الترا تونس - فريق التحرير
أفاد المختص في الاقتصاد والجامعي رضا الشكندالي الجمعة 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، في تصريحه لـ"الترا تونس"، بخصوص تصريح رئيس الجمهورية حول مؤسسات التصنيف السيادي التي يجب أن تتعامل مع تونس كدولة ذات سيادة وفق وصفه، أنّ رئيس الدولة مطالب بأن يقول هذا الكلام، إذ يجب أن يقع التعامل معنا كدولة ذات سيادة، لكنه حين يطلب في المقابل من وكالات التصنيف مراجعة عناصرها، أصبح هنا من يتدخل في خصوصية هذه المؤسسات" على حد تعبيره.
واعتبر الشكندالي أنّ كلام سعيّد يدلّ على أنّ هناك عملية تحيّل على مستوى منهجية التصنيف، قائلًا: "وأنا لا أعتقد ذلك لأننا وفرنا لمؤسسات الترقيم السيادي الفرصة كي نوضع في تصنيف سيء وخاصة على مستوى المشهد السياسي" حسب قوله.
رضا الشكندالي لـ"الترا تونس": كان العامل السياسي دائمًا عاملًا يحول دون التصنيف الجيد لتونس، لكن ما أوصلنا للمرحلة قبل الأخيرة للدرجة C هو المشهد السياسي قبل 25 جويلية، وبعد المرسوم 117، الوضع مسرّع لعملية النزول
وأضاف المختص في الاقتصاد أنّه حتى قبل 25 جويلية/ يوليو كان ترقيمنا السيادي يتراجع، وبسبب الوضع السياسي أيضًا، قائلًا: "المشهد الحالي أسوأ مما سبق وبالتالي يمكن أن يسرّع في نزول الترقيم، لكن ما أوصلنا للمرحلة قبل الأخيرة للدرجة C هو المشهد السياسي قبل هذا، حيث كانت هناك صعوبة على مستوى تمرير السياسات الاقتصادية، وكان العامل السياسي دائمًا عاملًا يحول دون التصنيف الجيد لتونس، ولكن بعد 25 جويلية/ يوليو وخاصة بعد المرسوم 117 في 22 سبتمبر/ أيلول تقريبًا الوضع كان مسرّعًا لعملية النزول" وفقه.
اقرأ/ي أيضًا: الخارجية الأمريكية تعبر عن قلقها وخيبة أملها من تجاوزات طالت الصحافة في تونس
وأضاف الشكندالي أنّ هذه المؤسسات العالمية لا يمكن أن تصنّف تونس تصنيفًا جيّدًا ورئيس الدولة خطاباته تحثّ على التفرقة وتقسيم المجتمع، إذ عليه أن يغيّر خطابه ليصبح خطاب هدوء وتجميع وسلم، مرجحًا أن تتدخل الدول الكبرى مثل أمريكا، كي لا تُصنّف تونس درجة C، وقال: "أمريكا تحتاج إلى تونس كبوابة بخصوص مسألة إعادة الإعمار في ليبيا، ولن تقبل بأن تدخل تونس في نفق مالي مظلم، ما عدا ذلك كل المؤشرات تدل على ذهابنا للتراجع في الترقيم" وفقه.
وشدّد الشكندالي على أنّ مؤسسات الترقيم السيادي لها طريقتها في احتساب الترقيم، وهو ينطبق على كلّ الدول، والعامل السياسي مهمّ، مستبعدًا أن تكون لتونس مشاكل سياسية كبرى مع أمريكا بالشكل الذي يجعلها تؤثر في الترقيم السيادي، فعدم الاستقرار السياسي مع غياب الرؤية الواضحة وعدم اليقين، هو الذي يميّز الجانب السياسي في تونس.
رضا الشكندالي لـ"الترا تونس": من المرجّح أن تتدخل الدول الكبرى مثل أمريكا كي لا تُصنّف تونس درجة C، وعلى سعيّد أن يغيّر خطابه ليصبح خطاب هدوء وتجميع وسلم
وأبرز الشكندالي أنّ مؤسسات الترقيم السيادي، تعتمد على 3 عناصر، 50% تتعلق بالجانب السياسي، و50% تتعلق بالجانب الاقتصادي والمالي، متابعًا أنّ مؤسسات الترقيم السيادي تستند إلى أرقام صندوق النقد الدولي في علاقة بالجانب الاقتصادي والمالي، والصندوق يستند بدوره إلى الترقيم في عملية الإقراض فأدوارهما متداخلة ومترابطة، وهي عملية جدلية: هذا يؤثر في ذاك، وفق قوله.
وأرجع الشكندالي الأزمة الاقتصادية في تونس إلى اتباعنا "سياسة اقتصادية كانت بصريح العبارة غير مجدية لتونس خاصة على مستوى السياسة النقدية والترفيع في نسبة الفائدة كل مرة، وكذلك التراجع في قيمة الدينار التونسي، واستقلالية البنك المركزي التي تمنع أن يموّل البنك الدولة في كلّ مرة تحتاج فيها إلى ذلك"، وقال: "هذه السياسات أضرّت بتونس، وهي سياسات يدافع عنها صندوق النقد وللأسف الفريق المفاوض لم يبيّن له أنّ هذه السياسات لا تؤدي إلى الأهداف التي تعاقدت عليها الحكومة التونسية مع الصندوق".
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد استقبل الخميس 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بقصر قرطاج، صالح الصايل رئيس هيئة السوق المالية، الذي رفع إليه التقرير السنوي 25 للهيئة لسنة 2020، وفق بيان للرئاسة التونسية، التي أكدت أيضًا أنه أطلع سعيّد على تطور السوق المالية التونسية ونشاط الهيئة.
وفي هذا السياق، قال سعيّد، خلال لقائه الصايل، "نحن نتعامل مع المؤسسات المالية العالمية ولكن يجب أن تتعامل معنا كدولة ذات سيادة"، مشددًا "لسنا في موقع التلميذ ولا هم في موقع الأستاذ الذي يسند العدد كما يشاء بناء على جملة من العناصر التي يختارها". وأضاف سعيّد أن "بعض المقاييس في هذه التصنيفات سياسية وليست علمية".
اقرأ/ي أيضًا:
سعيّد: لسنا في موقع التلميذ أمام المؤسسات المالية العالمية والشعب يريد التطهير
محافظ البنك المركزي: متأكد أن أصدقاء تونس بالخارج سيقفون إلى جانبها هذه الفترة