26-أكتوبر-2022
التلميذ كريم اللوز مع عائلته

التلميذ كريم اللوز رفقة عائلته

 

كريم اللوز (18 سنة) طالب تصدرت أخباره مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أنصفه القضاء التونسي، في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وتحصل على شهادة البكالوريا/الثانوية العامة بمعدل 17.54 ليتقدم بمطلب لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي حتى يتم توجيهه إلى كلية الطب بصفاقس، مسقط رأسه، والمدينة التي يقول إنه "يعشقها ولن يتركها مهما كانت الإغراءات وإنه ابن هذا الوطن رغم كل ما حدث معه إلا أنه باق فيه وفيه سيحقق أحلامه"، هكذا يقول الشاب اليافع بنبرة مثخنة بالتفاؤل والإيجابية لـ"الترا تونس".

كريم اللوز (18 سنة) لـ"الترا تونس": "أكملت ما تبقى من اختبارات البكالوريا بين الأمل واليأس وكنت أتساءل أي حظ هذا لأتورط في هذه المشكلة وأنا التلميذ المتميز"

الشاب التونسي كريم اللوز، الذي تميز طيلة مشواره الدراسي والعلمي وكان من تلاميذ المعهد النموذجي بصفاقس، بدأت قصته عندما دخل لاجتياز امتحان الباكالوريا ناسيًا تمامًا أن هاتفه المحمول في جيب سرواله.

"حال دخولي القاعة تفطنت إلى الهاتف ولم يكن الامتحان قد انطلق فسارعت بتسليمه للمراقبين والذين قاموا بدورهم بتحرير تقرير في الغرض"، يقول كريم اللوز لـ"الترا تونس".

ويضيف اللوز "كنت يومها بصدد اجتياز امتحان الإعلامية ولم أتخيل أن يحدث ذلك معي وأن أنتقل من التفكير في تحقيق حلمي بأن أكون من الأوائل المتميزين إلى تلميذ متهم يفكر في مصير هذا الامتحان وهل سيتم حرمانه من اجتيازه وعدد السنوات التي سيعاقب خلالها وغير ذلك من الأسئلة".

واصلت اجتياز الامتحان، يقول محدث "الترا تونس"، "رغم التحاق مدير المعهد بالقاعة وطلبه بطاقة تعريفي وإعلامي أن استجوابًا ينتظرني حال انتهاء توقيت الاختبار. وقد استمر الاستجواب تقريبًا ساعة وأنا التلميذ الذي كنت أستعد لمراجعة مادة العربية لاجتيازها في اليوم نفسه، وجدت نفسي متهمًا لكني كنت صادقًا في كل حرف قلته".

ويواصل حديثه "أكملت ما تبقى من اختبارات في إطار البكالوريا بين الأمل واليأس  وكنت أتساءل أي حظ هذا لأتورط في هذه المشكلة وأنا الذي كنت فرحًا بعد اجتيازي امتحانات الرياضيات والفيزياء في اليومين الأولين وكنت على يقين أني  سأنجح بمعدل 19 من 20".

 

 

وأعلم كريم اللوز ما حدث معه لوالديه، وهنا تتدخل معنا والدته رابعة هدريش اللوز، وهي أستاذة قانون في جامعة صفاقس، لتؤكد لـ"الترا تونس" أنها تود أن تتقدم بجملة من التوضيحات القانونية للعائلات التونسية حتى يتسنى لها مواجهة هذا الإشكال خاصة وأن مئات الرسائل وصلت ابنها وكلها أسئلة عن المسار الذي اتبعه حتى ينصفه القضاء مما تعتبره مظلمة سلطت عليه، إذ تتم في حالات مشابهة معاقبة ورفت عدد من التلاميذ في ظل جهل بالقانون وإجراءاته وتعتيم إداري.

أستاذة قانون في جامعة صفاقس لـ"الترا تونس": "مع صدور النتيجة بإلغاء امتحان الباكالوريا بسبب الغش، قمنا برفع قضية استعجالية لدى المحكمة الإدارية استنادًا لمعاينة عن طريق عدل منفذ للإرسالية القصيرة الحاملة للنتيجة"

"أول إجراء هو التحري في وقائع الحادثة من ابني ومن مدير المعهد وهي خطوة مهمة جدًا وتأكدنا أن الواقعة لا تستوجب حسب المنطق العقوبة ولا بد أيضًا من التثبت من المعلومات التي تم إدراجها في التقرير الإداري"، تقول والدة كريم لـ"الترا تونس".

وتتابع "مع صدور النتيجة بإلغاء امتحان البكالوريا دورة 2022 بسبب الغش، قمنا برفع قضية استعجالية لدى المحكمة الإدارية بتونس استنادًا لمعاينة عن طريق عدل منفذ للإرسالية القصيرة الحاملة للنتيجة وهي نقطة مهمة جدًا لأن بعض الاولياء يتوجهون إلى المندوبيات الجهوية للتعليم التي لا يمكن أن تفيد في هذه المسألة".

وتوضح خلال حديثها لـ"الترا تونس" "فمن اليوم الأول لصدور نتيجة الامتحان يمكن رفع القضية وبما أن القضاء الاستعجالي لا يكون في عطلة قضائية فقد تحصلنا على القرار القاضي بإيقاف تنفيذ قرار إلغاء نتائج التلميذ كريم اللوز في دورة 2022 في 2 سبتمبر/أيلول 2022".

والدة الطالب كريم اللوز لـ"الترا تونس": "سرعة التحرك واللجوء للقضاء هو الذي أنقذ السنة الدراسية بالنسبة لابني ولا بد أن يكون الأولياء على دراية بالمسار القانوني السليم في هذه الحالات"

"فسرعة التحرك واللجوء للقضاء هو الذي أنقذ السنة الدراسية بالنسبة لابني كريم إذ لم ننتظر القرار الوزاري الثاني المحدد للعقوبة والذي يصدر في شهر سبتمبر والذي وصلنا وكان يقضي برفت كريم من كل المعاهد العمومية وحرمانه من اجتياز امتحان الباكالوريا دورة 2023".

وتؤكد أستاذة القانون بجامعة صفاقس رابعة هدريش اللوز "أولاً لا شك أن وجود قرارات قضائية قاضية بتوقيف تنفيذ القرارات الإدارية هي أكبر دليل على وجود مشكل في القانون في حد ذاته أو في تطبيقه والقانون في هذه المادة هو قرار وزاري وبالتالي يسهل تعديله أو قد يكفي تفصيله بذكر حالات الغش أو محاولات الغش حالة بحالة فلا يترك مجالاً للاجتهاد ولا يختلف تطبيقه من مركز امتحان إلى آخر ونحقق بذلك مبدأ المساواة أمام القانون من ناحية ومن ناحية أخرى نشيد بالآليات التي تعتمدها الوزارة من أجل توعية التلاميذ بهذا القانون من خلال اجتماعات بهم وبالأولياء أيضًا".

وتتابع "ويحبذ أن تكون هذه الاجتماعات منذ بداية السنة الدراسية ومع تكليف شخصين أيام الامتحان بتذكير التلاميذ أمام باب المركز بتسليم الهواتف للأولياء أو بالتوجه للقاعة المخصصة للهواتف المحمولة داخل المركز، وهي قاعة تخصص لإيداع هواتف التلاميذ الذين يتفطنون لحملها معهم سهوًا، وهو ما يذكره المنشور الوزاري لكن الإشكالية، بحسب الأستاذة هدريش، تبقى دائمًا في التطبيق إذ لا بد من تشديد الرقابة على ضرورة احترام هذه الإجراءات من قبل رؤساء المراكز حتى لا يحرم بعض التلاميذ من مزاياها وهو ما قد تكون نتيجته وخيمة.

 

كريم اللوز يحتفل مع أصدقائه بعد تمكنه من شهادته

التلميذ كريم اللوز يحتفل مع أصدقائه بعد إنصافه وحصوله على شهادته