قال الأستاذ في الاقتصاد رضا الشكندالي، إن الحكومة التونسية مطالبة بالتفاوض مع الصين وحثها على تنفيذ استثمارات في تونس عوض الاكتفاء بالتبادل التجاري بين البلدين، وفقه
الأستاذ في الاقتصاد رضا الشكندالي لـ"الترا تونس": الحكومة التونسية مطالبة بالتفاوض مع الصين وحثها على تنفيذ استثمارات في تونس عوض الاكتفاء بالتبادل التجاري بين البلدين
وأضاف الشكندالي في تصريح لـ"الترا تونس"، الثلاثاء 16 جانفي/يناير 2024، أن الصين ليس لديها استثمارات في تونس وأنه يوجد فقط مبادلات تجارية بين البلدين، مشيرًا أنه لا يمكن المواصلة في هذا الخيار.
وأكد الأستاذ في الاقتصاد أنه لابد من بعث مؤسسات اقتصادية صينية في تونس، موضحًا أن علاقة تونس تتميز بعجز كبير ما يعني أن هذه العلاقة ليست مربحة للجانب التونسي وإنما هي مربحة للجانب الصيني فقط.
الأستاذ في الاقتصاد رضا الشكندالي لـ "الترا تونس": الصين ليست لديها استثمارات في تونس والعلاقة بين البلدين ليست مُربحة للجانب التونسي
وتابع الشكندالي أن العجز التجاري لتونس خلال الـ 11 شهرًا الأولى من سنة 2023 بلغ 16.5 مليار دينار منها حوالي 9.7 مليارات دينار عجز مع الصين، مؤكدًا أن العلاقة مع هذه الدولة ساهمت في ارتفاع نسبة التداين لدى الحكومة التونسية.
وأكد الأستاذ في الاقتصاد في ذات السياق، أن الصين لديها استثمارات هامة في دول الخليج وأيضًا في مصر وليبيا، بينما لا تتجاوز نسبة استثماراتها في تونس 0.7 في المائة، واصفًا إياها بالضعيفة جدًا.
الأستاذ في الاقتصاد رضا الشكندالي لـ"الترا تونس": تونس لديها عجز تجاري مع الصين يُقدر بحوالي 9.7 مليارات دينار خلال الـ 11 شهرًا الأولى من سنة 2023
وتابع قائلاً: "هذا يعني أن العلاقة بين تونس والصين تتميز بعجز كبير وأن جزء من مديونية تونس وحاجتها للاقتراض هو نتيجة سعي تونس لسد عجزها التجاري مع هذا البلد".
على صعيد متصل، أكد الشكندالي أن تونس تلجأ لسد العجز التجاري مع الصين عن طريق الاقتراض بالعملة الصعبة، مؤكدًا أنها تحتاج مبالغ مالية كبيرة لسدّه، باعتبار أن الصين لا تمتلك مؤسسات اقتصادية في تونس مثل ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأخرى.
- الصين.. البحث المتواصل عن أسواق جديدة
في ذات السياق، أشار الشكندالي أن المشاريع والاستثمارات التي تنفذها الصين تندرج في إطار ما يُعرف بمبادرة "الحزام والطريق"، التي تسعى لتعزيزها للربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.
واعتبر أن الصين تسعى لإنشاء أسواق جديدة لترويج منتجاتها الخاصة خصوصًا بعد تباطئ نموها في السنوات الأخيرة جراء فيروس كورونا، مؤكدًا أن الاقتصاد الصيني لم يعد قادرًا على استيعاب كل المنتجات.
وأكد الشكندالي، أن هذه الأسواق لا يمكن أن تُوجد إلا في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وهي مبادرة تقوم على إنشاء مشاريع في الطرقات والسكك الحديدية والموانئ.
يشار أن وزير خارجية الصين وانغ يي، وصل إلى تونس يوم الأحد 14 جانفي/يناير 2024، في زيارة رسمية تستمر لمدة 3 أيام، تزامنًا مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفق ما أكدته وزارة الخارجة التونسية.
والاثنين 15 جانفي/يناير الجاري، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد، وزير خارجية الصين، ونوه الرئيس التونسي بتميّز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
وجدد سعيّد، تطلع تونس إلى إرساء شراكات واعدة وبرامج تعاون جديدة مع الصين في عدة ميادين على غرار الصحة والفلاحة والرياضة والبنية التحتية والطاقات المتجدّدة، وفق ذات المصدر.