30-مارس-2023
سد بوهترمة جندوبة مياه أمطار تونس

مساعد رئيس اتحاد الفلاحة: تمّ تحيين الرقم السابق المعلن والبالغ 3.5 مليون قنطار (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد مساعد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أنيس خرباش، الخميس 30 مارس/ آذار 2023، أنّ صابة الحبوب في تونس لن تتعدى 2 مليون قنطار، وذلك بعد تحيين الأرقام والمعطيات عن طريق رؤساء الاتحادات المحلية في كل الجهات المنتجة خلال اجتماع طارئ عُقد بمقر الاتحاد بتاريخ الأربعاء 29 من هذا الشهر.

مساعد رئيس اتحاد الفلاحة: أصبحنا لا نتحدث فقط عن موسم حبوب كارثي وموسم حصاد منعدم هذه السنة، بل نتحدث عن أنّ الموسم القادم مهدّد أيضًا

وأضاف خرباش في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)  أنّ الرقم السابق المعلن من طرف اتحاد الفلاحة، والبالغ 3.5 مليون قنطار، تم اتخاذه بناء على أرقام تم تجميعها أواخر جانفي/ يناير وبداية فيفري/ شباط، لكن تم تحيين المعطيات في آخر جلسة وتبيّن أنّ الوضع كارثي جدًا، وفقه.

وقال خرباش: "أصبحنا لا نتحدث عن موسم حبوب كارثي وموسم حصاد منعدم هذه السنة فقط، بل نتحدث عن أنّ الموسم القادم مهدّد أيضًا، إذ نحتاج 2 مليون قنطار لبذور السنة القادمة فقط لنعيد غراستهم، أي أننا لا نملك بذورًا محلية، وبلا قدرة على توريد الحبوب التي لا نقبلها كفلاحين كي لا نكون مرتهنين للخارج" وفق وصفه.

مساعد رئيس اتحاد الفلاحة: يجب إعلان حالة الطوارئ المائية وإعلان حالة الجفاف، وبلورة رؤية واضحة في ملف المياه

ولفت أنيس خرباش إلى أنّ المشكل أصبح عامًا، إذ يتعلق بالأعلاف وتربية المواشي واللحوم الحمراء والحليب، فهي سلسلة كاملة مرتبطة ببعضها، داعيًا إلى إعلان حالة الطوارئ المائية وإعلان حالة الجفاف، وإلى بلورة رؤية واضحة في ملف المياه.

وأضاف خرباش أنّ وزارة الفلاحة لم تحرك ساكنًا لاتخاذ بعض الإجراءات، بعد عديد المراسلات لمحاولة الجلوس معها إلى طاولة الحوار ومحاولة اتخاذ إجراءات عاجلة لمجابهة هذا الموسم الكارثي وما شهدناه من تغيرات مناخية وشح الأمطار، مشيرًا إلى أنّ تونس تعيش تقريبًا في جفاف منذ 4 سنوات.

مساعد رئيس اتحاد الفلاحة: سنمر بأشهر قادمة صعبة على مستوى الحبوب والخضراوات والغلال، وقد بلغنا مرحلة أننا لم نجد كيف نوفّر المياه لأبقارنا وغنمنا

وشدّد مساعد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة، على أنّ الطريق انعدم أمام 500 ألف فلاح منتج للخضراوات والغلال والحبوب، في غياب المياه واستراتيجية واضحة للمياه، قائلًا: "لن يكون هناك إنتاج، وسنمر بأشهر قادمة صعبة على مستوى الحبوب والخضراوات والغلال، وقد بلغنا مرحلة أننا لم نجد كيف نوفّر المياه لأبقارنا وغنمنا".

وقال: "الحكومة شحيحة في المعلومات والاجتماعات، وقد بلغَنا أنه لا يوجد مخزون واضح من القمح، وأنّ عمليات التوريد التي تقع، تذهب حمولتها إلى المطاحن مباشرة" على حد تعبيره.

وكان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية، قد اعتبر الاثنين 27 مارس/آذار 2023، أن الموسم الفلاحي الحالي "صعب وكارثي بأتم معنى الكلمة"، متوقعًا ألّا يتجاوز إنتاج تونس من الحبوب 3.5 مليون قنطار، وفقه.

وأضاف رجايبية، في تصريح لإذاعة "موزاييك" (محلية)، أن المناطق المنتجة للحبوب قد تقلصت، ولم يبق إلا بعض المناطق التي تضم زراعات كبرى على غرار باجة الشمالية وجندوبة وبنزرت، متوقعًا تراجعًا كبيرًا على مستوى صابة الحبوب، معلقًا: "في العام الفارط قمنا بتجميع حوالي 7.5 مليون قنطار من الحبوب، لكننا في هذا الموسم بالكاد سنصل إلى 3 أو 3.5 مليون قنطار"، حسب توقعاته.

وكانت صابة الحبوب لموسم سنة 2022 قد بلغت 7.511 مليون قنطار، علمًا وأن صابة سنة 2021 كانت في مستوى 8.082 مليون قنطار، وفق بيانات نشرها ديوان الحبوب في تونس، وهو الهيئة الحكومية المعنية بشراء الحبوب.

يُذكر أن الإنتاج التونسي للحبوب لا يكفي حاجيات البلد وهو ما يضطرها للتوريد في مناسبات مختلفة من السنة، في ظل أزمة مالية واقصادية وانتظارها منذ فترة التمكن من الحصول على اتفاق قرض نهائي مع صندوق النقد الدولي.

وتعاني البلاد أزمة مائية في ظلّ تراجع مخزون السدود التونسية إلى أدنى مستوياته مع تواصل انحباس الأمطار. وقد بلغت الإيرادات الجملية للسدود بتاريخ يوم 13 مارس/آذار 2023 حوالي 320.5 مليون متر مكعب مسجلة بذلك تراجعًا هامًا بالمقارنة مع الإيرادات المسجلة خلال نفس الفترة من السنة المنقضية والمقدرة بـ874 مليون متر مكعب. وقد بلغ المخزون الجملي للسدود فقد بلغ 743.1 مليون متر مكعب مقابل 1130 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من السنة المنقضية، وفق بيانات المرصد الوطني للفلاحة.