23-أكتوبر-2021

شدد الطاهري على أهمية مشاركة النسيج المتنوع للمنظمات التونسية في الحوار الوطني (الشاذلي بن إبراهيم/ NurPhoto)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

دعا الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلى تشريك الأحزاب السياسية والمنظمات في الحوار الوطني المزمع تنظيمه من طرف الرئاسة التونسية.

الطاهري: "الحوار الوطني لا يجب أن يستثنى من المشاركة فيه إلا الأحزاب التي أقصت نفسها بنفسها من خلال تأليبها وتحريضها لجهات خارجية من أجل الإضرار بتونس"

وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد سامي الطاهري في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، السبت، إن "الحوار الوطني لا يجب أن يستثنى من المشاركة فيه إلا الأحزاب التي أقصت نفسها بنفسها من خلال تأليبها وتحريضها لجهات خارجية من أجل الإضرار بتونس".

وأكد أن اتحاد الشغل يعتبر أن الحوار مع الشباب هو مسألة استراتيجية ودائمة بالنظر إلى أهمية هذه الفئة العمرية التي تضم كفاءات عالية وكذلك تمثل المعطلين عن العمل والشباب بالجهات، لكنه ليس رهانًا مرتبطًا بالأزمات كالأزمة الراهنة التي تعيشها تونس نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

وبيّن أن الحوار في ظرف الأزمات الذي يعد آلية لتجميع الفرقاء حول الإصلاحات يتطلب من الرئاسة إعداد المضامين والآليات مع مختلف مكونات الحوار حتى يحقق غايته.

وشدد على أهمية مشاركة النسيج المتنوع للمنظمات التونسية في الحوار الوطني، خاصة تلك التي كان دورها ولا يزال فعالاً في تأطير الشباب ومن بينها بالخصوص الهلال الأحمر التونسي و"أنا يقظ" و"مراقبون" و"جمعية النساء الديمقراطيات" والاتحادات الوطنية.

وكشف، في سياق آخر، عن شروع الاتحاد في التحاور مع الحكومة من خلال انعقاد لقاء مع وزيري الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، لافتًا إلى أن المنظمة العمالية طلبت من الحكومة اطلاعها على ما يتم إعداده حول الميزانية التكميلية للدولة.

كما التقى ممثلون عن المنظمة الشغيلة وزراء النقل والشؤون الدينية والبيئة في إطار استئناف الحوار مع الحكومة الجديدة، وفق ما صرح به الطاهري، معلنًا عن عقد لقاء مساء الأربعاء المقبل بين رئيسة الوزراء نجلاء بودن وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي.

دعا الرئيس التونسي إلى إحداث منصات للتواصل الافتراضي في كل المعتمديات في أقرب الآجال لتمكين الشعب من المشاركة في "حوار وطني حقيقي"

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد كلّف، الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي لدى استقباله بقصر الرئاسة بقرطاج، بإحداث منصات للتواصل الافتراضي في كل المعتمديات في أقرب الآجال لتمكين الشباب، خصوصًا، وكافة فئات الشعب التونسي عمومًا، من المشاركة في "حوار وطني حقيقي" عبر عرض مقترحاتهم وتصوراتهم في كافة المجالات، وفق تعبيره.

واعتبر الرئيس، وفق مقطع فيديو نشرته رئاسة الجمهورية، أن العملية ستكون بمثابة نوع جديد من الاستفتاء، وستكون عبارة عن استمارة توزّع على شبكات التواصل الافتراضي حول المقترحات والتصورات، خاصة منها المتعلقة بالدستور والنظام الدستوري والنظام الانتخابي ثم يقع تأييدها وسيصدر ذلك في أمر رئاسي، مؤكدًا: "سنعمل على أن يكون ذلك في وقت قياسي، لأننا في سباق ضد الزمن"، وفق تعبيره.

وأشار سعيّد إلى أنه "سيعقب ذلك اجتماعات سيتم عقدها في كل معتمدية من معتمديات الجمهورية بين الأطراف المعنية وكل من يتقدم بمقترح ليقع بعد ذلك العمل على تأليف المقترحات الصادرة عن الشعب التونسي"، على حد قوله.

وأردف أنه سيتم بعد ذلك المرور إلى الاستفتاء "التقليدي" الذي قال إنه "يجب أن يكون محاطًا بكل الضمانات ليحقق إرادة الشعب ولا يكون أداة للدكتاتورية المقنعة"، وفق تعبيره.

وكان الرئيس سعيّد قد قال، الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنه "سيتم إطلاق حوار وطني يشارك فيه الشباب في كامل التراب التونسي، يكون مختلفًا تمامًا عن التجارب السابقة ويتطرّق إلى عدّة مواضيع من بينها النظامين السياسي والانتخابي في تونس"، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية.

وأوضح، لدى إشرافه على اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بقصر الرئاسة بقرطاج، أن "هذا الحوار سيتم في إطار سقف زمني متفق عليه وضمن آليات وصيغ وتصورات جديدة تُفضي إلى بلورة مقترحات تأليفية في إطار مؤتمر وطني"، مشدّدًا على أنه "لن يشمل كلّ من استولى على أموال الشعب أو من باع ذمّته إلى الخارج"، حسب تعبيره.

الطبوبي: "نقولها منذ الآن، اتحاد الشغل لن يقبل التوجه إلى العمل وفق ما يعرف بـ'اللجان الشعبية'!"

من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، صباح السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر العادي العاشر للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، في تعليقه على حديث الرئيس قيس سعيّد عن السيادة الوطنية: "كلنا وطنيون، ولا يحق لأحد أن يزايد على غيره بالوطنية، فهي ممارسة ومواقف".

وتابع: "الوطنية لا تكون بمدّ الأيدي لدول أجنبية لطلب الإعانات من جهة والقيام بعنتريات من جهة ثانية فلا أحد سيلتفت إلينا في المحافل الدولية بهذه المواقف"، مردفًا: "كما أن الحديث عن السيادة الوطنية لا يستقيم والحال أن وضع التصنيف السيادي لتونس ينخفض العام تلو الآخر، وضريبة ذلك ستكون على مستوى المعيشة والمؤشرات الاقتصادية"، وفق تأكيده.

وشدد الطبوبي على أن اتحاد الشغل لن يعطي صكًا على بياض لأيٍّ كان، ولا يمكن أن يقبل المضيّ بالبلاد نحو المجهول وبالتالي فهو يطالب الرئيس بتحديد الخيارات والمضامين السياسية التي يتجه فيها ليحدد إن كان سيوافقها أو يعارضها، وفق تعبيره، مستدركًا: "نقولها منذ الآن، اتحاد الشغل لن يقبل التوجه إلى العمل وفق ما يعرف بـ'اللجان الشعبية'!".

الطبوبي: كيف يمكن أن "نجلد" الأحزاب؟ أي ديمقراطية في العالم لا تُبنى إلا بالأحزاب، والأحزاب تُحاسب بالصندوق، و'إرادة الشعب' هي التي تُسقط طرفًا وتعطي الثقة لطرف آخر"

وأضاف: كيف يمكن أن "نجلد" الأحزاب؟ أي ديمقراطية في العالم لا تُبنى إلا بالأحزاب، والأحزاب تُحاسب بالصندوق، و'إرادة الشعب' هي التي تُسقط طرفًا وتعطي الثقة لطرف آخر"، وفقه.

وتساءل أمين عام المركزية النقابية موجهًا خطابه للرئيس: "هل ترى أن الحل يكمن في تقسيم التونسيين والصدام بينهم، وكل أسبوع تنزل مجموعة للشارع لمعارضة الأخرى.. هذا ليس مسموحًا به"، مستطردًا: "دور الرئيس تعديل الأوتار وتكريس عقلية مجتمعية تضامنية وطنية حول مشروع وطني قادر على تجميع الناس، لأن الأزمة الموجودة هي أزمة ثقة بين الحاكم والمحكوم، وطالما لم تحلّ هذه المشكلة فإن أزمة تونس لن تُفضّ"، حسب رأيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الطبوبي: اتحاد الشغل لن يقبل بالعمل وفق "لجان شعبية"! (فيديو)

سعيّد يكلف وزير الاتصال بإحداث منصات افتراضية للمشاركة في الحوار الوطني