18-سبتمبر-2023
صفاقس العامرة مهاجرين

المعتمد الأول بصفاقس قال إنه تم الاتفاق مع هؤلاء المهاجرين لنقلهم من الساحات العامة في صفاقس المدينة إلى معتمدية العامرة (فيسبوك)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، أنّ قوات الأمن التونسي أخلت صباح الأحد 17 سبتمبر/ أيلول 2023، بولاية صفاقس، ساحة (باب الجبلي) حيث كان يتواجد بها نحو 500 مهاجر غير نظامي من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء".

رمضان بن عمر: قوات الأمن أخلت صباح الأحد 17 سبتمبر بصفاقس، ساحة (باب الجبلي) حيث كان يتواجد بها نحو 500 مهاجر غير نظامي

وأضاف بن عمر في تصريحه لوكالة "فرانس برس"، أنه "تم دفع هؤلاء المهاجرين للتفرق على شكل مجموعات صغيرة تنقلت في اتجاه مناطق ريفية وفي اتجاه مدن أخرى".

وقد اتضحت وجهة رحلات الإخلاء هذه أخيرًا، إذ تبيّن أنّه وقع نقل المهاجرين إلى معتمدية العامرة التي شهدت حالة احتقان في صفوف متساكنيها ليل الأحد، بعد نقل مئات المهاجرين غير النظاميين من ساحة الجبلي بصفاقس.

معتمدية العامرة تعدّ نقطة انطلاق لعمليات الهجرة غير النظامية ما يطرح علامات الاستفهام حول سبب اختيارها لنقل المهاجرين إليها بالتحديد

يشار إلى أنّ وسائل إعلام محلية، من بينها إذاعة "الديوان أف أم"، قد نقلت أنه تم إخلاء الساحات العامة، مثل ساحة رباط المدينة وباب الجبلي، وأنّ المعتمد الأول أكد أن عملية الإخلاء كانت بالتفاوض مع المهاجرين وبصفة طوعية، لكن عديدالنشطاء تساءلوا "لماذا تم اختيار منطقة العامرة بالذات؟ خاصة وأنها النقطة الأخيرة قبل ركوب البحر وتعدّ نقطة انطلاق لعمليات الهجرة أيضًا".

 

 

وقد طرح الأمر عديد نقاط الاستفهام بالنسبة للمواطنين، الذين عبّر بعضهم على منصات التواصل الاجتماعي عن أنّ هذا الحلّ لا يعدّ سوى "ترحيل للأزمة".

 

 

وتواجه تونس موجات قياسية من تدفقات المهاجرين غير النظاميين هذا العام وكوارث متكررة نتيجة غرق قوارب للمهاجرين بعضهم من التونسيين أو من إفريقيا جنوب الصحراء أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية.

وتنطلق معظم القوارب التي تحمل المهاجرين من ساحل مدينة صفاقس الجنوبية، وهو ما مثل السبب الرئيسي لتوافد آلاف المهاجرين الذين لا يحملون أوراقًا ثبوتية على مدينة صفاقس في الأشهر القليلة الماضية بهدف السفر إلى أوروبا في قوارب يديرها مهربون مما أدى إلى أزمة هجرة غير مسبوقة في تونس.

طرح نقل المهاجرين من صفاقس المدينة إلى معتمدية العامرة عديد نقاط الاستفهام بالنسبة للمواطنين، الذين عبّر بعضهم عن أنّ هذا الحلّ لا يعدّ سوى "ترحيل للأزمة"

وكان الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد أكد أنّ "هناك عمليات انطلاق للهجرة غير النظامية من تونس، وأخرى من ليبيا، لكنّ الطرف الإيطالي والأوروبي يحاول دائمًا التركيز أكثر على الجانب التونسي لمزيد الابتزاز والدفع نحو مقاربات أمنية ولتشديد المراقبة من الجانب التونسي".

وتابع: "الاتحاد الأوروبي أغلق كل المنافذ بما فيها المنفذ مع ليبيا من خلال اتفاقيات قام بها مع عديد الميليشيات الليبية وتم الدفع بالمهاجرين بطريقة غير مباشرة لعبور الصحراء الجزائرية نحو تونس، لافتًا إلى أنّ "السلطات التونسية تغمض عينيها دائمًا على الطريق عبر الغرب التونسي، أي عبر الحدود الجزائرية، ربما لأسباب سياسية"، على حد قوله.

وتتعرض تونس لضغوط قوية من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، الذي تعهد أيضًا بتقديم مليار يورو من أموال التكتل لمساعدة الاقتصاد التونسي المنهك مقابل وقف تدفق المهاجرين. ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل مشترك "ببعثة بحرية إن لزم الأمر" لمنع المهاجرين من عبور البحر المتوسط من شمال إفريقيا.