18-مارس-2023
محامون

تعليقًا على إحالة 14 محاميًا على القضاء على خلفية تنقلهم إلى مركز منزل جميل كهيئة دفاع عن نور الدين البحيري

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبرت المحامية إيناس حراث، السبت 18 مارس/آذار 2023، أن "ما قام به الرئيس التونسي قيس سعيّد هو استهداف المنظومة بكافة أجزائها ليستأثر بكلّ جزء منها لوحده"، مؤكدة أنه "لم يكن للاستبداد أن يستقرّ لولا استهداف القضاء في تونس"، حسب تصورها.

إيناس حراث: ما قام به قيس سعيّد هو استهداف المنظومة بكافة أجزائها ليستأثر بكلّ جزء منها لوحده ولم يكن للاستبداد أن يستقرّ لولا استهداف القضاء في تونس

وتابعت، في كلمة لها خلال ندوة حول مرفق العدالة في تونس، أنه "عندما يصبح القضاء منظومة محكومة بالتعليمات تحصل الفضائح"، معقبة أن "ما حصل في زمن التعليمات هو تتبع محامين لا لشيءٍ إلا لأنهم مارسوا مهنتهم"، وفق تعبيرها.

وتطرّقت حراث إلى الحديث عن إحالة 14 محاميًا على القضاء مؤخرًا، قائلة: "محامون ذهبوا إلى آخر جهة رسمية كان لها علم بمكان تواجد منوّبهم نور الدين البحيري الذي تم اختطافه لاستفسارها عن مكان تواجده، فتمت إحلاتهم على القضاء على أساس ذلك"، حسب قولها.

إيناس حراث: عندما يصبح القضاء منظومة محكومة بالتعليمات تحصل الفضائح وما حصل في زمن التعليمات هو تتبع محامين لا لشيءٍ إلا لأنهم مارسوا مهنتهم

وذّكرت المحامية بتفاصيل الحادثة قائلة: "كان العميد السابق للمحامين إبراهيم بودربالة قد أعلم زوجة نور الدين البحيري المحامية سعيدة العكرمي بأنه إن كان للبحيري أدوية وملابس فيجب تسليمها إلى مركز الحرس الوطني بمنزل جميل، وعلى هذا الأساس تنقل المحامون إلى هناك للسؤال عن مكان منوبهم، فتم تتبعهم على خلفية ذلك"، وفقها.

وتابعت: "تبيّن في آخر ذلك اليوم أن المنوّب في حالة صحية خطرة وأنه نُقل إلى المستشفى، فتنقل فريق الدفاع إلى المستشفى وتم منعه من الدخول، فما كان للعميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني أن توجه للأمنيين طالبًا شيئًا واحدًا وهو تطبيق القانون، فحوكم من أجل ذلك عسكريًا وقضى شهرًا في السجن"، حسب تصريحها.

 

 

وكان عميد المحامين التونسيين حاتم المزيو قد أكد، الجمعة 17 مارس/آذار 2023، أن تتبع محامين على خلفية ممارسة أعمالهم في إطار مهنة المحاماة أمر خطير، حسب تقديره.

وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "شمس أف أم" (محلية)، أن رسالة المحاماة هي الدفاع عن الحقوق والحريات وعن كل من تقع محاكمته سواءً ارتكب خطأ أم كان بريئًا، معقّبًا: "نحن نؤمن بقرينة البراءة ومن غير المقبول أن يقع التبرير لعدم وجود دفاع مع أيٍّ كان. لا بدّ من توفير ضمانات الدفاع ولا سبيل إلى أن يصبح الدفاع في مرمى الاتهام عندما يدافع عن شخص ما"، وفق تصريحه.

كان عميد المحامين حاتم المزيو قد أكد أن "تتبع محامين على خلفية ممارسة مهنتهم أمر خطير وغير مقبول" مشيرًا إلى أن المحامي إذا ما ارتكب خطأ فإنه يُحاسب عليه من طرف مجلس هيئة المحامين

وبخصوص الـ14 محاميًا الذين تمت إحالتهم على التحقيق بخصوص تنقلهم إلى مركز الحرس الوطني بمنزل جميل من ولاية بنزرت في علاقة بإيقاف القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري سنة 2022، قال المزيو إنهم لم يقوموا إلا بممارسة عملهم، مستدركًا القول: "والمحامي إذا ما ارتكب خطأ فإنه يُحاسب عليه من طرف مجلس هيئة المحامين وفق الفصل 48 من المرسوم المنظم لمهنة المحاماة"، حسب تأكيده.

وتساءل عميد المحامين: كيف يُنسب لمحامين "إحداث الهرج والتشويش" بمركز منزل جميل من أجل مطالبتهم بتمكينهم من حقوقهم؟، معتبرًا ذلك "أمرًا غير مقبول".

وتابع حاتم المزيو: "لقد تمسكنا ببطلات إجراءات التتبع في هذا الملف، خاصة أن الفصل 48 المذكور يحمي المحامي"، مؤكدًا أنه "كان على السلطة أن تحيل الملف إلى الفرع الجهوي المختصّ لهيئة المحامين لاتخاذ إجراءات تأديبية أو حفظ الملف إذا لم يكن هناك موجب للتتبع"، مشددًا: "لسنا مستعدين لخسارة هذه الضمانات"، وفق تعبيره.

يذكر أن المحامي سمير ديلو كان قد أعلن، الجمعة 17 فيفري/شباط 2023، إن فرع المحامين بتونس تلقى إعلامًا بإحالة 14 محاميًا على الاستنطاق في مارس/آذار المقبل، ممن ينوبون في القضايا المتعلقة بالمعتقلين السياسيين في تونس.

وذكر، في مداخلة له على إذاعة "إي أف أم" (محلية)، أن الإعلام المتعلق باستنطاق 14 محاميًا الذي تلقاه فرع المحامين بتونس، يتعلق بشكاية ضدهم من قبل مركز الحرس الوطني بمنزل جميل من ولاية بنزرت بـ"اقتحام المركز" قبل أكثر من سنة، وذلك على خلفية حضورهم هناك بصفتهم يمثلون هيئة الدفاع عن القيادي بحركة النهضة والوزير السابق نور الدين البحيري.