28-سبتمبر-2018

صراع مستمر وتحولات دراماتيكية (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

توجه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، وهو رمز وحدة الدولة والمؤمن على الحفاظ على وحدة الشعب، لابنه المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي، خلال حواره التلفزيوني الأخير، قائلًا له بالعاميّة "رد بالك من جماعة المستير". ثم تحدث السبسي الأب عن الصراع زمن نهاية الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بين "جماعة المستير" وحديثه عن سعيدة ساسي ومنصور السخيري تحديدًا ضد "الآخرين" ويحسب السبسي أنه أحدهم.

تحدث إذًا الرئيس بمنطق جهوي مستعيدًا لصراع سياسي/جهوي عاشه قبل عقود، وهو يواجهه اليوم مجددًا ليس لوحده فقط بل كذا مع ابنه الذي بات أعزلًا في محيطه الحزبي. فإطار الحديث عن "جماعة المستير" جاء على إثر مطالبة هذه "الجماعة" بإبعاد السبسي الابن من قيادة الحزب، وتضمّ هذه المجموعة قيادات كانت قبل أسابيع في الحلقة المضيقة لحافظ مثل وزير النقل السابق أنيس غديرة. بيد أن الإطار الأعم، وهو الأهمّ، هي الاستقالات الجماعية من نداء تونس من أعلى القيادات إلى الكتاب المحليين والمنخرطين الذين باتوا يدعون لإبعاد السبسي الصغير الذي بات "ملطشة" أمام الكبير والصغير. وهو ما جعل رئيس البلاد ينصحه، وأعتقد أنها نصيحة أب لابنه أكثر منها نصيحة رئيس لمدير حزب، بقوله أنو "كان باش يخرج يخرج بشرف".

تحدث الرئيس بمنطق جهوي مستعيدًا لصراع سياسي/جهوي عاشه قبل عقود وهو يواجهه اليوم مجددًا ليس لوحده فقط بل كذا مع ابنه الذي بات أعزلًا في محيطه الحزبي

عودة لحكاية المساترية، وفي مذكراته "بورقيبة الأهمّ والمهمّ"، تحدث السبسي عن واقعة يقول فيها إنه دخل ذات مرة على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة "المستيري" في مكتبه وكان معه الوزراء المساترية فقط، وحينها قال الرئيس الراحل بما معناه أن الجلسة لم تعد متجانسة أو كما يُقال بالعامية "القعدة معادش صافية". هذا ما ينقله السبسي بنفسه وما ذكره لهذه الواقعة إلا لأنها بقات محفورة في باله، وهو أصلًا لم يكن أبلهًا ويعي الصراع التقليدي بين "البلدية"، وهو منهم، و"السواحلية" وهم أصيلي سوسة والمنستير والمهدية جمعًا داخل السلطة، وهو صراع قديم ترجع جذوره لزمن تليد.

والصراع موجود بين "السواحلية" أنفسهم، وهو ما ظهر مع المخلوع بن علي، أصيل منطقة حمام سوسة التابعة لولاية سوسة، لما انقلب على "المساترية" بعد انقلاب 87، ويبدو أن هذا الصراع عاد للواجهة اليوم بعمومه ولكن بوجوه مختلفة وحسابات ربّما أشد تعقيدًا. نجد اليوم مثلًا زهرة إدريس، الممثلة لدار ادريس الشهيرة في سوسة، تصطف وراء الشاهد، مقابل يصطف رضا شرف الدين، وهو من أبرز رجال الأعمال في سوسة ورئيس فريق النجم الرياضي الساحلي، خلف حافظ الذي منحه رئاسة لجنة إعداد مؤتمر الحزب.

اقرأ/ي أيضًا: تونس الآن.. الجزائر دائمًا

وهذا الصنف من الصراع بين أصحاب النفوذ في الساحل، يعود لزمن قديم أيضًا. ففي الفتنة الحسينية الباشية في القرن الثامن عشر، ناصر أهالي القلعة الكبرى حسين بن علي، في حين ناصر أهالي القلعة الصغرى علي باشا، وكان أهالي سوسة يحاربون مع حسين بن علي فيما كان يحارب أهالي زاوية سوسة مع علي باشا. هذه الصورة يجب استذكارها دائمًا. فهكذا الصورة تبدو اليوم بين الشاهد وآل السبسي، وإن كلاهما من "البلدية"، ولكن المشهد اليوم ليس على أساس تقسيم بين أهالي مناطق في حرب عسكرية، ولكن تقسيم من نوع آخر في حرب من نوع آخر هي حرب مواقع وصراع المصالح بين رؤوس الأموال وأصحاب النفوذ التاريخي والمالي والسياسي في تونس.

فما يحصل مؤخرًا وجعل الباجي قايد السيسي يظهر، في حواره الأخير، منكسر سياسيًا وفاقدًا للقدرة على الحسم، بل يتحدث لابنه بمنطق "رد بالك من جماعة المستير"، ولو كان الحوار مسجلًا لتمّ حذف هذه الجملة ذات النعرة الجهوية الصادرة من رئيس للجمهورية، ما يحصل هو أن كتلة النظام القديم، وهي الكتلة المناطقية المالية الحاكمة تاريخيًا في تونس، والتي كانت وراء بن علي ومن ثم كانت وراء السبسي نفسه في 2014 لم تعد موحدة ومصطفة خلفه.

 ما يحصل هو أن كتلة النظام القديم، وهي الكتلة المناطقية المالية الحاكمة تاريخيًا في تونس، والتي كانت وراء بن علي ومن ثم كانت وراء السبسي نفسه في 2014 لم تعد موحدة ومصطفة خلفه

ما يبدو حتى الآن أن الشاهد قاتل أبيه، والسبسي والده السياسي، بصدد الفتك بحافظ ابن أبيه، الذي لا شرعية له إلا أنه ابن الرئيس، بل وجرى الفتك بحال الأب نفسه. فقد حمل الشاهد معه أولئك الغاضبين أو غير الراضين عن أداء أجهزة السلطة السياسية تجاههم طيلة 4 سنوات مضت، وأيضًا غير المراهنين على السبسي الأب في المستقبل، وبالطبع أولئك الذي حاول السبسي الابن تهميشهم وإبعادهم من مسالك النفوذ في نظام جديد حاول الابن هندسته.

ولكن انقسام كتلة "النظام القديم" حدث بالفعل منذ اليوم الأول بعد إعلان فوز السبسي في انتخابات 2014، إذ كانت تلك الانتخابات معركة حياة أو موت بالنسبة لها فرضت عليها التوحد، ولكن ثم كانت العودة للصراع هو في الأصل صراع تقليدي كان موجودًا بل وشرسًا حتى في عهد بن علي. بيد أن الفرق في عهد الاستبداد، لم يكن يوجد نواب قابلون للبيع والشراء، ولا توجد صفحات على مواقع التواصل يقع تجنيدها لهذا الصراع، فكانت آلة الاستبداد تمحق كل من يحاول أن يخرج على هندسة بن علي الذي لم يكن بحاجة لإعلان حرب وهمية على الفساد لتصفية فريق أو إرسال رسائل مضمونة الوصول لفريق آخر. وتوزيع بن علي للنفوذ أو ضبطه له، لم يكن منطلقًا من عواطفه بل كان بحسابات وترضيات وكانت معركة شديدة في الكواليس لم تكن تظهر لنا كما تظهر اليوم بهذه العلنية والوضوح.

كانت آلة الاستبداد تمحق كل من يحاول أن يخرج عن هندسة بن علي الذي لم يكن بحاجة لإعلان حرب وهمية على الفساد لتصفية فريق أو إرسال رسائل مضمونة الوصول لفريق آخر

حاول السبسي الأب بعد صعوده لقرطاج إرضاء مموّليه بقانون المصالحة ولكن سقط قانونه ولم يمرّ إلا قانون للمصالحة الإدارية يهمّ الإداريين، من أبناء المنظومة القديمة، ولا يهم رؤوس الأموال. وحاول السبسي الابن التمترس لتعزيز نفوذه عبر تطويع أجهزة الدولة، ولكن لم يكن الشاهد طفلًا وديعًا كما وعده والده، إذ انقلبت الصورة بالوقت ولما لا يقتل الابن (الشاهد) والده (السبسي الأب) ان كان ما يقدمه الأب يمكن أن يقدمه الابن؟

وكانت للمعركة بداية. فمنذ أن كانت مشكلة السبسي الصغير مع الشاهد بسبب بعض الوزراء مثل إياد الدهماني ومهدي بن غربية، أصبحت المشكلة بسرعة مع الشاهد نفسه. رضخ الأب لرغبة ابنه في إبعاد رئيس الحكومة كما تمّ سابقًا إبعاد الصيد، وأُطلق مسار مصطنع تمت تسميته "قرطاج 2" الدافع لإطلاقه منذ البداية الاطاحة بالشاهد الذي قرر الدخول في مغامرة وفعل، حتى الآن على الأقل، ما يفعله الفأر في الفيل. كسب الشاهد معركته حتى الوقت الراهن، وجعل حافظ الابن معزولًا في حزبه، وعبث بحالة الأب الذي فقد المبادرة السياسية حتى اعترف عاجزًا في حواره التلفزيوني أنه اختار الشاهد ولكن لا يملك الآليات الدستورية لإقالته. طبعًا، حلت حجة جديدة للمطالبة بتغيير الدستور وإرجاع السلطة التنفيذية برأس واحد لأنه لدينا "رب واحد"، فهكذا حاجج رئيس الجمهورية لتنقيح الدستور.

اقرأ/ي أيضًا: "الدّار الكبيرة".. هدف ضد مرماه؟

من جهته، يخوض الشاهد مغامرته وهو يتكئ على دعم من حركة النهضة التي أدارت ظهرها هذه المرة لرغبات السبسي. كانت تنطلق الحركة فيما مضى من تيمة "التوافق" كفاية وتجرّ فيما بعد وزنها داخل البرلمان كمجرّد عنصر تابع أو أداة تنفيذية لـ"شرعية التوافق" التي جعلتها لا تطالب بحصتها في الحكومة بما يتوافق مع وزنها البرلماني مثلًا. بيد الآن ترفّع من كثافة فاعلية وزنها البرلماني، وهو تمظهر تأثيرها في المشهد بعمومه، ندًا للند مع "شرعية التوافق"، فتؤكد تشبثها بالتوافق ولكن تحفظ حقها في مخالفة المتوافق معه هذه المرة وهي تعلم أنه قد حان الوقت لاستعراض بعض القوة. وبات ملخص خطابها اليوم الذي يحاول الجمع بين الالتزام المعلن بمسار التوافق والاحتفاظ بحق الاختلاف هو تحدي مفاده "من يريد المواجهة فليأتي للبرلمان"، وذلك بعد أن كان الحسم يتم في قصر قرطاج وفي الغرف المغلقة. تقول النهضة ذلك، كما قال السبسي في حواره للشاهد حين دعاه للتوجه للبرلمان بأن حكومته أصبحت لديه الأغلبية البرلمانية بفضل دعم كتلتي النهضة والائتلاف الوطني، فقد علم رئيس الجمهورية بنفسه أن قواعد اللعبة تتحدد في باردو في هذه الجولة وليس عنده في قرطاج كما جرى سابقًا.

نشر مستشار وصهر رئيس حركة النهضة رفيق عبد السلام، وهو من القيادات الداعمة لمسار التوافق والملتفة حول الغنوشي، نشرية على حسابه على فيسبوك وجعلها "ممولّة" تثبت مدى مضي النهضة في إدارة ظهرها للسبسي وعدم رغبتها في الانصياع لطلباته مع الحرص في نفس الوقت على عدم قطع حبل الود معه. وتحدث عبد السلام بنبرة مستجدة لقيادي مثله بدت حادة حينما قال "البعض يريد أن يحوّل التوافق إلى تبعية وسمع وطاعة تحت الاكراه وهذا مرفوض" مضيفًا "النهضة حليف صادق وشريك أمين يمكن أن يقدم تنازلات ولكن بعيدًا عن منطق اشرب وإلا طير قرنك". الصورة تبدو واضحة.

يبدو "التوافق" في ظاهره اتفاقًا بين الغنوشي والسبسي بانسحاب أحدهما يسقط، ولكن في جوهره، وبالنسبة لحركة النهضة، يظل اتفاقًا بينها وبين الأطراف، السياسية والاجتماعية، الفاعلة والمؤثرة في المشهد التونسي وفي مقدّمتها كتلة النظام القديم بطبقتها السياسية وتركيبتها المالية وثقلها داخل أجهزة الدولة ، وما السبسي إلا ممثل عنها. ولم يكن من فراغ تبعًا لذلك حينما خرج كل من الغنوشي والسبسي في أكثر من مرة بتأكيد أن المصالحة التاريخية تمت، ليأتي لاحقًا العبث المشترك في ملف العدالة الانتقالية.

يبدو "التوافق" في ظاهره اتفاقًا بين الغنوشي والسبسي ولكنه في جوهره، وبالنسبة لحركة النهضة، يظل اتفاقًا بينها وبين الأطراف السياسية الفاعلة وعلى رأسها كتلة النظام القديم بطبقتها السياسية وتركيبتها المالية

نعم "التوافق" بين الغنوشي والسبسي هو اتفاق بين رجلين وليس مؤسستين أي حزبين، وهذا ما كان يعيبه بالخصوص فريق داخل حركة النهضة على رئيسها، ولكنهما رجلين ممثلين لتيارين، الأول للتيار الإسلامي الذي استعاد مكانته في الطبقة السياسية بعد الثورة، والآخر ممثل لما يسمى تجميلًا التيار الدستوري ولكنه ممثل أساسًا لكتلة النظام بل للدولة كما ترى النهضة التي أكدت في مؤتمرها الأخير أنها ماضية في الإصلاح من داخل الدولة وليس من خارجها.

بما أعلنه السبسي أن التوافق انتهى مع الغنوشي، فهو يعلن انقطاع التوافق من جهته، ولكن بالنسبة للنهضة فالتوافق لازال موجودًا ولو انقطعت العلاقة مع السبسي سواء كان بطلب منها فعلًا كما قال رئيس الجمهورية، أو كان حديثه مجرّد ورقة تصعيدية للضغط عليها. ففي الوقت الذي يرى السبسي التوافق اتفاقًا بين رجلين، يراه الغنوشي أكثر من ذلك. بالنسبة للنهضة لازال التوافق ولكن تغيرت موازين القوى، فلم يعد السبسي قادرًا بصفة حصرية على احتكار تمثيل كتلة النظام التي انبرى جزء واسع منها ضده وضد ابنه، وفرض الشاهد نفسه كشريك ندًا للند معوضًا لوالده السياسي، ولو بصفة غير نهائية حتى الآن وبشكل غير حاسم بعد.

اقرأ/ي أيضًا: من أجل حوار وطني حول المساواة والحريات الفردية

صعد الشاهد رويدًا رويدًا، أحاط نفسه بداية بأشخاص وصوليين فضلوا البقاء في الحكومة على البقاء في أحزابهم مثل الدهماني وبن غربية ووزراء آفاق الذين غادروا حزبهم، وأيضًا أحاط نفسه بمستشارين في القصبة باتوا رجاله الجدد. اصطنع حربًا على الفساد استهدف بها ولو بصفة جزئية الشريط المالي الداعم للسبسي الابن، وذلك مع جوقة اعلامية بهندسة مستشاره الإعلامي السابق مفدي مسدي، وذلك بالإضافة لتحالف مع رجال اعمال مثل ادريس في سوسة والسلامي في صفاقس وغيرهم. وآخر جولة في صعود الشاهد هي تكوين كتلة الائتلاف الوطني التي لا همّ لأغلبية أعضائها إلا أن يكونوا رؤساء قوائم في الانتخابات التشريعية القادمة. هذه التطورات المتتالية تتوازى مع احتفاظ الشاهد بنسبة رضاء مقبولة شعبيًا رغم الأزمة السياسية والاقتصادية، ويمكن القول أنها نسبة رضاء عكسية إذ استفاد من حرب حزبه نداء تونس عليه، وذلك بالإضافة لدعم دولي من السفارات والمؤسسات الدولية وهو الذي يسير قدمًا في ملف "الإصلاحات".

كان السبسي الأب يفقد بكل ذلك نفوذه الفعلي كرئيس لكتلة النظام القديم وأصبح نفوذه محدود كيما سطر الدستور، وحواره التلفزيوني الأخير يحمل انكسارًا وتسليمًا بالأمر وإن السبسي ليس من النوع الي يرمي المنديل بسهولة ولم يُحسم شيء بعد. وقد طرح خلال الحوار تسوية مفادها انسحاب ابنه من قيادة نداء تونس مع انسحاب الشاهد من الحكومة، ولكنها تسوية لا يمكن أن تقبلها النهضة، ليس لأنها رمت كل بيضها مع الشاهد، بل ربما لأن أحد أسباب رفضها، وهو من باب الطرافة، أن بقاء السبسي الابن مع شلته (برهان بسيس وسمير العبيدي وخالد شوكات وغيرهم) مفيد سياسيًا وانتخابيًا لها لأن هذا الفريق الفاشل لنداء تونس هو أكبر ضمانة للنهضة أنها ستفوز في انتخابات 2019 كما فازت في بلديات 2018.

لا يمكن الحديث عن حسم في مشهد سياسي متحرّك لكن المؤكد أن السبسي الأب يفقد أوراقه وتأثيره ونفوذه شيئًا فشيئًا لحساب الشاهد الذي تريد النهضة أن تدخل معه في مغامرة في السنة الأخيرة قبل الانتخابات

عمومًا لا يمكن الحديث عن حسم في مشهد سياسي متحرّك، بيد المؤكد أن السبسي الأب يفقد أوراقه وتأثيره ونفوذه شيئًا فشيئًا لحساب الشاهد الذي تريد النهضة أن تدخل معه في مغامرة في السنة الأخيرة قبل الانتخابات، قد تمتد حساباتها لما بعد هذه الانتخابات التي تظلّ عنوانًا خفيًا لصراع قد يخلط الأوراق. فيما لا يمكن في الفترة القادمة تجاهل دور المنظمة الشغيلة التي يبدو أنها دخلت مرحلة المواجهة ضد الحكومة بإعلانها الإضراب العام، وهي مواجهة سيحاول التيار العاشوري داخل المنظمة عدم بلوغ شدتها خشية من انفلات الوضع وعدم إيجاد هامش مطلوب للمناورة مستقبلًا.

بالنهاية، نحن إزاء موسم سياسي ساخن، قد يشهد تحولات دراماتيكية وصعود من لا يظهرون حاليًا في الصورة وخفوت من يتداعون للظهور في المشهد اليوم، ومن يظهر متقدمّا يعي أن خطواته القادمة ستكون كمن يمشي على البيض، فمن يحسب نفسه منتصرًا قد يتداعى من حيث لا يدري. وما دام نحو 70 في المائة من التونسيين لا يعرفون لمن سيصوّتون لو تُجرى الانتخابات غدًا، وفق آخر عمليات سبر الأراء، فلازال الحسم ببعيد. ففي الفتنة الحسينية الباشية التي سبق وأشرنا إليها، انتصر علي باشا وعُلق رأس عمه الحسين في القصبة، ولكن ما لبث أن عاد أبناء الحسين من الجزائر للانتقام حتى استردوا السلطة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في تونس.. حرب ضد الفساد أو حرب مصالح بوصلتها انتخابات 2019؟

5 سيناريوهات لمصير يوسف الشاهد