الترا تونس - فريق التحرير
اتهم الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الجمعة 20 جويلية/يوليو 2021، أطرافًا قال إنها ذات "مرجعية إسلامية" بالتدبير لمحاولات وصفها بـ"اليائسة" لـ"الاغتيال والقتل والدماء"، وفقه.
وأضاف، لدى إشرافه على موكب توقيع اتفاقية توزيع مساعدات لفائدة العائلات الفقيرة بقصر الرئاسة بقرطاج، أنهم "يحاولون ضرب الدولة التونسية"، وأنهم "اعتادوا العمل تحت جنح الظلام ودأبوا على الخيانة وعلى تأليب دول أجنبية على رئيس الجمهورية وعلى النظام في تونس وعلى الوطن ككلّ"، على حد قوله.
سعيّد: "لدينا ما يكفي من الصواريخ على منصات إطلاقها، وتكفي إشارة واحدة لضربهم في أعماق الأعماق. فلينتبهوا إلى ما يفعلون!"
واستطرد الرئيس القول: "عديد العواصم تفهمت أننا لسنا على الإطلاق من سافكي الدماء أو من الذين يفكرون في المتفجرات أو من الذين يعدّون لزرع القنابل"، مشددًا على أن القوات العسكرية والأمنية ستقف سدًّا منيعًا أمام من يحاولون ضرب الدولة وستتصدى لهم ولن تتركهم أبدًا يصلون إلى ما رتبوا إليه"، حسب تعبيره.
وتابع، في ذات السياق: "لدينا ما يكفي من الصواريخ على منصات إطلاقها، وتكفي إشارة واحدة لضربهم في أعماق الأعماق، فلينتبهوا إلى ما يفعلون!"، وفق ما جاء على لسانه.
اقرأ/ي أيضًا: عن 25 جويلية: كل شيء يحدث باللغة وداخلها
خطاب الرئيس قيس سعيّد، وإن لم يختلف عن خطابات سابقة له وجه فيها اتهامات لـ"أطراف" بالتآمر على الدولة والتخطيط لعمليات اغتيال، فقد أثار عديد ردود الأفعال على الساحة السياسية.
واعتبر رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، مساء الجمعة 20 أوت/أغسطس 2021، في تعليقه على خطاب سعيّد، أنه "يفتعل أحداثًا غير صحيحة لتبرير سياسة التنكيل التي يبدو أنه قد قرر الدخول فيها بعد أن افتضح انقلابه في الداخل والخارج"، معقّبًا: "لا أحد يفكر في اغتيال الرئيس"، وفقه.
الشعيبي: الرئيس يفتعل أحداثًا غير صحيحة لتبرير سياسة التنكيل التي يبدو أنه قد قرر الدخول فيها بعد أن افتضح انقلابه في الداخل والخارج
وأضاف الشعيبي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك"، "أيها الرئيس أنت بين أمرين: إما أنك ضحية عملية توظيف واستغلال من قبل أطراف أنت تعرفها لاستئصال كل نفس حر في هذه البلاد، أو أنك تبحث عن مبررات لاستمرار انقلابك حتى ولو كان ذلك على حساب الأبرياء"، حسب تقديره.
بدورها، علّقت الناطقة باسم مجلس شورى حركة النهضة سناء المرسني، السبت 21 أوت/أغسطس 2021، قائلة إن "الصواريخ في منصاتها توجهها الدولة لأعداء الوطن الذين يهددون سلامته ووحدته وسيادته لا إلى أبناء الشعب الواحد".
وأضافت، في تدوينة نشرتها على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، "أظننا دخلنا مرحلة خطيرة جدًا"، حسب توصيفها.
فيما قال العضو السابق بالمكتب التنفيذي لحركة النهضة خليل البرعومي، السبت 22 أوت/أغسطس 2021، إن "الفاسدين والمجرمين مكانهم السجن ولا يستحقون أن نصبر عليهم ونهددهم بالصواريخ على المنصات".
واستدرك، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، "أصلًا، لِمَ الصواريخ؟ الأرجح أن يتم تمرير ملفاتهم للقضاء ثم يقوم الأمن بدوره، إن كان هناك ملفات طبعًا!"، وفق تعبيره.
البرعومي: التهديد والوعيد والهرسلة السياسية بالخطابات ووصم الخصوم بأبشع النعوت والتخويف بالصواريخ هو لا يعدو أن يكون تصفية حسابات سياسية وتلفيقًا
وتابع البرعومي: "أما التهديد والوعيد والهرسلة السياسية بالخطابات ووصم الخصوم بأبشع النعوت والتخويف بالصواريخ فهو لا يعدو أن يكون تصفية حسابات سياسية وتلفيقًا"، حسب وصفه.
ومن جانبه، دوّن النائب المؤسس سليمان هلال (نائب سابق في المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة)، السبت 21 أوت/أغسطس 2021، أن "سعيّد انتقل إلى الخطة 'ب' مع النهضة وليس مع الدولة والاقتصاد"، وفقه.
وأوضح، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أن "الخطة 'أ' كانت نزول عشرات الآلاف كما في محمد الخامس وسيلان الدم ورصاصة يقابلها وابل من الرصاص. لكن هذه الخطة 'السيساوية' سقطت ورقتها في الماء وترك له الميدان لينجز وعده مع التنسيقيات، لكنه عوض الإنجاز الحقيقي والمقنع عاد يتكلم عن الاستشهاد والاغتيال والصواريخ"، معتبرًا أنها "الخطة التكميلية الطارئة له لأنه لم يقرأ حساب فشل خطة الدم والرصاص"، حسب تقديره.
سليمان هلال (نائب مؤسس) لسعيّد: "إذا لم تقدم ملفات قضائية حقيقية تهم اغتيالك من قبل أصحاب المرجعية الإسلامية كما قلت فاعلم وليعلم كل تابعيك بأنك مازلت تهذي"
وأضاف هلال موجهًا خطابه لسعيّد: "نعلمك بأنك أنت الرئيس وبيدك كل السلط والنيابة العسكرية إذا لم تقدم ملفات قضائية حقيقية تهم اغتيالك من قبل أصحاب المرجعية الإسلامية كما قلت فاعلم وليعلم كل تابعيك بأنك مازلت تهذي وتصدر خطرفات الكوابيس المرعبة على غرار الرسالة المزعومة"، وفق توصيفه.
وتابع القول: "دعك من الصواريخ وتقدم لإنجاز أي شيء يقنع التنسيقيات بأنك كما يأملون فيك منقذ للبلاد والعباد ومحارب للفساد"، حسب ما جاء في تدوينه.
وليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها الرئيس التونسي قيس سعيّد في خطاباته إلى الحديث والتلميح إلى محاولات لاغتياله وللتآمر على أمن الدولة.
وكان قد صرح، خلال لقائه برؤساء الحكومة السابقين بتاريخ 15 جوان/ يونيو الجاري، أن "من كان وطنيًا مؤمنًا بإرادة شعبه لا يذهب إلى الخارج سرًا بحثًا عن طريقة لإزاحة رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال حتى بالاغتيال، ألا بئس ما خططوا وبئس ما فعلوا"، وفق تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا: حديث عن "محاولة اغتيال الرئيس".. وزيرة العدل تأذن بفتح تحقيق
وكانت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب قد قررت، بتاريخ 18 جوان/ يونيو 2021، فتح بحث تحقيقي ضدّ كل من سيكشف عنه البحث من أجل "العزم المقترن بعمل تحضيري لارتكاب جرائم قتل لها صبغة إرهابيّة والانضمام إلى تنظيم إرهابي والتآمر على أمن الدولة"، وفق ما صرّح به الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائيّة بتونس محسن الدالي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية). ولم يتم إلى حد كتابة هذه الأسطر الإعلان عن نتائج الأبحاث.
كما سبق أن تم تعهيد كل من فرقة مكافحة الإجرام للحرس الوطني ببن عروس للبحث في الواقعتين اللّتين جدتا بمنطقة سيدي حسين والإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بخصوص ما أثير بشأن دس مادة مشبوهة بعجين الخبز والظرف المسموم.
وبخصوص ما توصلت إليه التحقيقات في الحوادث المذكورة، أوضحت وزيرة العدل السابقة حسناء بن سليمان، خلال جلسة عمل انعقدت بتاريخ 24 جوان/يونيو 2021 بمقر الوزارة جمعتها بأعضاء من لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح ولجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، أنه تم ختم الأبحاث في الواقعة المتعلقة بشبهة دس مادة مشبوهة بعجين الخبز وصدر في شأنها قرار بالحفظ لعدم كفاية الحجة، فيما جاءت نتائج الاختبارات الفنية المجراة على الظرف المسموم سلبية وما تزال الاستقراءات بشأن هذا الملف متواصلة، وفق تصريحها آنذاك.
اقرأ/ي أيضًا:
ختم الأبحاث في إحداها لعدم كفاية الحجة..آخر تطورات قضايا "محاولة اغتيال" سعيّد
قطب مكافحة الإرهاب: بحث تحقيقي في تصريح سعيّد حول وجود "محاولة لاغتياله"