسم ناشط يُدعى ثامر بديدة، وهو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة، عُرف بإدارته عدة صفحات على فيسبوك وكان من بين أبرز الداعمين لقيس سعيّد خلال الانتخابات الأخيرة 2019 ثم أعلن في عدد من الفيديوهات أنه غيّر موقفه ونسب لسعيّد عدة اتهامات لا إثباتات عنها. وقد ذكر بعض النشطاء أنه كان يعمل في الأمن سابقًا قبل أن يتم فصله.

 

ولا يُمكن تحديد إن كانت الصفحة تعود بالأساس للناشط ثامر بديدة أو أنها اعتمدت اسمه أيضًا للربط من جديد بين التحركات التي تدعو لها وبين الرئيس قيس سعيّد، وبالتالي مزيد توظيف شعبيته ورصيده الرمزي. يُذكر أن المكلفة بالإعلام في رئاسة الجمهورية كانت قد أوضحت سابقًا أن ليس للرئيس أي صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، ومن ذلك حساب تويتر شهير حمل اسمه وتناقلت عنه حتى مؤسسات إعلامية معروفة لكنه لم يكن يتبع الرئيس، وفق تأكيدها.

تحاول صفحة "حراك الاخشيدي" توظيف الرصيد الرمزي لرئيس الجمهورية قيس سعيّد وشعبيته الواسعة بين التونسيين خدمة لأجندتها وذلك من خلال اعتماد كنيته التي اشتهر بها وربط الدعوة للاحتجاج بالرئيس

على الصفحة كذلك، يبدو جليًا توفير رقم هاتف لشخص يُدعى فتحي الورفلي، بوصفه "ناطقًا باسم حراك 14 جوان" كما يسميه. والورفلي رئيس لحزب غير معروف تمامًا في تونس، ترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة دون أن يكون معلومًا لدى عموم التونسيين أو حتى النشطاء في الشأن الإعلامي والسياسي بالبلاد.

وينشر الورفلي في حسابه، بشكل علني، عديد المداخلات خلال الفترة الأخيرة في عدد من القنوات الإماراتية والليبية، المقربة والممولة غالبًا من الإمارات، يدعو في جميع هذه المداخلات لحل البرلمان والتصدي للسلطات والخروج عنها ويروج لمعطيات، دون الاستناد إلى أي أدلة، مع العلم أن لا حضور له في الإعلام التونسي أو الأجنبي بشكل عام، ما عدا هذه القنوات إماراتية التمويل.

 

ومن الملاحظ أن الصفحة تختص في النشر حول موضوع واحد وهو الدعوة لهذه التظاهرات يوم 14 جوان القادم وتعتمد خطابًا عنيفًا يقوم على التشويه غالبًا وحتى الشتائم.

ويُذكر أن تونس قد عرفت يوم 1 جوان/ يونيو الماضي تظاهر المحامي عماد بن حليمة لفترة وجيزة قرب مجلس نواب الشعب مع عدد قليل من المحتجين، مطالبًا بتغيير النظام السياسي ورئيس البرلمان. وكانت قد تلت الوقفة الاحتجاجية سخرية واسعة على منصات التواصل نظرًا لضعف عدد الحضور وما نتج من إيقاف للتحرك وإرجائه لفترة لاحقة. إثر ذلك "التحرك"، تعددت الأصوات التي ربطت بينه وبين دعم وتمويل إماراتي خاصة، نظرًا للتغطية المهمة المخصصة للتظاهرة في الإعلام الإماراتي، إلا أن بن حليمة كان قد نفى ذلك في عدد من وسائل الإعلام المحلية، دون تقديم أي توضيحات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبد السلام: مشاريع الإمارات فاشلة وتحرك "بن حليمة" دون أفق

افتتاح "اعتصام باردو".. سخرية من قلة أعداد المشاركين