30-مارس-2019

تتزامن القمة العربية مع استمرار المخططات لتصفية القضية الفلسطينية (أنس بابا/أ.ف.ب)

 

ساعات تفصلنا عن موعد القمة العربية الثلاثين المزمع إقامتها في تونس يوم الأحد 31 مارس/آذار 2019. هي قمّة عاديّة في ظاهرها استثنائيّة في محتواها في ظلّ وضع عربي معقّد خاصّة مع ما تشهده الأقطار العربية من احتجاجات ومواجهات مسلّحة بالإضافة الى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة تل أبيب على مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967. ويتزامن موعدها مع الذكرى 43 ليوم الأرض الفلسطيني.

عديد الملفات الحارقة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة على طاولة النقاشات أهمّها صفقة القرن، والأزمة المالية الخانقة، والتغوّل الاستيطاني في الضفّة الغربية المحتلّة وعمليات تهويد القدس المحتلّة.

اقرأ/ي أيضًا: هشام جعيّط وآخرون يتحدثون.. ماذا ننتظر من قمة تونس؟

سفير فلسطين بتونس: فلسطين هي مفتاح للسلام والاستقرار في العالم

"القضية الفلسطينية هي نواة صلبة لمراكمة الحلول ليس فقط في الإقليم أو في المنطقة العربية وإنما في الكون كله أمام هذه اللحظات التي يمر فيها المجتمع الدولي بشكل كامل"، هذا ما قاله سفير فلسطين بتونس هايل الفاهوم لـ"ألترا تونس" حول خصوصيّة القضيّة الفلسطينية أمام بقيّة الملفات المطروحة للنقاش في أشغال القمّة العربية.

ويضيف الفاهوم "نحن نأمل من هذه القمة أن تكون رسالتها واضحة، أن العالم لن يحظى لا بسلام ولا باستقرار ولا بأمن طالما هذا الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني لم يرفع خاصة وأن مرجعيات العدالة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني".

سفير فلسطين بتونس أكد ضرورة توجيه القمة العربية رسالة واضحة للعالم حول القضية الفلسطينية

ويؤكّد السفير الفلسطيني أن فلسطين تواجه استراتيجية كونية شاملة مبنية على الحروب وتقسيم الشعوب وأن فلسطين هي مفتاح للسلام والاستقرار وهي بداية لإستراتيجية سلام مبنية على احترام الشعوب وأن الحل عنوانه فلسطين التي ستكون رسالة سلام للعالم، على حدّ تعبيره.

وعن انتظاراته من القمّة، يقول محدّثنا إنّ الشعب الفلسطيني ينتظر دعمًا من الأشقاء العرب أمام العنجهيّة والعمى الذي أصاب الدول الكبرى والتي تدفع إلى مراكمة التدمير، داعيًا إلى تفعيل شبكة الأمان الماليّة التي يعتبر أن لها دورًا أساسيًا في تعزيز صمود ونضال الشعب الفلسطيني.

هايل الفاهوم (سفير فلسطين بتونس) لـ"ألترا تونس": ندعو إلى تفعيل شبكة الأمان الماليّة التي يعتبر أن لها دورًا أساسيًا في تعزيز صمود ونضال الشعب الفلسطيني

ويوضح محدثنا أن "هذه الشبكة ستمنح الأمان لـ400 مليون مواطن عربي من المحيط الى الخليج وشبكة أمان للبشرية كلها إلى حين إسقاط الاستراتيجيات التي تشكل مخاطر على الأمة".

الناطق باسم حركة حماس: صفقة القرن تعني شطب القضية الفلسطينية

في نفس الإطار، يقول الناطق الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري لـ"ألترا تونس": "نتمنى للقمة العربية كل النجاح والتوفيق وأن تخرج بقرارات على مستوى التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية وفي مقدمة ذلك ضرورة توحيد الموقف العربي وعلاج المشكلات بين الأطراف العربية المختلفة وكذلك اتخاذ قرارات جازمة لدعم الموقف الفلسطيني سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد المادي".

ويؤكّد أبو زهري ضرورة رفض صفقة القرن التي تشكل تهديد حقيقيًا للقضية الفلسطينية وللمنطقة العربية بشكل شامل، مضيفًا أن حركة حماس ترفض هذه الصفقة رفضًا مطلقًا لأنها تعني شطب القضية الفلسطينية ومصادرة حقوق الأمة في فلسطين لصالح الاحتلال كما تعني من ناحية أخرى تطبيع الاحتلال في المنطقة وجعله سيدًا فيها.

الناطق الرسمي باسم حركة حماس يأمل أن تصدر القمة العربية قرارات جازمة لدعم الموقف الفلسطيني سياسيًا وماديًا (أشرف عامرة/وكالة الأناضول)

 

ويقول إنّ "حركة حماس لن تكتفي بهذا الموقف المبدئي بل ستتخذ إجراءات على الأرض لتثبيت وتجسيد هذا الموقف"، معتبرًا أن "مسيرات العودة لها عدة أهداف وفي مقدمتها العمل على تعطيل صفقة القرن بشكل عملي". ودعا كل "أطراف الأمة إلى التكاتف مع الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لهذه الصفقة".

وبخصوص الأزمة المالية، يقول محدّثنا إنّ هناك ممارسات تقوم بها الولايات المتحدة والاحتلال الصهيوني بهدف التصعيد ضد حركة حماس بأشكال كثيرة من بينها الحصار المالي على الحركة، مؤكدًا أن لهذا الأمر تأثير ولكن هذه الممارسات لن تفلح في إضعاف الحركة أو دفعها للتراجع عن مواقفها أو أهدافها فهي مستمرة في خططها وبرامجها على طريق تحرير فلسطين، حسب تعبيره.

سامي أبو زهري (الناطق الرسمي باسم حماس) لـ"ألترا تونس": مسيرات العودة لها عدة أهداف وفي مقدمتها العمل على تعطيل صفقة القرن بشكل عملي

ودعا إلى ضرورة تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده لما يتعرض له من جرائم اسرائيلية وخاصة في غزّة المحاصرة التي قال إنها تتعرّض لحصار إسرائيلي قاتل.

يذكر أنّ القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين جاءت بعد حديث السلطة الفلسطينية عن استيلاء إسرائيل على نحو 139 مليون دولار (سنويًا) من عائدات الضرائب (المقاصة)، كإجراء عقابي على تخصيص السلطة الفلسطينية جزءًا من تلك الإيرادات لدفع رواتب للمعتقلين وعائلات الشهداء.

اقرأ/ي أيضًا: في لزوم تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني

وعن قرارات بعض الدول نقل سفاراتها لمدينة القدس، يقول الناطق الرسمي باسم حركة حماس "نحن نرفض هذه القرارات وهي خطيرة وتمثّل انتهاكًا للقرارات الدولية وتعديًا على حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية. كما تمثل حالة استعداء للشعوب الأمة".

واعتبر أن أي دولة تتخذ مثل هذا القرار تشكل اصطفافًا في مواجهة الأمة وسيُنظر لها على أنها طرف معادي محذرًا "أي طرف من اتخاذ قرار من هذا النوع".

وحول التسويات السياسية، يؤكّد أبو زهري أهميّة العمل السياسي وقيمته مبينًا أن هذا العمل يجب أن يستند على قاعدة المقاومة ويعمل على ترجمة إنجازات المقاومة وتحويلها على أرض الواقع، مبرزًا أن التسوية بمعنى المفاوضات التي تؤدي إلى تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني مثلما جرى في أوسلو فهذا الأمر يرفضه الشعب الفلسطيني وتجمع عليه القوى الفلسطينية، حسب قوله.

ويختم محدّثنا قائلًا: "نحن في حركة حماس نعتمد مشروع المقاومة لتحرير أرض فلسطين لأنّ كل تجارب التحرير اعتمدت على الثورة والمقاومة لتحرير أرضها من الاحتلال".

نصر الدين بن حديد: القمّة لن تغيّر من الواقع شيئًا

في المقابل، يؤكد الصحفي والمحلل السياسي نصر الدين بن حديد لـ"ألترا تونس" أن القمة العربية المنعقدة بتونس لن تغيّر من الواقع شيئًا، وفق تقديره، وذلك ردًا على سؤال حول انتظارات الشارع العربي والفلسطيني من مخرجات القمة. وبيّن أنه "لن تكون هناك مفاجأة في هذه الدورة وسيكتفي القادة العرب ببيانات العادة ولن يتغيّر شيء على مستوى الواقع".

نصر الدين بن حديد: " القمة ستبقى عند موقفها من إعلان بيروت ومن مبادرة السلام العربية"

ويضيف بن حديد أن" القمة ستبقى عند موقفها من إعلان بيروت ومن مبادرة السلام العربية". وبخصوص صفقة القرن، يقول بن حديد إنّه إلى حد الآن لم ينشر أي بيان رسمي صادر عن أي دولة عربية يساند أو يرفض هذه الصفقة، مشيرًا إلى أن الأزمة المالية التي تعيشها الدولة الفلسطينية هي إحدى تمظهرات الأزمة السياسية القائمة بين الضفة وغزة، على حدّ تعبيره.  

ويؤكّد محدّثنا أنّ الوضع سيستمر على حاله مع تغيرات طفيفة لن تغير من جوهر الموضوع شيئًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قراءة في كتاب "تطوّر الخطاب السياسي في تونس تجاه القضية الفلسطينية"

فلسطينيون في أرض الخضراء: كيف نشفى من حب تونس