الترا تونس - فريق التحرير
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، لرويترز، إن بلاده ترغب في أن يفرج صندوق النقد الدولي عن قرض قيمته 1.9 مليار دولار لتونس، إذ تخشى أن يؤدي نقص السيولة إلى زعزعة استقرار تونس وانطلاق موجة جديدة من المهاجرين نحو أوروبا.
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني: نخشى أن يؤدي نقص السيولة إلى زعزعة استقرار تونس وانطلاق موجة جديدة من المهاجرين نحو أوروبا
ونقلت رويترز، يوم 19 مارس/آذار 2023، أن "تاياني تحدث مع كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، وحثها على إبداء المرونة لتفادي الانهيار المالي المحتمل". وتابع "أكدت مجددًا ضرورة تدخل الصندوق بسرعة بدعم اقتصادي ومالي من أجل استقرار ونمو تونس".
يُذكر أن محادثات قرض صندوق النقد الدولي مع تونس توقفت منذ شهور وسط مطالبة الولايات المتحدة ودول أخرى للرئيس التونسي قيس سعيّد بـ"إصلاحات واسعة" والحصول مسبقًا على قروض ثنائية.في المقابل، لم يعلن الرئيس التونسي أبدًا دعمه للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني: "تحدثت مع كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، مع حثها على إبداء المرونة لتفادي الانهيار المالي المحتمل في تونس"
ووصل إلى إيطاليا أكثر من 20 ألف مهاجر بالقوارب حتى الآن في عام 2023، ووفق بيانات غير رسمية للأمم المتحدة فإن 12 ألفًا ممن وصلوا إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام جاؤوا من تونس. وقال تاياني، في سياق متصل، إن "استقرار وازدهار تونس إلى جانب احترام الحقوق والحريات الأساسية أمران حاسمان لاستقرار منطقة البحر المتوسط بأسرها".
يُذكر أن اليمينية المتطرفة جورجا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، كانت قد تولت منصبها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع وعد بتقليص تدفقات الهجرة غير النظامية.
وكان مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أكد، الاثنين 20 مارس/آذار 2023، أن الوضع في تونس خطير جدًا، حسب تقديره. وأضاف، في ندوة صحفية إثر اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المنعقد ببروكسل، أنه سيطلب من عضوين في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي السفر فورًا إلى تونس، من أجل تقييم الوضع والعودة بتقرير يتمّ على أساسه تحديد الخطوات القادمة، مشددًا على أن كل شيء يجب أن يجري بسرعة نظرًا لخطورة الوضع في تونس، وفق تأكيده.
جوزيب بوريل: سأطلب من عضوين في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي السفر فورًا إلى تونس لتقييم الوضع والعودة بتقرير يتمّ على أساسه تحديد الخطوات القادمة
وأشار بوريل أنه في حال انهارت تونس اقتصاديًا أو اجتماعيًا فهذا يعني مواجهتنا لأفواج جديدة من المهاجرين إلى أوروبا وينبغي تجنب هذه الوضعية، حسب تصريحه. كما أكد مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي: "لا يمكننا أن نغمض أعيينا عما يجري هناك، حكم القانون واحترام حقوق الإنسان هي إصلاحات أساسية".
وعقّب قائلًا: "يجب إنهاء البرنامج المتفق عليه أساسًا مع صندوق النقد الدولي الذي ينبغي أن يوقع مع الرئيس التونسي. هذا لا يمكن الاستغناء عنه"، على حد تعبيره.
جوزيب بوريل: في حال انهارت تونس اقتصاديًا أو اجتماعيًا فهذا يعني مواجهتنا لأفواج جديدة من المهاجرين إلى أوروبا وينبغي تجنب هذه الوضعية
وكان جوزيب بوريل قد أكد، في تصريح له قبل انطلاق اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن الوضع في تونس سيئ للغاية اقتصاديًا وسياسيًا، مشيرًا إلى أن عدم الاستقرار السياسي في البلاد يؤثر على الأوضاع الاقتصادية فيها، حسب رأيه.
وقد صرّح بأن الاجتماع سيناقش التصريحات التي اعتبرها "غير مقبولة" الصادرة عن الرئيس التونسي قيس سعيّد في علاقة بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، لافتًا إلى أنه قد يسافر إلى تونس إذا تطلب الأمر، على حد قوله.
جوزيب بوريل: يجب إنهاء البرنامج المتفق عليه أساسًا مع صندوق النقد الدولي الذي ينبغي أن يوقَّع مع الرئيس التونسي
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي أعلن، الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023، توجهه لإرسال وفد من الاتحاد برئاسة غرت جان كوبمان، المدير العام للجوار ومفاوضات التوسع، ويوهانس لوشنر، نائب المدير العام للهجرة، ولويجي سوريكا، المبعوث الخاص للهجرة إلى تونس، يوم 21 مارس/آذار الجاري.
وأوضح الاتحاد الأوروبي، في بيان اطلع عليه "الترا تونس"، أن الزيارة ستكون فرصة لإجراء نقاش معمّق حول تقدم الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس. وفي هذا السياق، تنص الزيارة الرسمية على عدة لقاءات مع مسؤولين تونسيين، من بينهم وزير الاقتصاد والتخطيط، وزير الشؤون الاجتماعية، وزير الطاقة، وزير الخارجية، وممثلين عن وزارة الداخلية، وكذلك مع الشركاء الأوروبيين والدوليين للاتحاد الأوروبي الموجودين في تونس والجهات الفاعلة غير الحكومية.
ومن المتوقع، وفق ذات البيان، أن تركز المناقشات، من بين أمور أخرى، على "الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في تونس وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يواصل تقديم أفضل دعم للشعب التونسي في السياق الحالي، وستكون الزيارة أيضًا مخصصة لمناقشة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتونس بشأن الهجرة وتحديد السبل الملموسة للتعاون فيها".
في المقابل، قالت وزارة الخارجية التونسية، الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023، إنها اطلعت على تصريحات الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، مساء يوم الاثنين 20 مارس/آذار 2023، معتبرة أن "التصريحات التي تم الإدلاء بها غير متناسبة مع المرونة الراسخة للشعب التونسي عبر التاريخ وفيما يتعلق بتهديد الهجرة إلى أوروبا من الجنوب".
الخارجية التونسية: تصريحات بوريل غير متناسبة مع المرونة الراسخة للشعب التونسي عبر التاريخ وفيما يتعلق بتهديد الهجرة إلى أوروبا
وأشارت الخارجية التونسية، في بيان، إلى ما اعتبرته "استمرار هذه الملاحظات الانتقائية في تجاهل لأي مسؤولية عن الوضع السائد في تونس وغيرها، لا سيما منذ عام 2011 وحتى 25 جويلية/يوليو 2021".
ورحبت "بالدعم البناء للعديد من الشركاء، بما في ذلك الجارة إيطاليا"، مؤكدة أنها "تظل منفتحة على شراكة مسؤولة ومحترمة ومتساوية مع جميع شركائها، كما يتجلى إلى حد كبير في بيان مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي أمس".