08-مايو-2019

ارتفاع الانتهاكات المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة (نيكولا فوكي/Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

 

أفادت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب في تقريرها السنوي الصادر الثلاثاء 7 ماي/آيار 2019 أنها تلقت 104 إشعارًا وقامت بـ25 زيارة تقصي خلال الفترة 2016-2017، مبينة أن الخارطة الأولية للانتهاكات المصرّح بها تبين ارتفاع الانتهاكات المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة.

وأضافت أن الخارطة الجغرافية بينت بدورها أن ممارسات التعذيب والمعاملات القاسية والمهينة لا تزال منتشرة بكل الجهات وإن تفاوتت النسبة، مبيّنة أن أعلى نسبة إشعارات وقع تسجيلها في تونس الكبرى. وفسّرت أن عاملين يفسران هذا الارتفاع أولهما الكثافة السكانية في تونس الكبرى إضافة لوجود مقر الهيئة في العاصمة فقط دون وجود فروع جهوية تستقبل الإشعارات المتعلقة بادعاءات التعذيب.

شهادات المبلّغين تشير إلى أن التعذيب وما جاوره من العقوبات والمعاملات اللاإنسانية هي ممارسات قديمة لم تتخلص منها الأجهزة الأمنية

وأضافت الهيئة أن شهادات المبلّغين تشير إلى أن التعذيب وما جاوره من العقوبات والمعاملات اللاإنسانية والقاسية أو المهينة هي ممارسات قديمة لم تتخلص منها الأجهزة الأمنية القائمة بالأبحاث التحقيقية ولا حتى المؤسسات السجنية والإصلاحية.

وبيّنت الإشعارات أن جهاز الشرطة هو الأكثر ضلوعًا في هذه الممارسات نظرًا لاتساع مجال تدخله الترابي مقارنة بالحرس الوطني، بالإضافة إلى أنه يمارس صلاحية الاحتفاظ التي قد تصل مدتها إلى 6 أيام.

وأكدت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب أن الساعات الأولى للاحتفاظ هي الأشد خطورة على الموقوفين حيث يقع فيها استنطاقهم في ظل العديد من الخروقات القانونية والأخلاقية من أهمها الإهانة والإذلال والضغط والتخويف وعدم تفعيل حق المحتفظ به في حضور محام.

الحصول على معلومات اعتمادًا على التعذيب غالبًا ما يؤدي إلى اعترافات كاذبة تساهم في تأخير الكشف الفعال عن الجريمة ومنعها

وقالت إن من المفارقات التي تميل الأجهزة الأمنية إلى تجاهلها أن الحصول على معلومات اعتمادًا على التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة غالبًا ما يؤدي إلى اعترافات كاذبة تساهم في تأخير الكشف الفعال عن الجريمة ومنعها.

وأفادت الهيئة أن من أشكال التعذيب وسوء المعاملة وفق الإشعارات والشكاية الواردة، الضرب العشوائي، وتقييد اليدين، والحرق بالسجائر، والاعتداءات الجنسية، والحرمان من النوم، والمنع من ممارسة الشعائر الدينية والحبس الإنفرادي.

وعاينت الهيئة، من خلال زياراتها وما توفر لها من تقارير طبية ونفسية ومن اختبارات، وجود شبهات ارتباط بين التعذيب وسوء المعاملة وحالات سقوط بدني جزئي، وبتر أعضاء، وشلل نصفي جزئي، وفقدان جزئي للبصر، وفقدان القدرة الجنسية، وأمراض نفسية وموت مستراب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

600 امرأة سجينة في تونس ودعوة لاحترام خصوصية الفئات الهشة

الاكتظاظ في سجون تونس يتجاوز 200% من طاقة الاستيعاب