11-أبريل-2023
نار نيران

أقدم لاعب كرة القدم التونسي نزار العيساوي على إضرام النار في نفسه (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أقدم لاعب كرة القدم التونسي نزار العيساوي، الاثنين 10 أفريل/نيسان 2023، على إضرام النار في نفسه أمام منطقة الشرطة بمعتمدية بحفوز من ولاية القيروان، احتجاجًا على "اتهامه بالإرهاب على خلفية تقدمه بشكاية ضد بائع غلال بمنطقته يبيع الموز بسعر مخالف للتسعيرة المحددة من وزارة التجارة التونسية"، وفق روايته.

أقدم لاعب كرة قدم تونسي على إضرام النار في نفسه احتجاجًا على "اتهامه بالإرهاب على خلفية تقدمه بشكاية ضد بائع غلال بمنطقته"

ووثّق اللاعب عملية إضرامه النار في نفسه في مقطع فيديو بثه على موقع التواصل فيسبوك، يظهر فيه في حالة غضب بينما تتجمهر حوله مجموعة من الناس تحاول ثنيه عن إشعال النار في نفسه.

وذكر نزار العيساوي في مقطع الفيديو أنه توجه إلى مركز الشرطة للتشكّي حول مخالفة أحد باعة الخضر للقانون ببيعه الكيلوغرام الواحد من الموز بعشرة دنانير، فما كان منهم إلا أن "اتهموه بالإرهاب"، على حد قوله.

 

 

وما إن أنهى العيساوي الإدلاء بروايته حتى أضرم النار في نفسه بعد أن سكب على جسده البنزين، وفق ما يوثقه مقطع الفيديو المتداول. ولاحقًا، أكد المدير الجهوي للصحة بالقيروان الدكتور معمّر الحاجي أن "وحدة الأغالبة للاختصاصات الجراحية التابعة للمستشفى الجامعي ابن الجزّار بالقيروان استقبلت مساء  الاثنين لاعب كرة القدم نزار العويساوي، وهو مصاب بحروق وصفت بالدرجة الثالثة"، وفقه.

أثارت حادثة لاعب كرة القدم ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي وانتقد نشطاء التعاطي الأمني معه لدى تقدمه بشكاية معتبرين أن مثل هذه الممارسات هي التي من شأنها أن تعزز مخالفة القوانين

كما ذكر والي القيروان محمد بورقيبة، مساء اليوم ذاته، أنّ الطاقم الطبي وشبه الطبي قرر تحويل المصاب نزار عيساوي من وحدة الأغالبة للاختصاصات الجراحية التابعة للمستشفى الجامعي ابن الجزّار بالقيروان إلى مركز الحروق البليغة ببن عروس على متن سيارة الإسعاف المجهزة، وفق الإذاعة ذاتها.

وقد أثارت حادثة لاعب كرة القدم ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وانتقد نشطاء التعاطي الأمني معه لدى تقدمه بشكاية معتبرين أن مثل هذه الممارسات هي التي من شأنها أن تعزز مخالفة القوانين والإفلات من العقاب، حسب تقديرهم.

رجاء بن سلامة: نزار العيساوي ليس إرهابيًّا بل هو محتجّ على سياسة التّرهيب وهو ضحية الاتّهام الباطل بالإرهاب وضحية سلب الحقوق وضحية تجاوز السّلطة وضحية غلاء الأسعار وضحية دولة البوليس

ودونت  الجامعية ومديرة دار الكتب الوطنية، رجاء بن سلامة: "أراد أن يكون مواطنًا، فذهب إلى الشرطة ليشكو بائعًا خالف القانون، فلفّقت له تهمة الإرهاب، فأحرق نفسه".

وأضافت بن سلامة، في تدوينة لها على فيسبوك: "نزار العيساوي ليس مجنونًا بل هو مقهور، وليس إرهابيًّا بل هو محتجّ على سياسة التّرهيب.. نزار العيساوي هو ضحية الاتّهام الباطل بالإرهاب، ضحية سلب الحقوق، ضحية تجاوز السّلطة، ضحية غلاء الأسعار، ضحية دولة البوليس وأدلجة الحكم والكذب والقهر والظّلم والفقر واللاّمواطنة.. ضحية إدارة الحقد والعجز"، وفق تعبيرها.

 

 

وقال أحد النشطاء على فيسبوك إن هذه الحادثة تبرز الحالة التي أضحى عليها "العدل والكرامة السائدة في البلاد اليوم في ظل حكم الفرد الواحد الأحد وتحجيم كل المؤسسات على هناتها ونقائصها باستثناء مؤسسة العصا الغليظة"، وفق تعبيره.