30-مارس-2019

تستضيف تونس القمة العربية عام 2019 للمرة الثالثة في تاريخها (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

تحتضن تونس للمرة الثالثة في تاريخها القمة العربية في دورتها الثلاثين بعد قمة 1979 زمن الرئيس الحبيب بورقيبة، وقمة 2004 زمن نظام المخلوع زين العابدين بن علي، وذلك في أول قمة تنعقد في تونس بعد الثورة، وفي سياق تصاعد التحديات ضد الأمة العربية خاصة في علاقة بالقضية الفلسطينية في ظل محاولة تمرير ما تسمى "صفقة القرن" إضافة لاستمرار الأزمات دون أي بوادر حلول خصوصًا في كل من سوريا واليمن وليبيا.

اقرأ/ي أيضًا: هشام جعيّط وآخرون يتحدثون.. ماذا ننتظر من قمة تونس؟

عودة، في الأثناء، لسياقات وأهم مخرجات قمتي تونس عام 1979 و2004:


قمة 1979.. تونس مقرًا للجامعة العربية بدل مصر

نظمت تونس أول مؤتمر قمة عربية على أراضيها عام 1979، وهو أيضًا أول مؤتمر قمة بعد نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس وفق مخرجات قمة بغداد 1978 وذلك رفضًا للقرار الأحادي لمصر بعقد اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني (اتفاقية كامب ديفيد).

وقد ظلت تونس مقرّا للجامعة من حينها إلى غاية عام 1990 تاريخ رفع التعليق على عضوية مصر وعودة مقر الجامعة إلى القاهرة، فيما تولى الديبلوماسي التونسي الشاذلي القليبي الأمانة العام للجامعة خلال هذه العشرية، ليظلّ الديبلوماسي العربي الوحيد من غير الجنسية المصرية الذي تولى الأمانة العامة إلى حد الآن.

نظمت تونس أول مؤتمر قمة عربية على أراضيها عام 1979 وهو أول مؤتمر قمة بعد نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس 

جدّدت قمة تونس، التي انعقدت بدعوة من الرئيس الحبيب بورقيبة من 20 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، الإدانة العربية لاتفاقية كامب ديفيد، كما أدانت قرار مصر بتزويد الكيان الصهيوني من مياه النيل مؤكدة استمرار المقاطعة العربية للنظام المصري.

وأكدت، في بيانها الختامي، أن الصراع مع إسرائيل طويل الأمد، وهو عسكري وسياسي واقتصادي وحضاري، داعية إلى التصدي لمؤامرة الحكم الذاتي ولنقل العاصمة الإسرائيلية إلى القدس وفق نص البيان حينها.

كما أدانت سياسة الولايات المتحدة الأميركية، واعتبارها تؤثر سلبًا على العلاقات والمصالح بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وشددت قمة تونس أيضًا على إدانة العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، والتأكيد على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته الوطنية.

وقد قررت هذه القمة مبدأ عقد القمم بشكل دوري في الدول العربية.

قمة 2004.. الخذلان العربي بعد غزو العراق

استقبلت تونس ثاني قمة عربية على أراضيها سنة 2004 وذلك يومي 22 و23 ماي/آيار، وهي أول قمة بعد سقوط بغداد في أفريل/نيسان 2003، وقد انعقدت أيضًا تزامنًا مع الحصار الإسرائيلي للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وبعيد شهرين من اغتيال قائد حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.

اقرأ/ي أيضًا: القضية الفلسطينية.. أي آمال تُعلق على قمة تونس؟

انتهت هذه القمة إلى بيان ختامي أكد على الالتزام بمبادرة السلام العربية و"اعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة" ونقاط أخرى تعوّدت الجامعة العربية تضمينها في كل قمة دون أي جديد يُذكر، وإن حملت بعض النقاط عبارات شديدة اللهجة لكنها ظلت حبرًا على الورق دون أي تفعيل.

فكانت قمة تأكيد الخذلان العربي بامتياز، وأكثر القمم التي تنطبق عليها القصيدة الشهيرة للشاعر العراقي مظفر النواب ومطلعها "قمم قمم معزة على غنم".

لم تختلف قمة 2004 في تونس عن مثيلاتها من القمم من حيث خواء مضامينها (رابح المغربي/أ.ف.ب)

وتبنت هذه القمة "وثيقة العهد والتضامن" التي اقترحتها المملكة العربية السعودية من أجل تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها مراجعة آليات عمل جامعة الدول العربية، إضافة إلى وثيقة أخرى حملت اسم "التحديث والتطوير"، وذلك في أول اتفاق لإدخال تعديلات على ميثاق جامعة الدول العربية منذ تأسيسها.

وشهدت الجلسة الافتتاحية لقمة تونس 2004 انسحاب الزعيم الليبي معمر القذافي احتجاجًا على جدول أعمالها، وقد أكد القذافي في مؤتمر صحفي عقب انسحابه على دعوته لإقامة دولة واحدة للإسرائيليين والفلسطينيين كحل للصراع في الشرق الأوسط وفق قوله.

وكان من المنتظر أن تنعقد هذه القمة في شهر مارس/آذار 2004 قبل أن تعلن تونس تأجيلها لغياب توافق عربي في ظل الخلافات العربية وبالخصوص الخلافات السعودية السورية. وقد رفض الأمين العام للجامعة وقتها عمرو وموسى ودول عديدة تُعرف حينها بـ"دول الاعتدال" القرار التونسي بالتأجيل، واقترحت مصر استضافتها غير أن تونس تشبثت بعقدها على أراضيها وهو ما تمّ بعد شهرين من موعدها الأولّي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحياة تمرّ حذو القمم العربيّة...

قمة تونس.. "معزى على غنم" مجددًا