الترا تونس - فريق التحرير
أعلن الناشط السياسي الصافي سعيد الأربعاء 17 أفريل/ نيسان 2024 ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس، المقررة خلال سنة 2024، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، وإصدار برنامج انتخابي في الغرض.
الناشط السياسي الصافي سعيد يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس، المقررة خلال سنة 2024، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، وإصدار برنامج انتخابي في الغرض
وقال الصافي سعيد خلال ندوة صحفية، "نريد الكثير ولكن ماذا نستطيع أن نفعل؟ أين نحن؟ ماذا علينا أن نفعل؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ ما هي رؤيتنا؟ ما هو طريقنا؟ ومن هذا المنطلق عزمت على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة هذا العام حتى أكون في مستوى اللحظة، وأشارك وأساهم في الإجابة عن هذه الأسئلة".
وتابع الصافي سعيد "نأتي أحيانا إلى الحكم ولكن دون برامج ودون خيال سياسي، ونأتي إلى الحكم بنزعات انتقامية وشعبويات ودون دراية بالسياسة الدولية والإقليمية.. ونبدأ هكذا وكأنما تونس بدأت البارحة".
-
الصافي سعيد يقدّم أبرز ملامح برنامجه الانتخابي على المستوى السياسي
وفيما يتعلق ببرنامجه الانتخابي أكد الصافي سعيد أنه يقوم على عدة إجراءات سيعمل على تنفيذها على أرض الواقع في ظرف 180 يوم في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
الصافي سعيد: من بين نقاط برنامجي الانتخابي تنقيح الدستور، وتعديل النظام السياسي الحالي باتجاه المحافظة على النظام الرئاسي مع تعديله، وإنهاء العمل بالإجراءات الاستثنائية
ومن أبرز هذه النقاط على المستوى السياسي، جعل البرلمان مركزًا لتنقيح وتحوير عدة قوانين بسرعة، على غرار تنقيح الدستور، وفق قوله، وتعديل النظام الحالي الذي يطلق عليه التونسيون "النظام الرئاسوي"، باتجاه المحافظة على النظام الرئاسي ولكن مع تعديله، وفق قوله.
وتابع الصافي سعيد "هناك أنظمة رئاسية تضم الرئيس ونائب الرئيس، الذي يعد ضمانة في حال وفاة الرئيس على سبيل المثال"، وفق قوله.
كما أكد الصافي سعيد أن من أبرز الإجراءات الواردة في برنامجه الانتخابي رفع الإجراءات الاستثنائية وإنهاء هذه المرحلة، إضافةً إلى "تشكيل المحكمة الدستورية لتكون هي المرجع وهي التي تعدّل بين المتخاصمين السياسيين"، مضيفًا "ليس من الصعب تشكيل هذه المحكمة ولكن تم تعطيلها مرات ومرات".
الصافي سعيد: أول ما سأسهر على إنجازه في حال الفوز في الانتخابات الرئاسية، هو إخلاء السجون التونسية من كل مساجين السياسة والرأي
واعتبر أن "أول ما سيسهر على إنجازه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، هو إخلاء السجون التونسية من كل مساجين السياسة والرأي، وعبّر عن تعاطفه الأزلي مع كل سجين سياسي وسجين رأي"، حسب قوله.
وأضاف أنه من الضروري تطوير منظومة القضاء عبر رقمنتها وبناء محاكم جديدة وتحسين وضعية وظروف العمل للقضاء على الفساد، وتطوير منظومة السجون حتى تضمن المحافظة على كرامة الإنسان.
وأضاف أن برنامجه الانتخابي يضم أيضًا، تشكيل هيئة انتخابية جديدة، وهيئة عليا جديدة للاتصال السمعي البصري، وتحرير القضاء من السلطة التنفيذية، وتفعيل مجلس الأمن القومي حسب رؤيته الخاصة.
الصافي سعيد: سأعمل على تشكيل هيئة انتخابية جديدة، وهيئة عليا جديدة للاتصال السمعي البصري ، وتحرير القضاء من السلطة التنفيذية، وتفعيل مجلس الأمن القومي
وتابع "أنا لا أرى أن لنا مجلس أمن قومي في تونس، يقوم هذا المجلس في العالم على الاستخبارات والخطط والبرامج والاستراتيجيات".
كما أعلن الصافي سعيد أنه سيقترح الذهاب نحو انتخابات تشريعية مبكرة بعد استشارة المحكمة الدستورية أولاً، وأخذ رأيها في هذا الصدد، معتبرًا أن "دور مجلس الجهات والأقاليم في تونس مازال غير واضح".
-
أبرز ملامح البرنامج الانتخابي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي، يقترح الصافي سعيد، إلغاء العمل بقانون الصرف القديم، معتبرًا أن تونس بلد مغلق في حين أن شعار العالم منذ 20 عامًا هو المجتمع المفتوح القائم على حرية التنقل والذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة.
وقال إنه من بين النقاط الأخرى تحرير الأرض من الملكية المشاعة ووضع تشريع جديد يهيئ لإصلاح زراعي شامل، معتبرًا أن "تحرير الأراضي الزراعية والسكنية هي الخطوة الأولى لتحرير الاقتصادي التونسي".
الصافي سعيد: ضرورة صياغة قانون لتنظيم واستيعاب المهاجرين الأفارقة والحد من تدفقهم الفوضوي بما يتماسك مع مدونة حقوق الإنسان ومستقبل العلاقات التونسية الإفريقية
وفيما يخص مسألة الهجرة، شدّد على ضرورة صياغة قانون لتنظيم واستيعاب المهاجرين الأفارقة والحد من تدفقهم الفوضوي بما يتماسك مع مدونة حقوق الإنسان ومستقبل العلاقات التونسية الإفريقية.
-
"الديمقراطية ثروة الشعوب، ولكن بعض الدول تفرّط في ثرواتها"
وعبّر الصافي سعيد عن دعمه للشعب الفلسطيني في غزة، الذي يعاني من بطش عدوان الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، وقال إنه "إذا كنا ترحمنا على شهداء فلسطين، لا بدّ لنا أيضًا أن نترحم على الديمقراطية في العالم العربي"، مضيفًا أن "لو وضعنا الخريطة أمامنا سوف لن نجد أي نظام ديمقراطي في العالم العربي، وهذا موسف".
وتابع قائلاً "قبل 12 سنة قمنا بثورة سُميت أو سميناها بالربيع العربي وإذا بنا نفشل في كل شيء.. تأتينا مرات الديمقراطية على طبق ثم تذهب هباءً وتتحول إلى مسارح ومعسكرات".
الصافي سعيد: قبل 12 سنة قمنا بثورة سُميت أو سميناها بالربيع العربي وإذا بنا نفشل في كل شيء، تأتينا مرات الديمقراطية على طبق ثم تذهب هباءً وتتحول إلى مسارح ومعسكرات
وقال إن "6 دول عربية منقسمة ومفككة، و6 دول أخرى تعاني من التسلط والاستبداد، فيما تدّعي دول عربية أخرى الديمقراطية، وتخاتل في الديمقراطية وتتكلم عن الديمقراطية ولكنها قضت على الأفق الديمقراطي وأغرقت في ديون ومزايدات حول قضايا عادلة وخطابات شعبوية، ومن بينها تونس" وفق تقديره.
وشدّد الصافي سعيد على أن الديمقراطية ثروة الشعوب، ولكن بعض الدول تفرّط في ثرواتها، مضيفًا أنه "دون ديمقراطية لن نبني تنمية عادلة، ولا مجتمعًا ولا دولة حديثة"، حسب قوله.
واعتبر الصافي سعيد أن "الدول التي تحتال على الديمقراطية دخلت في دوامة العنف، وتونس توجد في مثلث خطير جدًا"، مضيفًا "لا نعتقد أننا في منأى عن هذه الحروب يجب أن نقطع مع العنف".
وردًّا على التشكيك في استقلالية هيئة الانتخابات، أكد الصافي سعيد أنه "يأخذ هيئة الانتخابات على محمل الجد ودوره ليس التشكيك فيها، والمطلوب هو أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة حتى مع إمكانية مواجهة بعض الصعوبات".
وأفاد بأنه في انتظار فتح السباق الانتخابي لخوض المعركة، معتبرًا أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية حقّ، قائلاً إن "السياسة خطط واستراتيجيات وليست مزاجًا وخاصةً قيادة الشعوب التي تعد مسؤولية كبيرة" وفقه.
الصافي سعيد: أنا في انتظار فتح السباق الانتخابي لخوض المعركة والسياسة خطط واستراتيجيات وليست مزاجًا وخاصةً قيادة الشعوب التي تعد مسؤولية كبيرة
ويذكر أنّ رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر كان قد قال، في 30 جانفي/يناير 2024، إن الانتخابات الرئاسية في تونس ستجرى في موعدها، أي في الأشهر الثلاث الأخيرة من العهدة الرئاسية الحالية، مرجحًا أن يتمّ إجراؤها في شهر سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
ويشار إلى أنّه لم يُفتح بعد إلى حدّ الآن، باب الترشحات رسميًا للانتخابات الرئاسية المرتقبة في تونس، من قبل هيئة الانتخابات، وفي الأثناء أعربت عديد الأسماء المعروفة في المشهد العام التونسي، بشكل غير رسمي عن ترشحها لهذه الانتخابات الرئاسية.