22-فبراير-2022

عبد اللطيف المكي: قيس سعيّد في طور إرساء نظام شمولي انفرادي (ياسين القايدي/ الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الوزير السابق والقيادي السابق بحركة النهضة عبد اللطيف المكي، الثلاثاء 22 فيفري/شباط 2022، إنّ "الرئيس التونسي قيس سعيّد لا يؤمن بالحوار، يؤمن بأنه معصوم وما على الآخرين سوى اتباعه، وهو في طور إرساء نظام شمولي انفرادي"، مضيفًا: "لا ثقة لديّ في سعيّد الذي عرض عليه اتحاد الشغل مبادرة حوار وطني ورفضها، ولعب على توظيف إشكاليات البرلمان عوض حلّها".

عبد اللطيف المكي: قيس سعيّد عطّل الحوار وأجّج الخصومات كي يوظّفها ويبرّر ما قام به في 25 جويلية، وهو الآن يقود البلاد إلى مأزق أكبر مما كانت عليه قبل ذلك التاريخ

وأوضح عبد اللطيف المكي أنه "لا يتفهّم قيس سعيّد الذي ترشّح على أساس صلاحيات دستورية معيّنة، فالدستور أعطى للرئيس الأدوار السامية التي هي مظلة الأمن القومي والسياسة الخارجية، فضلًا عن المبادرات التشريعية، لكن لم نر لسعيّد فريقًا قانونيًا يشتغل على مبادرات تشريعية، وهو الآن يقود البلاد إلى مأزق أكبر مما كانت عليه قبل 25 جويلية/ يوليو".

وعدّ المكي لدى حضوره بإذاعة "الجوهرة أف أم"، أنّ هناك أطرافًا "حرّضت الرئيس التونسي على استعمال الفصل 80، وهذه الأطراف كانت من وتّر الأجواء داخل البرلمان ورذّلها، فضلًا عن رئاسة الغنوشي للبرلمان التي كنت معترضًا عليها سياسيًا، وأضاف: "سعيّد عطّل الحوار وأجّج الخصومات كي يوظّفها ويبرّر ما قام به في 25 جويلية/ يوليو" حسب وصفه.

عبد اللطيف المكي: راشد الغنوشي غير ديمقراطي، همّش الأصوات المخالفة وتحدّاها، وكان لقيادة حركة النهضة جزء هام من المسؤولية في حدوث الانقلاب الذي كان يمكن الحيلولة دون وقوعه بسياسات وقائية فعّالة

وحول علاقته الحالية بحركة النهضة قال المكي: "لا علاقة تنظيمية وسياسية لي بحركة النهضة، ومساندتي لنور الدين البحيري هي قضية إنسانية حقوقية يقوم بها الفرد مهما كان موقعه، وقد اختلفت مع النهضة حول الأفكار السياسية وإدارة ملفات الحكم، والقطرة التي أفاضت الكأس كانت حدوث الانقلاب في تونس" وفقه.

وتابع المكي: "جزء هام من المسؤولية في حدوث هذا الانقلاب، كان لقيادة حركة النهضة، بمعنى أنه كان يمكن الحيلولة دون وقوعه بسياسات وقائية فعّالة، لكن هذا لم يقع رغم التنبيهات المتكرّرة التي حدثت داخل الحركة ووُجهت لرئيس الحركة راشد الغنوشي، الذي همّش هذه الأصوات المخالفة وتحدّاها، وهو غير ديمقراطي، ولديه تصوّر للقيادة قائم على فكرة أنّ الزعيم هو الكلّ" حسب تعبيره.

وأضاف عبد اللطيف المكي: "الزعامة يجب أن تكون إضافة للمؤسسات وليس على حسابها، وكنا نعتقد منذ 2012 أنّ قرارات الغنوشي أخطاء في التقدير، وعندما أدركنا أنها منهج في التفكير والتسيير، مررنا إلى سياسات أقوى، مثال ذلك ما وقع في المؤتمر العاشر للحركة، إذ كانت مشكلتنا معه هي الاختيارات في البلاد، ومسألة التوافق والحوار الوطني، وانتخابات 2019، ورئاسته للبرلمان من عدمها" حسب تقديره.

وأشار المكي إلى أنّ الغنوشي "احتكر المسائل المالية والإعلامية والعلاقات الخارجية والوطنية، وهي طريقة تقليدية في التسيير"، رافضًا قيادة راشد الغنوشي ومن سانده في ذلك الأسلوب من القيادة، وفق قوله.

اقرأ/ي أيضًا: ضعف ثقة في الأحزاب وخذلان من سعيّد: أي مستقبل لتحركات الشارع في تونس؟

وبخصوص الاتهامات الموجهة إليه في علاقة بصندوق 1818، قال المكي: "أكثر ملف تبرعات فيه شفافية هو ملف 1818، ويمكن لأي كان التأكد من مآل هذه الأموال عبر حقّ النفاذ إلى المعلومة بوزارة الصحة، إذا كان سعيّد مازال يسمح بهذه الآلية، وهناك من حاول نبش هذا الموضوع من طرف أنصار قيس سعيّد فلم يجدوا شيئًا، إذ كانت هناك لجنة تشرف على مصاريف 1818 تحتوي على عديد الوزارات فضلًا عن ممثّلين من منظمة الأعراف واتحاد الشغل، فلا صحة لكل ما يثار حوله" وفقه.

وردّ المكي أيضًا على اتهامات كانت قد طالته تتعلّق بشهائده العلمية، وأكد أنه خرّيج كلية الطب بتونس، وقال: "روّجوا أنّي لستُ طبيبًا وأنّي ممرّض، وإن كان يشرّفني أن أكون ممرّضًا فإنّ هذه كذبة نشرها كاهية مدير طردته لمّا ترأست الوزارة، على خلفية ملفات فساد" وفق وصفه.

عبد اللطيف المكي: لا بدّ من برلمان معدّل على مستوى رئاسته وقانونه الداخلي مع عدم عرض أعماله على التلفزة بل عبر قناة يوتيوب، ويجب أن يعود بضعة أشهر للاشتغال بصلاحيات معينة

وحول تصريح راشد الغنوشي من أنّ البرلمان عائد لا محالة، قال المكي: "البرلمان لا يعود بالتمنّي بل بالاشتغال، وأدعو إلى الاستجابة للاعتراضات الموضوعية التي أبداها الرأي العام حول البرلمان، إذ لا بدّ من برلمان معدّل على مستوى رئاسته وقانونه الداخلي مع عدم عرض أعماله على التلفزة بل عبر قناة يوتيوب، ويجب أن يعود بضعة أشهر للاشتغال بصلاحيات معينة، فلا توجد دولة بلا برلمان" وفق تأكيده.

ولاحظ الوزير الأسبق وجود "لوبيات محتكرة تراكم الثروة بلا قيمة مضافة حقيقية، لا تريد هذه اللوبيات أن تكون البلاد محكومة بسياسيين مستقيمين"، معربًا عن استعداده للترشّح مستقبلًا في الانتخابات، ولافتًا إلى مساعي تأسيس حزب جديد، ودعا الشباب إلى الانخراط في الهياكل السياسية المختلفة لتقديم البدائل" وفق تصريحه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المكي: هناك قوى ولوبيات تستخدم الرئيس وتريد التنفذ من خلاله صلب الدولة

أحزاب ومنظمات في تونس تتجه بخطى ثقيلة لإجراء "حوار وطني مشروط"