29-سبتمبر-2022
طلبة الجامعات التونسية

عائدة الرياحي امرأة من مواليد 1972 تم رفض مطلبها بالتمتع بالسكن الجامعي لتجاوزها السن المسموح بها قانونيًا (صورة توضيحية/ فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

حظت قصة مواطنة تونسية، من مواليد 1972، كانت قد اجتازت مناظرة البكالوريا لسنة 2022، بتضامن ومساندة واسعين وذلك على خلفية رفض مطلبها بالالتحاق بمبيت جامعي نظرًا لتجاوزها السن المسموح بها قانونيًا للتمتع بالسكن الجامعي وهي 26 سنة.

حظت قصة عائدة الرياحي، وهي من مواليد 1972 وكانت قد اجتازت مناظرة بكالوريا 2022، بتضامن واسع على خلفية رفض مطلبها بالتمتع بالسكن الجامعي

ودوّنت عائدة الرياحي، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022، على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك: "أنا المواطنة عائدة الرياحي المنفوخي من مواليد 1972 امرأة وأم تونسية في العقد الخامس من العمر، وبعد 29 سنة من الانقطاع عن الدراسة لم يمت في خاطري حلم النجاح في البكالوريا ووفقت هذه السنة في المناظرة  أنا وابني"، مضيفة: "أتممت كل إجراءات التوجيه الجامعي كغيري من الناجحين الجدد وتم توجيهي  للمعهد العالي للفنون الجميلة بنابل، وكلّي حماس لمواصلة مسيرة الدراسة الجامعية وتحقيق حلمي الذي طالما انتظرته سنين طوال". 

واستدركت الرياحي القول: "لكن ماراعني إلا أنه تم رفض مطلب المبيت الجامعي والسبب هو تجاوزي السن المسموح بها للتمتع بالسكن الجامعي وهو 26 سنة، علمًا أن وضعيتي الاجتماعية والمادية لا تسمحان لي  بالكراء". 

وتساءلت، في هذا الصدد: "كيف يكون السن عائقًا أمام السكن الجامعي ولا يكون عائقًا أمام الدراسة والنجاح في المناظرة الوطنية؟ أي قانون هذا الذي يحرم طالبًا تونسيًا مهما كانت سنه من حقه في الدراسة والانتفاع بسكن جامعي يحفظ كرامته؟".

عائدة الرياحي: "كيف يكون السن عائقًا أمام السكن الجامعي ولا يكون عائقًا أمام الدراسة والنجاح؟ أي قانون هذا الذي يحرم طالبًا مهما كانت سنه من حقه في الدراسة والانتفاع بسكن جامعي يحفظ كرامته؟"

وطالبت عائدة الرياحي وزير التعليم العالي بـ"تمتيعها بفرصة سكن جامعي لضيق إمكانياتها المادية  كي تمارس حقها في الدراسة والمعرفة". كما دعت إلى "مراجعة القوانين القديمة التي تحرمها وأمثالها من حقها في التعليم كغيرها من الطلاب الجدد"، وفق ما جاء في تدوينتها.

الكاتب كمال الرياحي:  أي معنى للقوانين أمام الكفاح الطويل لامراة جارت عليها الحياة وناضلت من أجل أن تلاحق حلمها وتستجير به؟

وقد لقيت قصة الطالبة عائدة الرياحي تضامنًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ودوّن الكاتب كمال الرياحي، على صفحته بفيسبوك: "أي معنى للقوانين أمام الكفاح الطويل لامراة جارت عليها الحياة وناضلت من أجل أن تلاحق حلمها وتستجير به؟"، موجهًا "دعوة للإعلاميين والجمعيات وكل مواطن قادر على التدخل وإنقاذ هذا الحلم الصغير ومن قبلها الدولة لعلها تراجع نفسها"، وفقه تعبيره.

وعبر القاضي عمر الوسلاتي، في تدوينة له على فيسبوك، عن تضامنه مع الطالبة، مدونًا: "كل التضامن مع عائدة الرياحي بعد أكثر من خمسين سنة تريد أن تمارس حقها في التعليم  وأن تتمتع كغيرها بالسكن الجامعي، لكن كما تقول عائدة القوانين لا تعترف لها كغيرها من الناجحين بهذا الحق باعتبار أن السن الأقصى للقبول في المبيتات الجامعية هو 26 سنة؟".

طالب نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بضرورة تمكين عائدة الرياحي من الحق في المبيت الجامعي، معتبرين أن العلم لا يستوجب عمرًا محددًا وأن على الدولة ضمان ذلك

كما طالب نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بضرورة تمكين عائدة الرياحي من الحق في المبيت الجامعي، معتبرين أن العلم لا يستوجب عمرًا محددًا وأن على الدولة ضمان ذلك.

 

يشار إلى أن القرار الصادر عن وزير التعليم العليم العالي والبحث العلمي المؤرخ في 18 جانفي/يناير 2016 والمتعلق بضبط شروط ومقاييس إسناد السكن الجامعي و كذلك معاليم المساهمة المالية للطلبة، ينصّ على أن من بين شروط التمتع بالمبيت الجامعي "ألا يتجاوز سن الطالب 26 سنة في تاريخ تقديم المطلب الجامعي".

 

صورة
الفصل الأول من قرار وزير التعليم العالي المؤرخ في 18 جانفي 2016 المتعلق بضبط شروط ومقاييس إسناد السكن الجامعي