14-مايو-2022
أعلاف بلعيد

تم مؤخرًا إقرار زيادة بنحو 300 دينار للطن الواحد من الأعلاف المركبة الأمر الذي لم يتقبله الفلاحون

الترا تونس - فريق التحرير

 

يشهد قطاع الفلاحة التونسية خلال الفترة الأخيرة احتقانًا في صفوف الفلاحين ومربّي الدواجن والمواشي، عقب الزيادة الأخيرة في أسعار الأعلاف التي ألقت بظلالها على الكلفة الإنتاجية للمواد الفلاحية، والتي تنذر بدورها بزيادات مرتقبة في أسعار بيع الدواجن والبيض والحليب ومشتقاته.

وقد تم مؤخرًا إقرار زيادة بنحو 300 دينار للطن الواحد من الأعلاف المركبة، أي بواقع 15 دينار لكيس العلف بوزن 50 كلغ، والذي بات سعره عند الاقتناء 79,500 دينارًا. زيادة شبهها الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بـ"مثابة الرصاصة القاتلة للمربّين في جميع قطاعات الإنتاج الحيواني (لحوم حمراء، دواجن، بيض، حليب)، وفق توصيفه.

يشهد قطاع الفلاحة في تونس مؤخرًا احتقانًا في صفوف الفلاحين بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف مما أثر على الكلفة الإنتاجية للمواد الفلاحية وبات ينذر بزيادات مرتقبة في أسعار بيع بعض المواد الاستهلاكية

وقد ندد اتحاد الفلاحة، في بيان لمجلسه المركزي الجمعة 13 ماي/أيار 2022، بما وصفها بـ"الزيادة الأحادية والجنونية في أسعار الأعلاف"، مؤكدًا أنها "تمثل ضربة قاصمة للفلاحين وتدميرًا متعمدًا لمنظومات الإنتاج الحيواني من ألبان ولحوم حمراء ودواجن". كما اعتبر أن هذه الزيادة تمثل "تهديدًا جديًا لقوت الشعب وللسيادة الغذائية وللسلم الاجتماعية في تونس"، حسب تقديره.

وخرج فلاحون في عدد من الولايات التونسية للاحتجاج رفضًا للزيادة المشطة وغير المسبوقة في أسعار العلف، الأمر الذي دفع الحكومة التونسية إلى التعهد بمراجعة أسعار بيع المنتجات الفلاحية في اتجاه الترفيع فيها بما يتواءم مع كلفة الإنتاج. 

وقد صرح وزير الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية محمد إلياس حمزة، في 10 ماي/أيار 2022، بأنه ستتم مراجعة أسعار بيع عدد من المنتجات ومنها الحليب والبيض والدواجن، "من أجل ضمان هامش من الربح للمنتجين والفلاحين في ظل الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار المواد العلفية"، وفق تعبيره.

احتج فلاحون في عدد من الولايات التونسية رفضًا "للزيادة المشطة وغير المسبوقة" في أسعار الأعلاف، الأمر الذي دفع الحكومة إلى التعهد بمراجعة أسعار بيع المنتجات الفلاحية في اتجاه الترفيع فيها

وأشار وزير الفلاحة، في تصريح للقناة الوطنية (حكومية)، إلى أنه سينطلق العمل بهذه الأسعار يوم 12 ماي/أيار الجاري تزامنًا مع ذكرى عيد الجلاء الزراعي، لكن ذلك لم يحصل. إذ قال وزير التشغيل والتكوين المهني والناطق باسم الحكومة نصر الدين النصيبي، في ندوة صحفية الخميس 12 ماي/أيار 2022 بمناسبة عيد الجلاء الزراعي، إن الترفيع في أسعار منتجات الدواجن والبيض والحليب لا يزال قيد الدراسة، مستدركًا أن زيادة الأسعار التي سُجّلت مؤخرًا في أسعار الدواجن تمت دون الرجوع إلى السلطة، وفقه.

وفي الأثناء، قال رئيس النقابة الوطنية للفلاحين الميداني الضاوي، في تصريح لإذاعة موزاييك (محلية)  10 ماي/أيار 2022، إن زيادة أسعار الأعلاف ستؤدي آليًا إلى ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والحمراء والحليب ومشتقاته، متوقعًا أن يصل سعر الخروف الواحد إلى 1200 دينارًا، مشككًا في كون هذه التسعيرة قادرة على تغطية كلفة الإنتاج"، حسب تصوره.

كما أكد أنه من المنتظر الترفيع في سعر الحليب قريبًا، مشيرًا إلى أن وزارة التجارة تواصلت مع الغرفة التي اقترحت زيادة في سعر الحليب من أجل تغطية كلفة الإنتاج"، وفقه.

ويبدو أن هناك توجهًا لـ"فتح حوار حول أسعار بيع الأعلاف" وفق ما أكدته الغرفة الوطنية لمصنعي الأعلاف وموردي المواد الأولية التي ثمنت ذلك، مستدركة أن عديد المؤسسات لجأت إلى اعتماد "زيادة اضطرارية تجنبًا لإفلاسها وانهيار المنظومة، وذلك إثر ما عرفته من خسائر فادحة بسبب الارتفاع الجنوني للمواد الأولية في الأسواق العالمية"، حسب بيان لها.

وتعيش تونس على وقع أزمة اقتصادية حادة تفاقمت في الآونة الأخيرة مع هبوط الدينار التونسي إلى مستويات قياسية جديدة مقابل الدولار الأمريكي وارتفاع التضخم وغير ذلك من المؤشرات.